مدونة توفيق السيف . . Tawfiq Alsaif Blog فكر سياسي . . دين . . تجديد . . . . . . . . . راسلني: talsaif@yahoo.com
23/08/2017
العلمانية بين فريقين
16/08/2017
تأملات في جدل متكرر
تشييع جنازة المرحوم عبد الحسين عبد الرضا |
09/08/2017
العلمانية على الطريق
د. عبد الوهاب المسيري |
02/12/2015
الحداثة كمحرك للتشدد الديني
أغلب الباحثين
الذين كتبوا عن تصاعد المشاعر الدينية في السنوات الأخيرة ، اعتبروه نوعا من الهروب
الى الماضي ، احتماء به من تحديات الحداثة المؤلمة. بعضهم لاحظ ان التحولات
الاقتصادية التي جاءت في اطار التحديث أوجدت حالة من الضياع وانعدام التوازن
النفسي للأفراد ، الذين ارادوا حجز مكانهم في النظام الاجتماعي الجديد ، لكنهم
وجدوه محاطا بذات الأسوار السياسية التي عرفوها في مجتمع ما قبل الحداثة. إقبال
الافراد على الانضمام الى المجال الديني ، يشكل - في رأي هؤلاء الباحثين - محاولة
للتمسك بقطار لازالت سكته ممتدة بين الماضي والحاضر ، ولازالت ابوابه مفتوحة ترحب
بأي قادم.
الفرد المتأثر
بموجات الحداثة ما عاد يرى نفسه مجرد صورة عن الجماعة التي ينتمي اليها ، بل كائنا
مستقلا يختار صورته وهويته. تطور التفكير في الذات على هذا النحو ، أدى الى
انفصاله عن التدين الجمعي التقليدي. بمعنى انه تحول من التبعية المطلقة لتلك
الصورة/الهوية الدينية ، الى امتلاك تدينه الخاص/هويته. ونتيجة لهذا اصبحت الهوية
الدينية فردانية ، أي اكثر تصلبا وتسلطا مما كانت عليه يوم كان صاحبها تابعا لـ
"دين الاباء". تحول الدين الى خيار فردي جعل حامله مهموما بالعمل على
فرض تصوره/هويته كحقيقة وحيدة في العالم. انها – في هذا المعنى – وسيلة لتحقيق الذات
في عالم متصارع.
هذا الرأي يقدم –
من زاوية واحدة على الأقل – تفسيرا للتباين الذي يشار إليه أحيانا ، بين التدين
القديم ، اي ما يسميه غوشيه "دين الآباء" والتدين الجديد ، أو دين
الأبناء. لم يتنازع الآباء في أغلب الأحيان ، لان تدينهم كان تعبيرا عن ارتباط راسخ
مع الجماعة ، اي هوية مستقرة. بينما يمثل تدين الأبناء هوية لازالت في طور التشكل.
وهي متفارقة ، أو على الأقل مستقلة عن أي جماعة. صحيح ان كثيرا من أفراد الجيل
الجديد منتمون الى جماعات منظمة او تيارات نشطة ، الا انه انتماء مختلف في المضمون
والاغراض عن انتماء الاباء الى الجماعة او التيار العام.
ينتمي الشاب الى الجماعة الدينية وفي ذهنه فكرة
اكتشاف ذاته ثم تحقيق ذاته. وفي ظروف قلقة ومتحولة كالتي تمر بها المجتمعات
العربية ، فان صناعة النفوذ الشخصي تتحول الى دينامو تحقيق الذات. الميل الى تلبس
دور الداعية هو التمظهر المعتدل لهذا التوجه ، لكنه في حالات أخرى ، وان كانت
قليلة ، يظهر في صورة ميل الى السلاح ، تدربا وامتلاكا واستعمالا.
التوتر الذي أصبح
سمة عامة في التيار الديني قد يعطي دليلا على المضمون الهوياتي للتدين الحديث. وهو
توتر ينعكس أحيانا في صورة تنازع بين التيار وخارجه ، كما يتجسد في ميل شبه دائم
الى الانشقاق في داخل التيار نفسه ، اي توترا بين الاطياف المتعددة داخل نفس
التيار ، فضلا عن التوتر الذي يسم السلوك الشخصي للاعضاء. وهو ما يتجسد في الخشونة
النسبية لطروحاتهم وفي ميلهم الى فرض مراداتهم على الغير.
