مدونة توفيق السيف . . Tawfiq Alsaif Blog فكر سياسي . . دين . . تجديد . . . . . . . . . راسلني: talsaif@yahoo.com
09/04/2013
القبيلة والطائفة كجماعات متخيلة
26/10/2009
التفكير الامني في قضايا الوحدة الوطنية
مقالات ذات
علاقة
جرائم امن الدولة : وجهة نظر اخرى
الحريات العامة كوسيلة لتفكيك ايديولوجيا الارهاب
إشارات على
انهيار النفوذ الاجتماعي للقاعدة
اعلام القاعدة
في تظاهرات عربية
تحولات
التيار الديني – 5 السلام مع الذات والسلام مع العالم
عن طقوس
الطائفية وحماسة الاتباع
فلان المتشدد
خديعة الثقافة
وحفلات الموت
ما الذي نريد:
دين يستوعبنا جميعاً أم دين يبرر الفتنة
اتجاهات في
تحليل التطرف
ابعد من تماثيل
بوذا
ثقافة الكراهية
تجريم الكراهية
تجارة الخوف
في انتظار
الفتنة
كي لا نصبح لقمة
في فم الغول
تفكيك
التطرف لتفكيك الإرهاب-1
تفكيك
التطرف لتفكيك الارهاب-2
العامل السعودي
غلو .. ام بحث
عن هوية
19/09/2006
الحرية المنضبطة والشرعية: مفهوم الحرية في مجتمع تقليدي
جمال عبد الناصر |
تؤثر هذه الفكرة وامثالها في نفوس عامة الناس لانها تخيرهم بين نظام اجتماعي هاديء ، وبين فوضى واضطراب. والمتوقع بطبيعة الحال ان يميل اكثرية الناس ، لا سيما بالنظر الى خلفيتهم المحافظة ، الى الخيار الاول ، اي المجتمع المنضبط.
هناك بالتأكيد خيارات بديلة عن خيار الفوضى او
خيار الانضباط ، وهناك ايضا معان وحدود للفوضى والانضباط ، غير تلك التي يعرضها
علينا دعاة القيود والايدي الحديدية. لكن معظم الناس يغفلون هذه البدائل في اللحظة
التي يعرض عليهم الاختيار ، كما يغفلون الارضية والاساس الاخلاقي الذي يبرر القبول
بهذا او ذاك.
الضرب بيد من حديد ليس من الخيارات الاخلاقية
على اي حال ، كما ان الفوضى ليست قدرا حين تغيب الايدي الحديدية. ومن المهم في ظني
ان يبذل السياسيون المصلحون ودعاة الديمقراطية جهدا كبيرا في تأصيل مفهوم الحرية
وتنسيجه ضمن ثقافتنا العامة.
نحن بحاجة الى جهد كبير لتاصيل مفهوم الحرية
، لان تقاليد الاستبداد والعبودية تستند الى جذور راسخة في ثقافتنا السائدة. كما
تستند الى مصادر فلسفية ، كانت مجتمعاتنا عرضة لتاثيرها لزمن طويل ، ومن بينها
نظريات دينية وماركسية واخرى متأثرة بالفلسفة اليونانية القديمة. فكرة الحرية في
هذا المفهوم هي جزء من رؤية اشمل للحياة والانسان والدولة. وهي تنظر الى هوية
الفرد كامتداد لهوية المجتمع اي كجزء من ماكنة كبيرة هي المجتمع وليس كيانا قائما
بذاته .
ومن
هنا فان على الفرد ان يقبل بالتعريف الاجتماعي للقيم والمصالح والحق والباطل ، ويدير
حياته على ضوء قوانين واعراف الجماعة.
اتخذ هذا المبدأ اساسا لما يعرف اليوم بالنظام
الابوي والشمولي
الذي يسمح للمجتمع والحكومة بالتدخل في جميع شؤون الفرد الخاصة والعامة ، وقسره
على الالتزام بمرادات المجتمع بغض النظر عن رأيه الخاص.
وتظهر المشكلة بشكل اعمق حين تكون الحكومة
متجبرة او ايديولوجية ، تستعمل القانون والموارد العامة في تطبيق وتعميم
ايديولوجيتها كحال الحكومات الشيوعية السابقة ، التي حرمت الفرد من التملك ، لان
الثروة شأن اجتماعي وليست حقا للافراد ، وفي الحكومات الدينية المعاصرة التي تفرض
على الناس نوع لباسهم فضلا عن معتقداتهم ، وكذلك الحال في جميع الحكومات
الديكتاتورية ، التي تلزم الناس بخطاب سياسي محدد وتعاقب من يتبنى غيره.
