‏إظهار الرسائل ذات التسميات داريوش شايغان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات داريوش شايغان. إظهار كافة الرسائل

21/09/2023

كيف نجعل الثقافة محركا للاقتصاد؟

 

جوهر المسألة التي حاولت ايضاحها في الأسبوعين الماضيين ، هو دور الثقافة العامة في تحفيز التقدم ، لا سيما على الجانب الاقتصادي.

نقصد بالثقافة هنا ما نسميه العقل الجمعي. ولكي لا نقع في خطأ التصور السلبي للعقل الجمعي ، يهمني الاشارة الى انه ليس صفة سيئة. انه اقرب الى معنى العرف العام ، اي مجموع القناعات والقيم والمفاهيم التي تحكم سلوك عامة الناس في مجتمع ما ، وتشكل الصورة العامة للمجتمع. فنقول ان هذا المجتمع بسيط او متحفظ ، وان المجتمع الثاني كريم او بخيل ، والثالث نشط وسريع الاستجابة.. الخ. هذه ليست صفات دقيقة لكل فرد في هذا المجتمع او ذاك ، لكنها المتوسط العام الناتج عن مجموعة صفات يتصف بها كل مجتمع.

داريوش شايغان (1935 - 2018)

أما المراد بالاقتصاد فهو دائرة المعيشة ، اي مصادر الانتاج ووسائله ، وقابليتها للتجدد والتطوير ، ومدى العدالة في توزيع ثمرات النشاط الاقتصادي القومي على افراد المجتمع. نعلم ان غالب المجتمعات العربية ، في وضع أقل من المطلوب. لأن المسافة بيننا وبين الدول الصناعية شاسعة جدا ، في مختلف المجالات ، في انتاج العلم والتقنية وفي مستوى المعيشة وجودة الحياة ، الى المساواة والعدالة والمشاركة في صناعة المستقبل.

هذا يقودنا الى العنصر الاول من عناصر الثقافة الداعمة للتقدم ، أعني به الحاجة لمثال نحتذي به كمعيار للتقدم المنشود. ان النموذج والمثال الواضح أمامنا اليوم هو المجتمعات الصناعية الغربية ، ومن سار على اثرها في الثقافة والتنظيم الاجتماعي. أريد التأكيد على هذا ، لأننا في امس الحاجة الى علاج ما اعتبره عقدة تفسد نفوسنا: وهي العقدة المتمثلة في اعلان الكراهية للغرب وادعاء العداوة له ، رغم ميلنا الصريح او الضمني لاحتذاء نموذج الحياة الغربية.

هذه العقدة لم تقم على ارضية الدين كما يتخيل كثيرون ، بل "استعملت" عباءة دينية لتبرير الانكماش على الذات والتفاخر بالذات في الوقت نفسه. ان الشتيمة الايديولوجية والشتيمة السياسية للغرب ، ليست سوى محاولة للموازنة بين الانكسار الذاتي الذي يحث على الانكماش ، وضغط الحاجات الملحة الذي يتطلب التواصل مع الغرب. وهذا هو مسلك "النفس المبتورة" حسب تعبير المفكر المعروف داريوش شايغان.

لن نستطيع الانضمام الى ركب منتجي العلم ، ولن نقيم اقتصادا قادرا على الصمود في وجه الأزمات ، الا اذا اجتهدنا في تنسيج اصول العلم والادارة الحديثة في ثقافتنا. وهذه الاصول عند الغرب وليست عندنا. وهي محملة بفلسفة تتعارض جديا مع الكثير من قناعاتنا واعرافنا الموروثة. فاذا بقينا على "وهم" ان تبني فلسفة الحياة الجديدة ، مشروط بتوافقها مع موروثنا الثقافي ، فلن نخرج أبدا من أسر التقاليد العتيقة التي عطلتنا ما يزيد عن 1000 عام. الحل الوحيد والضروري هو التخلي عن تلك الأوهام ، مهما كان الثمن.

اما العنصر الثاني فهو اعادة الاعتبار للعلم كقائد لقطار الحياة. أقول هذا مع علمي بان بعض الناس سيعترض قائلا: كيف نزيح الدين عن دفة القيادة ونسلمها للعلم؟. وجوابي لهم: ان الدين الذي يفهم كمزاحم للعلم او معارض له ، لا يصلح لقيادة الحياة ، ولا يمكن ان يكون دين الله ، بل هو نسخة اخرى من التقاليد الاجتماعية التي لبست عباءة الدين.