مقالات ذات صلة
اشكالية الهوية والتضاد الداخلي
الاقليات والهوية : كيف تتحول عوامل التنوع الى خطوط انقسام في المجتمع الوطني
أمين معلوف... الهويات القاتلة
تأملات في حدود الفردانية
تكون الهوية الفردية
حزب الطائفة وحزب القبيلة
حول الانقسام الاجتماعي
حول المضمون القومي للصحوة الدينية
الخيار الحرج بين الهوية والتقدم
عن الهوية والمجتمع
القبيلة والطائفة كجماعات متخيلة
الهوية المتأزمة
18/02/2014
سؤال العلاقة بين الدين والدولة
في مقاله الأسبوعي يتساءل
الدكتور خالد الدخيل: هل شهد تاريخ الإسلام توحدا بين الدين والدولة على النحو
الذي يفهم من شعار "الإسلام دين ودولة"؟
النظام الاجتماعي (والدولة) ليس حشدا من الأفراد يديرهم
رئيس. بل هو مركب ثقافي قيمي يتأثر باستمرار بما يجري داخله وحوله من تحولات
اقتصادية وسياسية. يعرف دارسو العلوم الاجتماعية أن تحولات كهذه تقود بالضرورة إلى
تحولات لاحقة في الثقافة التي تمثل أرضية لذلك التنظيم أو اطارا للتفاعل بين
عناصره.
من الأمثلة الواضحة على تلك التحولات التكييف الفقهي
لدور الجمهور (العامة). يعرف الباحثون أن العامة كانت غفلا
في التراث والفقه الإسلامي، دورها قصر على السمع والطاعة والموت في الحروب. في
عصرنا هذا أصبح الجمهور محور الحياة السياسية.
خلال السنوات الأخيرة تحدث باحثون وفقهاء عن رضا العامة
ورأيهم "المعبر عنه بالانتخابات العامة مثلا" كمصدر للشرعية السياسية،
خلافا للإجماع القديم على إرجاع أمور الولاية في الجملة والتفصيل للخاصة أو
النخبة. ومن ذلك أيضا الموقف من أحكام المرأة ودورها في النظام الاجتماعي.
اتفق قدامى الفقهاء وأتباعهم من المعاصرين على أن بقاء المرأة في بيتها هو الوضع
الصحيح وأن خروجها لطلب العلم أو العمل أو غيره، مشروط بضرورات مؤقتة. بينما
نرى اليوم علماء وناشطين وجماعات دينية تتقبل، وبعضها يشجع، خروج النساء لكل تلك
الأغراض ولغيرها. بل إن الجمهور المسلم والجماعات الدينية في العديد من البلدان،
لا ترى بأسا في ترشيح النساء للمناصب السياسية، مما عرف سابقا بالولايات، التي
اتفق قدامى الفقهاء وقراؤهم المعاصرون على حصرها في الرجال.
هذه أمثلة على تحول في النظام الاجتماعي تؤدي بالضرورة
إلى تحول مواز في ثقافة الناس وقناعاتهم، ومن ثم إعادة صوغ القيم الدينية أو
تفسيرها على نحو يلائم الأوضاع الجديدة. أي إعادة صوغ لمفهوم الدين وكيفية تطبيقه
في الاجتماع السياسي.
من المهم في تقديري تحديد مفهوم الدين ومفهوم الدولة
الذي نناقشه، قبل الحديث عن العلمانية. إن كثيرا من التطبيقات التي يتقبلها
الجمهور والفقهاء اليوم، كانت في نظر الجيل السابق قد تمظهرات للعلمانية. لكن
المفاهيم تتبدل تبعا لتحول النظام الاجتماعي والثقافة. من المهم إذن عدم إغفال هذه
التحولات كي لا ننزلق لاستنتاجات مخادعة أو ربما قصيرة العمر.
الاقتصادية 18 فبراير 2014
http://www.aleqt.com/2014/02/18/article_826430.html
مقالات ذات علاقة
الديمقراطية في بلد مسلم- الفصل الاول
مثال على طبيعة التداخل بين الدين والعلم
28/10/2008
حدود الديمقراطية الدينية : عرض كتاب
27/06/2007
تشكيل الوعي.. بين الجامع والجامعة.. دعوة مستحيلة
؛؛
الدين يحتاج للعلم في جوانب، والعلم يحتاج الدين في جوانب أخرى. لكن كلا منهما
عالم مستقل بمناهجه ومعاييره واغراضه؛؛
هذا تعليق على مقالة
اخرى جميلة للاستاذ احمد
عائل فقيهي (عكاظ 21 يونيو2007 )، يدعو فيها الى عودة التلاقي بين
الجامعة والجامع، كتمهيد لصياغة وعي جديد بين جيل المسلمين الحاضر. وأظن ان معظم
قراء الاستاذ فقيهي قد وافقوه فيما ذهب اليه، فغالبية الناس تميل الى سبيل
المصالحة، وتفضل اللقاء على الفرقة، والوئام على الخصام.
أحمد عائل فقيهي |
لكن ليسمح لي الاستاذ فقيهي وقراؤه المكرمون بادعاء ان هذه دعوة مستحيلة ضمن الشروط الاجتماعية – الثقافية الراهنة عندنا، رغم انها ممكنة على المستوى النظري.
ولو كنت في محل
الكاتب لبدأت بسؤال : لماذا نشكو اليوم من انفصال المؤسستين؟. فالواضح ان احدا لم
يقرر هذا الفصل او يسعى اليه. والواضح ان معظم الناس يرغبون في مصالحة بين الدين
والعلم، تعيد الى الحياة ما يقال عن تاريخ المسلمين القديم من توافق وتفاعل بين
الدين وعلم الطبيعة والتجريب والفلسفة.
دعنا نحاول سؤالا آخر
ربما يسبق ذلك السؤال:
- ما
الذي نعنيه بكلمة «انفصال»؟.
فالواضح ان كثيرا من
رواد المساجد قد تخرجوا من جامعات، واكثرية طلاب الجامعات ملتزمون بدينهم. نحن لا
نتحدث اذن عن انفصال اهل الدين عن اهل العلم.
- هل المقصود
هو منح العلوم هوية دينية؟.
بعض الدعاة تحدث عن
اسلمة العلوم، واظن ان اهتمام هؤلاء كان منصبا على العلوم الانسانية مثل الفلسفة والاجتماع
والادب الخ. لكن فريقا منهم ذهب الى ما هو ابعد فتحدث عن طب اسلامي وكيمياء
اسلامية الخ.
انطلق دعاة اسلمة
العلوم من فكرة ان العلم المعاصر قد تطور في بيئة معرفية تنكر دور الدين. ولهذا
السبب فقد يتطور العلم بعيدا عن الاخلاق، وقد يتحول من خدمة الانسان الى استغلاله.
لكن على اي حال فان هذه الدعوة لم تجد قبولا واسعا، لانها ظهرت في بيئة لا تنتج
العلم ولا تجري فيها نقاشات علمية حرة. بعبارة اخرى فان اسلمة العلوم غير قابلة
للتحقق الا اذا اصبح العالم الاسلامي منتجا للعلم. اما اذا بقي مستهلكا للنتاج
العلمي الاجنبي، فان الكلام عن اسلمة العلم يبقى مجرد بلاغة لفظية تشبه اعلان سيتي
بنك الامريكي عن انشاء «وحدة مصرفية اسلامية» لاستقطاب زبائن جدد في الخليج.
اظن ان جوهر مشكلة
الانفصال التي تحدث عنها الاستاذ فقيهي، تكمن في عجز كل من الجانبين، الديني
والعلمي، عن تحديد نقاط التداخل ونقاط التخارج بينهما. فالمؤكد ان الدين يحتاج الى
العلم في جوانب، والمؤكد ان العلم يحتاج الى الدين في جوانب أخرى. لكن يبقى كل
منهما عالما مستقلا بذاته، له مناهجه ومعاييره واغراضه وأدوات تطوره الخاصة.
نتيجة لغموض نقاط
التداخل والتخارج، اصبحنا عاجزين عن تحديد المكان الذي ينبغي ان نستعمل فيه المنهج
الديني والاداة الدينية، والمكان الذي ينبغي ان نستعمل المنهج والاداة
العلمية.
الدين بطبعه عالم
يسوده اليقين والتسليم والتنازل والخضوع. بخلاف العلم الذي يسوده الشك والجدل
والنقد والتعارض وانكار المسلمات. دور الدين هو توفير الاجوبة لانسان يبحث عن
الاطمئنان، اما دور العلم فهو اثارة الاسئلة وهدم كل جواب سابق.
اظن ان اتضاح الخط
الفاصل بين مجالات العلم ومجالات الدين، هو الخطوة الاولى لعودة التفاعل الايجابي
بينهما، وبالتالي قيام تواصل بناء بين العالمين. لكن هذا يتوقف مرة اخرى على توفر
نقاشات حرة ونشطة تنتج علما او تطور العلم. ان تحديد النقاط المشار اليها ليس من
الامور التي نرجع فيها الى آراء السابقين وما تركوه من تراث، بل هو نتاج لاكتشاف
حاجات معاصرة وأسئلة جديدة تضع على المحك الاجوبة المعتادة والآراء المنقولة من
ازمنة سابقة وتثير الشك في ما يبدو بديهيا ومتعارفا.
اخلاقيات السياسة
أكثر الناس يرون السياسة عالما بلا أخلاق. ثمة اشخاص يأخذون بالرأي المعاكس. انا واحد من هؤلاء ، وكذا العديد من الفلاسفة الاخلاقيين وعلماء ...