هذه الممارسات تتم تحت مبرر ان خيارات المجتمع
هي وحدها الصحيحة ، وان مخالفتها كفر او تمرد او خيانة للجماعة. ينظر هؤلاء الى
المجتمع كنظام عضوي جوهره هو الرابطة الاجتماعية ، وليس توافق الافراد او تعاقدهم.
بعبارة اخرى فان هذا المفهوم ينظر للفرد كمكلف عليه واجبات والتزامات تجاه المجتمع
، وهو يحصل على حقوقه تبعا لوفائه بتلك الالتزامات ، وليس باعتبارها حقا اصليا
ثابتا له لكونه انسانا او مواطنا.
لا يعلن هذا الاتجاه رفضه للحريات الفردية
صراحة ، لكنه يقول من دون تحفظ ان الحرية ليست القيمة الاولى او العليا ، وان على
الفرد ان يقبل بالتنازل عن حريته كي يعيش في سلام وانسجام. وكان المرحوم جمال عبد الناصر يقترح
تأجيل الحريات الفردية والعامة الى ما بعد الانتصار على اسرائيل ، اي انه كان يرى
قبول شعبه بالعبودية شرطا للانتصار على اسرائيل.
وليس بعيدا عنه ما اقترحه الرئيس السوري السابق حافظ الاسد ، بتاجيل الكلام عن الحريات العامة حتى وصول الدخل الفردي الى مستوى
مواز لدخل المواطن الامريكي والاوربي ، لان الفقراء لا يستطيعون الاستفادة من
الحرية ، او لان الحرية سوف تقيد قدرة الحكومة على التخطيط المناسب لتوزيع
الثروة. بكلمة اخرى فهم ينصحوننا بالبقاء عبيدا لان هذا سيزيد من دخلنا ، ويتيح لنا
الحصول على بيوت افضل ومعيشة اكثر رفاهية.
اظن ان مقاومة هذا المفهوم الاعوج للعلاقة بين
الحرية والنظام ، هو جوهر فكرة الاصلاح السياسي التي ينبغي لنا جميعا ان نكافح في
سبيلها. وبالنظر للتحول الذي تمر به مجتمعاتنا وهي تسعى للاقلاع من المرحلة
التقليدية والانضمام الى تيار الحداثة ، فان معظم الصراعات الثقافية والسياسية
تنبعث في حقيقة الامر من هذا الجدل ، فالافراد والقوى الحديثة بشكل عام ، يكافحون
للحصول على اقرار قانوني واجتماعي بحقهم في الاختلاف ، بينما تسعى القوى المحافظة
لفرض وحدة قسرية في الافكار والتطلعات والتعبيرات ، تظنها اكثر انسجاما مع
التقاليد والاعراف السائدة.
يمكن بطبيعة الحال استنباط نظام اجتماعي ، يكفل
قدرا مناسبا من الانضباط ، من دون ان يضحي بالحريات الفردية والعامة ، ونقول انه
ممكن لانه قائم بالفعل في مجتمعات عديدة. وهو ما سنعود الى بيانه في مقال آخر.
مقالات ذات علاقة
الحريات العامة كوسيلة لتفكيك ايديولوجيا الارهاب
الحرية ، دراسة في المفهوم والاشكاليات -دراسة
موسعة
الحرية التي يحميها القانون والحرية التي يحددها الق...
الحرية المنضبطة والشرعية: مفهوم الحرية في مجتمع تق...
حقوق الانسان : قراءة معاصرة لتراث قديم
الخبز الحافي والحرية المستحيلة
السعادة الجبرية: البس ثوبنا أو انتظر رصاصنا
عن الليبرالية وتوق الانسان للتحرر: اجابات
كيف يضمن القانون حرية المواطن ؟
الليبرات والليبرون
المكبوتون المخدوعون
من يتحدث حول الحرية.. وماذا يقول ؟
الهجوم على
الليبرالية ليس سيئا
اخلاقيات السياسة
أكثر الناس يرون السياسة عالما بلا أخلاق. ثمة اشخاص يأخذون بالرأي المعاكس. انا واحد من هؤلاء ، وكذا العديد من الفلاسفة الاخلاقيين وعلماء ...