لا يتعارض الدين مع العلم ، ولا يحتل مكانه في ادارة الحياة وتسييرها. للدين مكان رفيع وللعلم مكان آخر ، ولا يمكن لأحدهما ان يحتل مكان الثاني. فان اردت ان تعرف من يقود الحياة ، فانظر في حياتك اليومية: كم نسبة الاعمال والسلوكيات والقرارات التي تتخذ بناء على معطيات العلم او في سياقه ، وكم يتخذ خارج هذا السياق.

الاقتصاد الحديث قائم على معطيات العلم الحديث ، فان اردنا النهوض ومسابقة الآخرين في هذا المجال ، فليس ثمة طريق سوى تمكين العلم من مقعد القيادة ، اي الاعتماد على معطياته في كل جانب من حياتنا دون استثناء. واعني هنا الحياة العامة ، لا الشخصية.

ولنا عودة للموضوع في القريب ان شاء الله.

الشرق الاوسط الخميس - 07 ربيع الأول 1445 هـ - 21 سبتمبر 2023 م     https://aawsat.com/node/4559076

مقالات ذات صلة

تأملات في حدود الديني والعرفي   
تبجيل العلم مجرد دعوى

تلميذ يتعلم وزبون يشتري

الثقافة المعوقة للنهضة

 حول تطوير الفهم الديني للعالم

الخيار الحرج بين الهوية والتقدم

داريوش الذي مضى

عجلة التنمية المتعثرة

مرة اخرى : جدل الدين والحداثة
نفوسنا المنقسمة بين عصرين
 حول تطوير الفهم الديني للعالم

هل نحتاج حقا إلى طريق ثالث ؟

اليوم التالي لزوال الغرب

28/03/2018

داريوش الذي مضى


لم يكن داريوش شايغان معروفا بين عامة الناس. لأنه لم يكتب أبدا لعامة الناس. ولم يكن شايغان محبوبا بين الشريحة الاوسع من مثقفي العالم الاسلامي ، لأنه حمل السلم بالعرض ، وسار في طريق لا يصمد فيه سوى زبدة الزبدة  ، كما يقول الفرنسيون.
كتب شايغان عن الحداثة الاوربية مادحا وناقدا. وكتب عن الماركسية والاسلام مثل ذلك. وقارن بين الثقافات الآسيوية وبين نظيرتها العربية والاوروبية ، باحثا عن القيم الانسانية الجوهرية ، اي تلك القيم التي تشكل مستخلصا مشتركا لتجربة البشر عبر تاريخ طويل. 
نهاية الاسبوع الماضي رحل شايغان عن عالمنا بعد جولات مضنية بين الايديولوجيات والمذاهب ، وبحث دؤوب عن نقاط التلاقي والتفارق بين الشرق والغرب ، جولات كانت جديرة بمنحه مكانة بين قلة من مفكري العالم ، الذين يستحيل ان تصنفهم على تيار ، او تضعهم في خانة مشروطة بتاريخ محدد او جغرافيا بعينها. قد تسمي هذا حيادا او تفوقا على الذات او حالة كونية. وهي صفات تنطوي على إطراء. لكن هذه الحالة بالذات تسببت في اقصائه. لأن العالم – فيما يبدو – منظم على نحو لا يترك فراغا لغير المنتمين الى تجربة تاريخية خاصة ، او دائرة مصالح معرفة جغرافيا او ايديولوجيا. ان تكون مستقلا ، يعني ببساطة ان لا تتوقع المجد قبل وفاتك ، اي حين لا تعود منافسا لأحد او قادرا على وضع الملح على جرحه.
تمتد طروحات شايغان على مساحة واسعة من الفلسفة الى الانثروبولوجيا والادب والتاريخ وعلم الاجتماع. ويثير اهتمامي بشكل خاص تحليله العميق للعلاقة بين العالم الاسلامي والغرب.
تحدث شايغان عما أسماه "نقطة التصالب" التي افضت اليها كافة الحوارات السابقة بين الشرق والغرب. حين تدخل في حوار منفتح مع طرف يعارض مبانيك الايديولوجية او الفلسفية ، فقد اوتيت فرصة غالية لاستكشاف اسباب اختلافه عنك ، اي نقاط الضعف الكامنة في بنائك الثقافي ، او نقاط القوة التي تستطيع استعارتها منه.
لكن ما جرى فعليا ان الطرفين ، الغرب والشرق ، لبس كل منهما رداء الداعية ، وحدد مهمته في اقناع الاخر بما لديه ، دون ادنى اهتمام بأن يتعلم منه. لم يتردد الغرب في استعمال القوة لفرض ثقافته كنموذج كوني وحيد. ورد عليه الشرق بتحويل الهوية الى قلعة يحتمي داخل أسوارها مما ظنه غزوا او هيمنة.
ان سعي الغرب للهيمنة ، حول العلم الى نوع من ايديولوجيا مغلقة. كما ان مقاومة الشرق أحالت الهوية الى نوع من ايديولوجيا صلبة. كان بوسع الغرب ان يتقي بعض مشكلاته ، لو تقبل فكرة ان القيم الروحية التي يزخر بها الشرق ، توفر علاجا حقيقيا لبعض أدواء الحياة. وكان بوسع الشرق ان يخرج من ركوده المزمن ، لو تقبل حقيقة ان الهوية ليست صنما مقدسا ، بل منتج بشري ، يصنعه الناس ويعيدون صياغته وتعديله حسب حاجتهم.
بسبب هذا التصالب خسرنا زمنا طويلا ، كان يمكن اختصاره لو تواضعنا وقبلنا بدور التلميذ في مدرسة الحضارة الغربية. وللسبب نفسه فوت الغرب فرصة عظيمة للنجاة من أمراض الحضارة المادية ، حين حول الفلسفة والعلم الى صنم وحيد.
نعلم اننا أفرطنا في الاعتداد بالذات ، ودفعنا ثمنا غاليا هو الضعف والتأخر. ونعلم ان ديننا خسر فرصته في التحول من ايديولوجيا لأمة واحدة ، الى مرشد للبشرية كلها. لكن ما الذي نحفل به أكثر: نجاتنا ام خسارة الغرب؟.
الشرق الاوسط . الأربعاء - 11 رجب 1439 هـ - 28 مارس 2018 مـ رقم العدد [  14365]
http://aawsat.com/node/1218906

19/08/2015

عودة للعلاقة بين الخطاب الديني وتوليد العنف



 كثير من الاصدقاء ازعجه مقال الاسبوع الماضي لانه – بحسب تقديرهم – برأ الخطاب الديني من توليد العنف السياسي او تبريره. والحق اني أرى مبالغة غير محمودة في اعتبار هذا الخطاب ، مولدا وحيدا او رئيسيا للتطرف والعنف. ذلك اني اميز بين توليد الفعل وبين تبريره. كما اني غير مقتنع بأن عامة الناس يعملون بتدبير مسبق على تشكيل ثقافتهم ، اي الخلفية الذهنية التي تتحكم في الاعم الاغلب من افعال الفرد وردود فعله. أقنعني البحث والتأمل في أحوال الناس بأن ذهنيتهم تتغير غالبا بعدما يتغير موقفهم من تحولات الحياة الواقعية ، او حينما يتغير موقعهم في النظام الاجتماعي.
المرحوم د. راشد المبارك
بعبارة اخرى فان دور اللغة الدينية يقتصر غالبا على توصيف او توجيه موقف اتخذه سلفا فرد او جماعة. هذا الموقف قد لايكون منشؤه دينيا ، بمعنى ان موضوعه ليس من داخل الدين ، او بمعنى انه ليس مستمدا من قيم دينية. بل استخدم الدين كعباءة لموقف شخصي او اجتماعي او سياسي او ايديولوجي.
 لا نستطيع بطبيعة الحال الحكم على من فعل هذا بانه كان حسن النية او سيء النية. بل اظن ان استخدام اللغة الدينية او التبرير الديني منشؤه في الغالب سهولة تقديمه الى عامة الناس ، او ربما غياب الفاصل بين الذات الفردية او الجمعية وبين الذات الدينية ، او اختلاط الهوية الاجتماعية بالهوية الدينية ، على نحو يلغي المسافة بين ما هو ديني وما هو شخصي. وهذه ظاهرة ملحوظة في الحياة العامة ،  سيما في المجتمعات المحافظة. ومن ابرز تمثيلاتها التي نراها كل يوم تقريبا ، ردود فعل الاشخاص على انتقاد مجتمع او جماعة دينية. حين تقول ان مجتمعا ما مثلا احتقر انسانا او انتهك حقوق الانسان ، سوف تسمع على الفور جوابا فحواه ان الاسلام ضمن حقوق الانسان او انه سبق الغرب في اقرار حقوق الانسان. المعنى الضمني لهذا الجواب هو ان المجيب افترض ان نقد المجتمع (الذات الجمعية) يعادل نقد الدين ، وان اقحام الدين في الجواب سوف يحوله من رأي شخصي الى موقف جمعي. هذا النوع من رد الفعل ليس موقفا دينيا بل اجتماعي او سياسي يستخدم لغة الدين.
الصراع ضد الحداثة هو احد نماذج استعمال اللغة الدينية في صراعات اجتماعية/سياسية. خلال سبعينات القرن العشرين عملت شخصيات وجماعات اسلامية على خلط الموقف السياسي من الدول الغربية ، بالموقف من منتجات الحضارة الغربية والفكر الانساني بشكل عام ، في سياق عمل مخطط او عفوي لبث الهمة في نفوس المسلمين. وكان السياق العام لهذا العمل هو اقناعهم بانهم يتعرضون لعدوان غاشم ، وانهم قادرون على هزيمته اذا نهضوا. هذا نوع من التعبئة الروحية استهدف الترويج لتيارات محددة ، ويبدو انه قد حقق نجاحا باهرا في الاقطار التي تفتقر للتعدد الثقافي او الحياة السياسية المفتوحة. لكننا نعلم ان هزيمة الغرب تتجاوز قدرة الداعين  اليها. فكانت نتيجة التعبئة هي تحويل الشعور بالظلم والرغبة في مقاومة العدوان ، الى ارتياب وكراهية للغرب وكل ما يرمز اليه.
يعتقد المرحوم د. راشد المبارك ان الموقف من الغرب هو احد مولدات التشدد ومن ثم الكراهية (راجع المبارك: فلسفة الكراهية). ويعتقد داريوش شايغان ان العجز عن الانتقال من الارتياب في الغرب الى استخدامه او منافسته ومن ثم تجاوزه ، كان من اسباب التأزم الداخلي في المجتمعات الاسلامية. وهو تأزم ادى الى تطبيع التصارع الداخلي الذي يشكل بيئة طبيعية للتشدد والعنف (د. شايغان: النفس المبتورة).
لازلنا اذن نتحدث عن مواقف تصاغ بلغة دينية. أوليس هذا تأكيد لمسؤولية  التيار الديني والثقافة الدينية عن توليد العنف او تبريره؟.
في رايي لا. علينا ان نفصل بين المواقف المؤسسة على ارضية القيم الدينية ، وبين استخدام اللغة الدينية كوعاء لعرض المواقف والاراء التي تمثل مصالح اجتماعية او سياسية. اعلم ان مثل هذا التمييز عسير. لكنه ضروري كي نرى الاشياء كما هي في الواقع ، بدل ان نستكين للتفسيرات المجردة ولو كانت مريحة.


