يعتقد كثيرون ان اليمن قد تحول
فعليا الى منطقة تجمع لتنظيم القاعدة ، وان منطقة الخليج قد تشهد موجة جديدة من
الارهاب شبيهة بتلك التي عرفناها قبل اقل من عقد من الزمن. المحاولة الفاشلة
لاغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي الامير محمد بن نايف اعادت التذكير بان
المنطقة لا زالت هدفا لشبكات العنف الذي ظننا انه قد تراجع في العامين الماضيين .
المؤكد ان معظم اهل الخليج متفقون على ادانة التوسل بالعنف المسلح لاي غرض سياسي
او ديني او اجتماعي . لكن هذا التوافق لا يكفي لمواجهة الموجة
الجديدة المحتملة . اعتقد اننا لم نفعل في السنوات الماضية ما يكفي للقضاء على بؤر
الارهاب وتفكيك البيئات الاجتماعية التي تولده او تحتضنه . هذا التقصير يتجلى في
عنصرين مهمين : اولهما هو التقصير في تحقيق العدالة الاجتماعية الضرروية لفرض هيبة
القانون ، والثاني هو الموقف السلبي او الانهزامي تجاه انتشار التطرف الديني في
المنطقة ، بل واستعماله احيانا لاغراض سياسية مؤقتة.
كنت اعتقد ولا ازال ان ضعف
الحكومة يوفر فرصة ثمينة للخارجين عن
القانون . الحكومة قد تكون ضعيفة حتى وهي ترفل في السلاح من قمة راسها الى اخمص
قدميها . قوة الحكومة ليس بعدد جنودها ولا بحداثة اسلحتها بل بقدرتها على ترسيخ
هيبة القانون . الاغلبية الساحقة من الناس يميلون للقبول بالقانون والخضوع له
لانهم يريدون العيش في سلام . واذا احترموا القانون فسوف يتعاونون مع الحكومة التي
تطبقه ، وعندئذ سوف تتحقق مقولة "كل مواطن غفير" . اما اذا كان القانون
ظالما او لم يطبق على الجميع بالتساوي ، او كانت الحكومة بذاتها غير عادلة في
توزيع الموارد العامة والفرص ، فان معظم الناس سيجدون تبريرا للتهرب من القانون
وسوف يميلون الى التستر على اعداء القانون والخارجين عنه . جميع الذين درسوا
مشكلات الارهاب والعنف المسلح في السنوات الاخيرة حذروا من "البيئة المساعدة
للعنف" اي القاعدة الاجتماعية التي يحتمي بها الارهابيون . وقد راينا امثلة
عنها في لبنان والعراق وباكستان والكثير من الدول التي شهدت موجات ارهابية في
السنوات الاخيرة . الفقر والجهل بيئات مولدة للارهاب ، لكن انعدام العدالة
الاجتماعية تظل اسوأ لان الناس يستطيعون معالجة الفقر والجهل بانفسهم ، لكن الناس
لا يستطيعون تحقيق العدالة في توزيع الموارد والفرص . الحكومة هي الجهة الوحيدة
القادرة على تحقيق هذه المهمة التي يتجاوز حجمها ومتطلباتها طاقة الافراد العاديين
. ابرز تجسيدات العدالة الاجتماعية هو المساواة بين الجميع في الفرص والاعباء .
المساواة تجعل القانون محترما ومطلوبا ومحميا من قبل عامة الناس ، لان القانون هو
الوسيلة التي تضمن لهم العدالة .
بعبارة اخرى فان سيادة
القانون لاتتحقق اذا فرضت الدولة نظامها او اجبرت الجميع على الطاعة والخضوع .
سيادة القانون تتحقق اذا اعتقد جميع الناس او اغلبيتهم الساحقة بان ما تفرضه
الدولة عليهم سيؤمن مصالحهم وسيعطيهم فرصا متساوية ، اي سيكون الطريقة التي تطبق
الدولة من خلالها مبدأ العدالة الاجتماعية.
مقالات ذات
علاقة
إشارات على
انهيار النفوذ الاجتماعي للقاعدة
اعلام القاعدة
في تظاهرات عربية
تحولات
التيار الديني – 5 السلام مع الذات والسلام مع العالم
عن طقوس
الطائفية وحماسة الاتباع
فلان المتشدد
خديعة الثقافة
وحفلات الموت
ما الذي نريد:
دين يستوعبنا جميعاً أم دين يبرر الفتنة
اتجاهات في
تحليل التطرف
ابعد من تماثيل
بوذا
ثقافة الكراهية
تجريم الكراهية
تجارة الخوف
في انتظار
الفتنة
كي لا نصبح لقمة
في فم الغول
تفكيك
التطرف لتفكيك الإرهاب-1
تفكيك
التطرف لتفكيك الارهاب-2
الحريات العامة
كوسيلة لتفكيك ايديولوجيا الارهاب
العامل السعودي
غلو .. ام بحث
عن هوية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق