‏إظهار الرسائل ذات التسميات المذاهب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المذاهب. إظهار كافة الرسائل

19/04/2023

الاجتهاد خارج اطار المذهب


القى الشيخ صالح المغامسي ، وهو فقيه سعودي معروف ، صخرة ضخمة في بحيرة هادئة نسبيا ، يوم دعا لفتح الباب امام الاجتهاد المطلق ، بما يؤدي لظهور مذاهب فقهية جديدة.

نعلم ان الجدل الذي اعقب الدعوة راجع للقسم الثاني ، اي المذاهب الجديدة ، مع ان جوهرها في القسم الاول ، اي الاجتهاد المطلق. وقد مهد له بالتأكيد على ان علم الفقه صنعة بشرية ، ولذا تختلف آراء الفقهاء باختلاف الازمان والظروف.

الشيخ صالح المغامسي

ثمة أسباب عديدة تبرر مواقف الداعين لاجتهاد مطلق ، وثمة مثلها أسباب لرفض الدعوة في الجملة او في التفصيل.

اهم المبررات الداعمة هي حاجتنا لعقلنة التفكير الديني واحكام الشريعة. بديهي ان العقلنة المقصودة ليست مقابل الجنون او السفه ، بل العقلنة بالمعنى المعاصر ، أي ربط المقدمات والمعايير بما تفضي اليه من نتائج. وقبل ذلك إقامة البحث على فرضيات علمية قابلة للاثبات المادي او المنطقي. خلفية هذه الفكرة ان العلم الحديث قد تطور وترك آثاره في مختلف جوانب الحياة ، بل أمسى ضرورة للحياة السليمة الكريمة. ومن هنا اعتمد الانسان المعاصر في حياته كلها تقريبا على نتاج العلم ، كما جعل المنهج العلمي أساسا لاتخاذ أي قرار.

ونتيجة لهذا التطور فان بعض الاحكام الفقهية القديمة لم تعد بديهية في نظر الناس ، بل أمست مورد شك ، في مطابقتها لواقع الحياة وحاجاتها ، والنتائج التي تؤدي اليها إذا طبقت ، قياسا بالأخلاقيات والنظم المماثلة التي توصل اليها العلم الحديث. ونضرب على هذه الحجة مثالين ، أولهما يتعلق بالمعاملات التي يعتبرها الفقه التقليدي ربوية ، وهي تشمل كافة المعاملات المصرفية تقريبا ، فضلا عن العقود المستحدثة كالتأمين والبيع بالاجل وبيع البضائع التي لم تنتج بسعر غير محدد ، وأمثالها من المعاملات التي لم تكن معروفة او مقبولة في الأزمنة السابقة ، لكنها باتت اليوم عنصرا أساسيا في الاقتصاد والمعيشة ، بحيث لا يصح القول انها تفضي للفساد او تمحق الرزق ، كما قيل في تبرير منعها. بل على العكس ، نستطيع الجزم بأنه لولا النظام المصرفي الحديث ، لبقيت الثروات العامة والخاصة تدور في محيط ضيق جدا "دولة بين الأغنياء منكم" كما ورد في التنزيل الحكيم. ولولا الدين ، أي تأجير المال ، لما رأينا هذه الاستثمارات الضخمة ، الضرورية لازدهار الحياة وتوليد الوظائف واستئصال الفقر.

المثال الثاني يتناول الاحكام المتعلقة بوضع المرأة ودورها في الحياة العامة. فالتفكير الديني بعمومه ، وكل احكام الفقه تقريبا ، تميل لعزلها واعتبارها جزء من الحياة المنزلية ، لمبررات أهمها انها ليست كفؤا للرجل ، فلا تقوم بعمله ولا تحتل مكانا مماثلا لمكانه. لكننا نرى بأعيننا ان هذه الفرضيات لم تعد صحيحة في زمننا ، وانه لا يمكن البناء عليها في انشاء حكم عادل او صحيح او مفيد.

زبدة القول ان المثالين يوضحان بجلاء ، وفي تجارب متكررة ، ان تلك الاحكام والفرضيات التي بنيت عليها ، لا تؤدي الى مصلحة لعباد الله ولا تصلح بلادهم. رغم هذا فهي موضع إصرار من جانب المدرسة الفقهية التقليدية في مختلف المذاهب.

والذي أرى ان المشكلة لا تتعلق بالاجتهاد في الفروع او الاجتهاد داخل المذهب ، ولا حل لها بتجديد أدوات تحرير او تحقيق المناط وفهم موضوع المشكلة ، كما ذكر العلامة الشيخ قيس المبارك مثلا. المشكلة تتعلق بالاجتهاد في الأصول ، أي منح العقل وعلم الانسان في كل زمن ، مكانا موازيا لمكانة الكتاب والسنة ، في تحديد ما هو مسألة شرعية وما ليس كذلك ، ثم تحديد المعايير العقلائية العادلة التي ينبغي ان يأتي الحكم مطابقا لمقتضياتها.

الاجتهاد في الأصول ضرورة لتمكين الدين من استيعاب حاجات العصر وأهله والرد على تحدياته. لكن هذا مستحيل ان بقينا في إطار المذاهب والطوائف واعتبرناها نهاية العلم.

الشرق الاوسط الأربعاء - 29 رَمضان 1444 هـ - 19 أبريل 2023 م

https://aawsat.com/node/4281891/

ان تكون مساويا لغيرك: معنى التسامح

حول تطوير الفهم الديني للعالم

دعوة لمقاربة فقهية جديدة

الـدين والمعـرفة الدينـية

رأي الفقيه ليس حكم الله

العلم في قبضة الايديولوجيا: نقد فكرة التاصيل

عن الحاجة إلى تجديد الفقه الإسلامي

عن الدين والخرافة والخوف من مجادلة المسلمات

فتاوى متغيرة : جدل المعاصرة في التيار الديني

فتوى الجمهور لا فتوى الفقيه

فقه جــديد لعصر جـديد

الفكــرة وزمن الفكـرة

في علاقة الزمن بالفكرة

لولا الخلاف في الدين لضاع العلم والدين

نقد التجربة الدينية

نموذج مجتمع النحل

07/06/2017

كيف تولد الجماعة



لا نسمع هذه الايام عن ظهور مذاهب دينية جديدة. لكنا نسمع دائما عن ظهور جماعات دينية جديدة. لو عدنا الى التاريخ وتأملنا في الظروف التي ولدت في رحمها المذاهب المختلفة ، لوجدناها شبيهة بالظروف التي تتخلق في رحمها أحزاب اليوم.
معظم المذاهب الدينية القائمة ، مثل نظيرتها التي اندثرت في مسار الزمن ، ولدت كنتيجة لتحولات اجتماعية او صراعات سياسية. ثم جرى شحنها بمحتوى نظري يؤكد الحدود التي تفصلها عن التيار السائد. أحزاب اليوم تسير في نفس الطريق. يكتشف شخص او عدد من الاشخاص فكرة ، تتحول الى موضوع تناقض مع حاضنها الاجتماعي ، ثم تتحول الدعوة اليها او الدفاع عنها الى "دائرة مصالح" لأصحابها ، ثم يجري تنظير الحدود التي تميزها عن دوائر المصالح المنافسة في ذات الاطار الاجتماعي ، فتمسي "جماعة" مستقلة.
التحول من دائرة مصالح اجتماعية او سياسية الى مذهب او طائفة ، يتم تدريجيا ، وربما يستغرق عشرات السنين ، بحيث ينسى الناس ظرف البداية ، فيتعاملون مع الجماعة او الطائفة كمعطى ناجز او واقع قائم ، لا يبحث أحد عن أصوله وبداياته.
من حيث الشكل الخارجي ، لا تحمل الاحزاب الدينية المعاصرة سمات المذهب او الطائفة. فكلها حريصة على تحديد موقعها ضمن أحد المذاهب. لكن التأمل في مضمونها ومحتواها الايديولوجي ، فضلا عن مواقفها الثابتة ، يوضح انها لا تختلف كثيرا عن المذاهب المكتملة. ولذا فقد نجدها على خصام مع بقية أتباع المذهب نفسه ، سواء انتموا الى دوائر مصالح مستقلة او كانوا ضمن التيار العام. انها اذن اقرب الى ما يمكن اعتباره شبه طائفة او شبه مذهب ، تحمل كل مقومات المذهب المستقل او الطائفة المستقلة ، لكن سماتها الخارجية ما تزال غير مكتملة.
ربما يرجع هذا اللبس الى اصرار الجماعات الجديدة على التمسك بذات المصادر القيمية والمرجعية النظرية للمذهب الاصل. وهذا من الأمور الشائعة. اذ نادرا ما تتخلى الجماعة عن المصادر المرجعية المشتركة ، لانها تحتاج اليها في تأكيد مشروعيتها.  وهي تحتاجها كي تصون قدرتها على العمل في نفس الحاضن الاجتماعي الذي تخارجت عنه. ولو انكرت تلك المصادر لسهل على المنافسين اقصاءها باعتبارها اجنبية او خارجية.
تتمسك الجماعة بتلك المصادر ، اي الكتاب والسنة والمنظومات العقدية ، والاجتهادات الفقهية الرئيسية، ثم تعيد تفسيرها على نحو يبقي على الارتباط بالأصل. لكنه في الوقت نفسه يؤكد الفارق بينها وبين المنافسين. ويبرر تخارجها النسبي عن المذهب الاصل. وهي تطرح هذه التفسيرات باعتبارها المفاد الصحيح او المعنى الأقرب للمصادر المرجعية.
زبدة القول ان ظهور الجماعات الدينية اليوم ، مثل ظهور المذاهب الدينية في الماضي ، هو استجابة لدوافع ومحركات اجتماعية او سياسية. اما الافكار المتمايزة فهي إعادة تفسير للنص او المصادر المرجعية على نحو يبرر التفارق. ولهذا نجد ان بعض ما يطرحه اصحاب المذاهب من اراء متمايزة ، لا مبرر له سوى تأكيد التمايز. انها – بتعبير آخر – تأكيد على مركزية الجماعة ، ودعوة الاتباع للنظر الى الدين والعالم من خلال الجماعة/المذهب ، وليس النظر الى الجماعة من خلال الدين او الرؤية الدينية الى العالم.
هذا لا يعني بطبيعة الحال ان هذه الرؤية صحيحة او باطلة ، بل يعني فقط وفقط ان الاختلاف والتمايز ، سنة جارية في كل دين وايديولوجيا. يبدأ الانقسام لاسباب اجتماعية او سياسية ، ثم يشحن بمبررات دينية او ايديولوجية.
الشرق الاوسط 7 يونيو 2017

ثقافة المجتمع.. كيف تحفز النمو الاقتصادي او تعيقه

  ورقة نقاش في الاجتماع السنوي 42 لمنتدى التنمية الخليجي ، الرياض 2 فبراير 2024 توفيق السيف يدور النقاش في هذه الورقة حول سؤال : هل ساهمت ...