جبير المليحان |
مدونة توفيق السيف . . Tawfiq Alsaif Blog فكر سياسي . . دين . . تجديد . . . . . . . . . راسلني: talsaif@yahoo.com
16/11/2009
من المبادرات الثقافية الى الحياة الثقافية
مقالات ذات علاقة
شكوك
في العلاقة بين الثقافة والتقدم
كتب
الطبخ هي الاكثر رواجا في معارض الكتب
هيروهيتو
ام عصا موسى؟
ثقافة الكراهية
سجالات الدين والتغيير في المجتمع
السعودي (كتاب)
كي
تستمر المنتديات الأهلية رافدا للحياة الثقافية
العودة
إلى ثقافة الزمن المنقضي
من
المبادرات الثقافية الى الحياة الثقافية
الجمعيات
الاهلية : الترخيص في غياب القانون
اربع سنوات ونصف على اقرار نظام الجمعيات الاهلية
حان الوقت كي يقيم المثقفون نواديهم المستقلة
المجتمع المدني كاداة لضمان الاستقراران تكون سياسيا يعني ان تكون واقعيا
الجدل الدائر حول السماح للبعثيين بالمشاركة في
الانتخابات العراقية ، هو مثال آخر على المسافة بين الالتزامات
الاخلاقية والواقعية السياسية. اذا كنت تؤمن بهدف ، واذا كنت تملك القوة اللازمة
لتحقيقه ، فهذا لا يعني بالضرورة انك سوف تصل اليه . في عالم السياسة ، ليس ثمة
قوة مطلقة ، ولهذا فليس ثمة امكانية لقرارات او قناعات مطلقة .
تعتقد الحكومة
العراقية ان حزب البعث قد انتهى سياسيا وهي تريد انهاءه قانونيا بحرمان اعضائه من
دخول البرلمان والحكومة. لكن جولات العنف الاخيرة تظهر ان هذا الحزب لا زال حيا
وان كان ضعيفا او مترنحا. واظن ان معظم البعثيين السابقين ، يريدون تجاوز هذا
الحزب والخلاص من ارثه الدامي . فهو لم يعد طريقا الى الثروة والسلطة كما كان
الامر قبل 2003 ، بل عبئا يصعب الدفاع عنه او تبرير الانتماء اليه.
لكن السياسة ليست لونا واحدا. الاحزاب
والايديولوجيات غالبا ما تكون اقنعة لمصالح ثابتة او مصالح في طور الانشاء . كل
واحدة من دوائر المصالح هذه تجمع في داخلها شرائح من الناس الذين يبحثون عن دور او
وسيلة للدفاع عن انفسهم او على الاقل تحديد مواقعهم وعلاقتهم مع المحيط . ربما لا
يشارك جميع الناس في الحياة السياسية او ربما لا يعبأون بالسياسة اصلا . لكنهم في
كل الاحوال يريدون ان يحددوا مكانهم كي يحتموا به ساعة الازمة .
المصالح السياسية
مثل البضائع في السوق ، ربما تخسر شعبيتها ورغبة الناس فيها ، لكن اصحابها لا
يرمونها في صناديق الزبالة الا اذا ضمنوا بديلا مناسبا . وما لم يحصلوا على هذا
البديل فسوف يصرون على مواصلة عرضها ومحاولة بيعها مهما كان اتجاه السوق . ينطبق
الامر نفسه على سوق السياسة . لافتات مثل الحزب الشيوعي وحزب البعث وامثالها لم
تعد جذابة في سوق السياسة كما كان حالها قبل عشرين عاما .
ولعل بعض اصحابها قد تخلوا عنها بعدما وجدوا
بضاعة اكثر جاذبية . اذا اخذنا العراق كمثال فسوف تجد رجالا دافعوا عن حزب البعث
حتى الاسبوع السابق لسقوط النظام القديم ، لكنهم الان اعضاء فاعلون في الاحزاب
التي استفادت من سقوطه . هؤلاء اذن عثروا على بدائل فلم يعودوا مهتمين بتاريخ مضى.
لكن ليس كل الناس كذلك .
تفجر الجدل حول حزب البعث
وامكانية السماح له بالمشاركة في العملية السياسية بعدما استبعدت هيئة المساءلة
والعدالة عددا من المرشحين للانتخابات القادمة ابرزهم صالح المطلك
الذي كان مقربا من زوجة الرئيس السابق صدام حسين . يقول المطلق بتلميح يشبه
التصريح انه ربما يتبرأ من حزب البعث لكنه لن يفعل ذلك في العلن. وتبريره يبدو
منطقيا : اعداء البعث لن يصوتوا له في الانتخابات بسبب تاريخه ، لكن البعثيين
الحاليين او السابقين سوف يدعمونه لانهم بحاجة الى من يحميهم ويدافع عن مصالحهم.