الشرق الاوسط 19-8-2015
http://aawsat.com/node/432766

04/09/2012

حول الهوية الوطنية والهويات الفرعية وتعارضاتها



المواطنة ليست مجرد بطاقة تحمل اسمك او رقمك المدني . بل هي وصف مختصر للعلاقة التي تجمع بين ابناء وطن واحد ، وتضم خصوصا حقوق الفرد على المجتمع السياسي الذي ينتمي اليه ، وواجباته تجاهه. مجموع اعضاء المجتمع السياسي يشكلون ما يعرف اليوم باسم "الامة" او "الشعب".
هذه علاقة مستحدثة تاسست على ارضية القانون الاعلى لهذا المجتمع ، الذي نطلق عليه في المملكة اسم "النظام الاساسي للحكم" ، ويطلق عليه في البلدان الاخرى اسم القانون الاساسي او الدستور. لان العلاقة بين المواطنين قائمة على ارضية القانون ، فان اختلافهم في الدين او المذهب او العرق او الجنس لا يعني شيئا.
ليس لهذه العلاقة المستحدثة جذور في تاريخنا الثقافي. ولهذا كانت مورد خلط وجدل ، بين اولئك الذين يقفون على ارضية التراث القديم وهؤلاء الذين ينظرون الى الموضوع من زاوية معاصرة. واذكر ان الاستاذ احمد بن باز قد تعرض قبل عامين لبواعث الجدل بين الطرفين ، ولخصها في ثلاثة ، هي أ) الارضية المعرفية التي قام عليها المفهوم الجديد للوطن والمواطنة ، ب) القلق من التزاحم بين الانتماء الوطني ونظيره الديني. ج) الرفض المسبق للمفاهيم التي تعتبر "وافدة" ، اي تلك التي تبلورت في الاطار الثقافي او التاريخي الغربي.
أحمد بن عبد العزيز بن باز
ايا كان الامر ، فان مبدأ المواطنة ، والعلاقات القائمة على ارضيتها ، تمثل اليوم الرابطة الوحيدة او  الرئيسية بين الافراد وبين وطنهم. في هذا الزمان لم يبعد ثمة قيمة سياسية للقبيلة او المذهب او الاقليم. هذه الانتماءات تصنف الان كهويات فرعية او هويات ما قبل الدولة. وهي قائمة في المعنى الثقافي والاجتماعي ، لكنها مجردة من المضمون السياسي.
لا نقر طبعا بالتعارض بين الهوية الفرعية والهوية الوطنية الجامعة. وحين يشهد المجتمع تعارضا فعليا بين الاثنين، فيجب على النخبة ان تقرع اجراس الخطر ، فهو يشير الى خطأ ما ، في مكان ما ، يجب تداركه ، والا تحول الى خط انكسار في المجتمع السياسي.
لا يمكن تجريد الفرد من هوياته الصغرى او الفرعية ، فهي تمثل خلاصة تاريخه ، وهي الخيط الذي يربطه بمحيطه الاجتماعي . ولو حاولنا قسره على التنكر لاي من هذه الهويات ، فسوف نخرج بشخصية ممزقة او "نفس مبتورة" كما وصفها المفكر الراحل داريوش شايغان.
الحل الصحيح هو ترتيب العلاقة بين هذه الهويات على قاعدة الفصل بين وظائفها. تتركز الوظيفة السياسية في الهوية الوطنية التي تربط بين جميع اعضاء الوطن الواحد . بينما ينشط المضمون الثقافي والروحي كمحتوى رئيس للهويات الفرعية التي تجمع بين الفرد ومحيطه القريب ، سواء كان جماعة دينية او قبيلة او قرية او عرقا .. الخ.
هكذا فعلت المجتمعات المتقدمة التي واجهت اشكالية الهوية ، وهكذا نجحت في تلافي خطوط الانكسار. نحن لسنا بدعا من الامم ، ولا نحتاج لاعادة اختراع العجلة. في القديم والحديث ، كان اعقل الناس من قرأ تجارب غيره واتعظ بنتائجها.
الاقتصادية 4 سبتمبر 2012

مقالات ذات صلة

 

 انهيار الاجماع القديم

التفكير الامني في قضايا الوحدة الوطنية

دولة الاكثرية وهوية الاقلية

شراكة التراب" كتطبيق لمبدأ العدالة الاجتماعية

شراكة التراب وجدل المذاهب

الشراكة في الوطن كارضية لحقوق المواطن

من دولة الغلبة الى مجتمع المواطنة: مقاربة دينية لمبدأ العقد الاجتماعي

 من التوحيد القسري الى التنوع في اطار الوحدة

وطن الكتب القديمة

الوطن ، الهوية الوطنية ، والمواطنة: تفصيح للاشكاليات

الوطن شراكة في المغانم والمغارم

طريق الاقلية في دولة الاكثرية

اشكالية الهوية والتضاد الداخلي

الاقليات والهوية : كيف تتحول عوامل التنوع الى خطوط انقسام في المجتمع الوطني

أمين معلوف... الهويات القاتلة

تأملات في حدود الفردانية

تكون الهوية الفردية

حزب الطائفة وحزب القبيلة

حول الانقسام الاجتماعي

حول المضمون القومي للصحوة الدينية

حول الهوية الجامعة والهويات الفرعية ومفهوم الوطن

حول الهوية الوطنية والهويات الفرعية وتعارضاتها

الخيار الحرج بين الهوية والتقدم

عن الهوية والمجتمع

القبيلة والطائفة كجماعات متخيلة

الهوية المتأزمة

رحلة البحث عن الذات

  قلت في الاسبوع الماضي ان كتاب الاستاذ اياد مدني " حكاية سعودية " ليس سيرة ذاتية بالمعنى الدقيق ، وان بدا هكذا. وسألت نفسي حينئذ...