بعبارة اخرى فان طريقه الى البرلمان يمر عبر البعثيين السابقين او الحاليين ، فاذا
تخلى عنهم فلن يحصل على شيء . حجمه السياسي محسوب بعدد مؤيديه ، فاذا تخلى عنهم
فلن يكون شيئا .
هذه الاشكالية
ليست مشكلة للمطلق وامثاله ، بل هي في المقام الاول مشكلة للحكومة العراقية التي
عليها ان تخرج بالبلد من حال التنازع والفوضى . المسالة اذن ليست موقفا نظريا من
الحق والباطل ، بل هي عملية سياسية تقتضي الامتناع عن استعمال القوة التي مهما
تضخمت فان لها حدودا .
العراق مثل اليمن وافغانستان بحاجة الى سياسيين
يجيدون محاكاة الواقع ، انه بحاجة الى سياسيين يجيدون المساومة وحبك الصفقات اكثر
من حاجته الى البزات العسكرية. الحسم هنا ليس في الجبر بل في اتخاذ قرار يجمع
المختلفين ويداوي الجراح ، حتى لو اقتضى تقديم تنازلات مؤلمة. الواقعية السياسية
مؤلمة بذاتها وبغيضة ، لكنها الخيار الاخلاقي الوحيد حين تكون الخيارات الاخرى
ملونة بالدم والبارود.
نوفمبر 2009
مقالات ذات صلة
بين
الهند والموصل: اسرار الوحدة والخصام
تجنبا لداعش أخرى: اربعة عوامل للوقاية
خلاقة على منهاج نبوة
داعش الباقية
شفاء الصدور
العامل
الديني كمولد للعنف
العراق: المهمة
الكبرى بعد الموصل
العنف السياسي : 3 عوامل رئيسية
في
مواجهة التيار الداعشي
كسب الارض وكسب القلوب
شراكة التراب وعدالة النظام الاجتماعي
"شراكة التراب" كتطبيق لمبدأ
العدالة الاجتماعية
الشراكة في الوطن كارضية لحقوق
المواطن
شراكة التراب وجدل المذاهب
الوطن شراكة في المغانم والمغارم
اعادة بناء الاجماع الوطني
انهيار الاجماع القديم
التفكير الامني في قضايا الوحدة الوطنية
دولة الاكثرية وهوية الاقلية
من دولة الغلبة الى مجتمع المواطنة: مقاربة دينية لمبدأ
العقد الاجتماعي
من التوحيد القسري الى التنوع في اطار الوحدة
وطن الكتب القديمة
الوطن ، الهوية الوطنية ، والمواطنة: تفصيح للاشكاليات
01/11/2009
حدود الديمقراطية الدينية - عرض كتاب
26/10/2009
التفكير الامني في قضايا الوحدة الوطنية
مقالات ذات
علاقة
جرائم امن الدولة : وجهة نظر اخرى
الحريات العامة كوسيلة لتفكيك ايديولوجيا الارهاب
إشارات على
انهيار النفوذ الاجتماعي للقاعدة
اعلام القاعدة
في تظاهرات عربية
تحولات
التيار الديني – 5 السلام مع الذات والسلام مع العالم
عن طقوس
الطائفية وحماسة الاتباع
فلان المتشدد
خديعة الثقافة
وحفلات الموت
ما الذي نريد:
دين يستوعبنا جميعاً أم دين يبرر الفتنة
اتجاهات في
تحليل التطرف
ابعد من تماثيل
بوذا
ثقافة الكراهية
تجريم الكراهية
تجارة الخوف
في انتظار
الفتنة
كي لا نصبح لقمة
في فم الغول
تفكيك
التطرف لتفكيك الإرهاب-1
تفكيك
التطرف لتفكيك الارهاب-2
العامل السعودي
غلو .. ام بحث
عن هوية
20/10/2009
العبء الطائفي
اجمل ما في الديمقراطية ، هو انها تتيح الفرصة للناس
العاديين كي يشتركوا في تحديد طبيعة الدولة التي يريدونها. ومع ان تجربة العالم
العربي في المشاركة السياسية لا تزال غير ناضجة تماما ، الا ان الانتخابات العامة
الدورية ، تتيح على اي حال فرصة للتعبير عن المزاج الشعبي ، وتحويله كليا او جزئيا
من مطلب او طموح الى سياسة قابلة للتنفيذ ، من خلال مؤسسات الدولة.
يعتقد كثير من المراقبين ان تلك الشعارات اعطت املا لعامة
العراقيين ، بان الطبقة السياسية تستطيع – اذا ارادت - اقامة دولة تعبر الحواجز الطائفية وتمثل
الجميع. في الحقيقة فان اكبر هموم العراقيين هو انهيار هيبة القانون ، وانكماش
سلطة الدولة وظهور قوى اهلية مسلحة او شبه مسلحة ، تتحدى سلطة الدولة بل وحتى
وجودها. التاثير الواسع لتلك الشعارات
التي طرقت على وتر حساس في نفوس المواطنين ، حمل بقية القوى السياسية على مراجعة
برامجها الدعائية باتجاه التركيز على الجانب الايجابي ، اي البرامج والسياسات التي
سوف تتبناها او تسعى لتطبيقها اذا نجحت في الانتخابات. خلافا للعادة التي جرت خلال
السنوات الخمس الماضية ، حين كانت تلك القوى تخصص النسبة الكبرى من اعلامها اليومي
، لامتداح رجالاتها والتنديد بسياسات واعمال الحكومة .
كانت المحاصصة الطائفية وسيلة وحيدة للخروج من ظرف
التقاتل والاستقطاب الشديد ، الذي اعقب سقوط النظام السابق. لكن هذه الوسيلة التي
بدت ضرورية في ذلك الوقت ، فقدت اليوم مبرراتها ، بعدما سار قطار السياسة على
السكة ، وفشل الرهان على الحرب الاهلية ، او
تصاعد طواحين العنف. اصبحت الطائفية اليوم صندوق الزبالة الذي يرمي فيه الناس
والسياسيون اوساخ السياسة ومبررات الفشل . ولهذا فان الطائفيين او المراهنين على
النزاع الطائفي ، قد خسروا واحدة من اهم اوراق اللعب التي كانت بايديهم حتى وقت
قريب. ومع انه من المبكر القول ان الشعار الطائفي قد ذهب الى غير رجعة ، الا ان
ميل الجميع تقريبا الى نبذ التقسيم الطائفي ومبرراته ، ونبذ الداعين اليه
والمشجعين له ، وكذلك رموزه هو امر يبعث الامل .
لم تكن الطائفية مطلبا لاي من القوى السياسية الرئيسية في
العراق ، لكن انعدام الثقة بين المكونات الاجتماعية ، والقلق من الاستبداد ، والاستئثار
وغموض طبيعة النظام السياسي الذي يراد اعادة بنائه في هذا البلد ، جعلت المحافظة
على حصة الطوائف في النظام السياسي ، مطلبا ملحا لجميع القوى السياسية . هذا الهم
لم يكن مقصورا على الاحزاب او زعماء السياسة ، بل كان هما شعبيا في المقام الاول ،
ولهذا فشلت المجموعات التي تعتبر محايدة طائفيا في انتخابات 2005 وفازت المجموعات
التي تتحدث صراحة عن موقف طائفي ، او تتبنى حقوق الطائفة. وهذا هو الذي اوصل العراق
الى ما عرف لاحقا بالمحاصصة الطائفية.
لن تزول الطائفية في العراق لمجرد انتصار فريق غير طائفي
او قبول الجميع بعبور الاطارات الطائفية . يحتاج الامر الى تعديلات جذرية في
الثقافة والتنظيم الاجتماعي والمؤسسة السياسية وتوزيع الموارد العامة. واظن ان على
السياسيين ان يتحملوا مسؤوليتهم في هذا الصدد لان الدور الاكبر في علاج المشكل
الطائفي يقع على عاتق المؤسسات السياسية ، الحكومة والمعارضة . ويظهر لي من بحوث
سابقة ان ضعف المؤسسات السياسية خارج الدولة ، اي الاحزاب والمنظمات التي تؤطر
المطالب الشعبية قد ادى الى تلبس هذه المطالب بعباءة الاوصاف التقليدية كالطائفة
والعشيرة والمنطقة الخ ، وهو الامر الذي ادى في احيان كثيرة الى تزييف الوعي
السياسي وتفريغ المطالب من مضمونها المدني او اضعاف الجانب المدني من المطالب
الشعبية واعادة انتاجها في اطار طائفي او قبلي او عشائري.
مقالات ذات علاقة
إشارات على انهيار النفوذ الاجتماعي للقاعدة
اعلام القاعدة في تظاهرات عربية
التفكير الامني في قضايا الوحدة الوطنية
الخلاص من الطائفية السياسية: إعادة بناء الهوية
الوطنية الجامعة
شراكة التراب" كتطبيق لمبدأ العدالة الاجتماعية
الشراكة في الوطن كارضية لحقوق المواطن
الطائفية ظاهرة سياسية معاكسة للدين
عن طقوس الطائفية وحماسة الاتباع
ما الذي نريد: دين يستوعبنا جميعاً أم دين يبرر الفتنة
المسالة الطائفية في المملكة :دعونا نتجاوز الفشل
من التوحيد القسري الى التنوع في اطار الوحدة
من دولة الغلبة الى مجتمع المواطنة: مقاربة دينية لمبدأ
العقد الاجتماعي
الوطن ، الهوية الوطنية ، والمواطنة: تفصيح للاشكاليات
اخلاقيات السياسة
أكثر الناس يرون السياسة عالما بلا أخلاق. ثمة اشخاص يأخذون بالرأي المعاكس. انا واحد من هؤلاء ، وكذا العديد من الفلاسفة الاخلاقيين وعلماء ...