مدونة توفيق السيف . . Tawfiq Alsaif Blog فكر سياسي . . دين . . تجديد . . . . . . . . . راسلني: talsaif@yahoo.com
10/09/2013
الوطن الرومانسي والوطن الواقعي
03/09/2013
مفهوم العدالة الاجتماعية
"العدالة
الاجتماعية" هي الهدف الذي ينشده جميع الناس ، في شرق العالم وغربه. وافترض
ان جميع الفاعلين في الحق السياسي والاجتماعي ، يرونه اسمى الغايات.
لكن علينا الاقرار بحقيقة ان "العدالة الاجتماعية" ليست مفهوما راسخا في تراثنا الثقافي. ولهذا فمن المحتمل ان يتحدث الناس عنها وهم يقصدون اشياء متباينة. مصطلح "العدل" و "العدالة" هو الشائع في الثقافة العربية والاسلامية. لكنه لم يحظ بما يكفي من النقاش الضروري لتفصيح مضمونه ومراميه.
واشير هنا ايضا الى ان
معظم القيم العليا التي تبانى عليها عقلاء العالم واقرتها الشرائع ، مثل العدل
والحرية والنظام ، وامثالها من القيم السامية ، حظيت في الثقافة العربية
والاسلامية بالكثير من التبجيل ، لكنها لم تحصل على ما يقابله من النقاش
والدراسة. ولهذا فان مفهوم "العدل" الواسع التداول ، غالبا ما ينصرف
الى معنيين فقط هما : عدالة القاضي بين المتنازعين ، ومساواة الحاكم بين
المواطنين.
والحق ان هذين من اجل
معاني العدالة. لكنهما دون معناها الشامل ، الذي جعلها اسمى مطالب المكافحين
وطلاب الاصلاح فضلا عن عامة الناس.
وخلال العقود الثلاثة
التالية للحرب الكونية الثانية اصبح النموذج الاشتراكي قبلة العالم ، لانه ركز على
مبدأ "العدالة الاجتماعية".
نعلم اليوم ان هذا النموذج قد انحسر تماما في اواخر القرن العشرين ، لان
تفسيره للعدالة اقتصر على معنى المساواة ، سيما التوزيع المتساوي للثروة
الوطنية.
نعلم ايضا ان التطبيق
القسري للمساواة ، سيما من خلال التحكم في السوق ومصادر المعيشة وانماط التملك ،
كان ثمنه التضحية بالحريات الفردية. وقد اتسمت الدول الاشتراكية بالانغلاق
والتجبر وانعدام الحريات. كان اهم مبررات الاشتراكيين ، هو ان الحرية تبقى مجرد
شعار ، طالما كان الفرد مشغولا بهم البقاء على قيد الحياة. ومن هنا قرروا ان ضمان
مستوى معيشي محترم لجميع الناس ، يعتبر اولوية مقدمة على حرياتهم ، وانها تستحق
التضحية بحقوق بعض الافراد. هذه الفكرة بذاتها هي "خط الانكسار" الذي
قاد الاشتراكية الى حتفها.
طور المفكر الامريكي جون رولز مقاربة مختلفة عن "العدالة الاجتماعية" ، تربط بين المساواة والحرية ، وتجعلهما معا ركيزة العدل في الحياة السياسية.
وبالعكس من ذلك فان الظلم يتجلى في النظام الذي تضيق فيه خيارات الافراد او تحتكر لطبقة خاصة ، او يجري ربطها بالولاء السياسي او التوافق مع سياسات النخبة.
20/08/2013
الإخوان .. خطاب بديل
مقالات ذات علاقة
ان تكون سياسيا يعني ان تكون واقعيا
التحدي الذي يواجه الاخوان المسلمين
توفيق السيف في مقابلة تلفزيونية حول الربيع العربي
وصعود التيار الاسلامي
التيار الديني الاصلاحي امام
خيار حاسم
جدل السياسة من الشعارات الى البرامج
حاكمية الاسـلام … تحــولات المفـهــوم
الحد الفاصل بين الاسلام و الحركة
الحركة الاسلامية ، الجمهور والسياسة
الحركة الاسلامية: الصعــود
السـر يـع و الا سئـلة الكـبر ى
الحل الاسلامي بديع .. لكن ما هو هذا الحل ؟
الصعود السياسي للاسلاميين وعودة الدولة الشمولية
13/08/2013
متى تملك بيتك؟
07/08/2013
06/08/2013
التاجر "فلان"
30/07/2013
مضاعفة" الرواتب وليس زيادتها
23/07/2013
من تديين السياسة الى تسييس الدين
استعمال اللغة الدينية في الصراع السياسي نظير ما يحدث الان في مصر يؤدي بالضرورة الى ابتذال الفكرة الدينية وخفض قيمتها المعيارية.
منذ
وقت طويل تحدث المشايخ والدعاة عن السياسة الاخلاقية. واعرض كثير منهم عن الانخراط
في السياسة بسبب ما قيل عن قلة اخلاقياتها. في هذه الايام نجد الفتوى والكلام
الديني خبرا يوميا ضمن اخبار الصراعات. حيثما شرقت او غربت في بلاد العرب
والمسلمين ، تجد اللغة الدينية طابعا عاما لانباء النزاعات الداخلية ، حتى ليظن
الناظر اليها من بعد ، ان المسلمين قرروا فجأة ترك كل شيء ، وتفريغ انفسهم للتصارع
والتقاتل فيما بينهم.
الاستعمال
المكثف للكلام الديني في النزاع السياسي ينتج خلطا ثقافيا ، يقود في نهاية المطاف
الى تزوير الوعي العام. تعبر الفتوى – في صورتها النموذجية – عن تكييف معياري
للموقف من موضوع او حدث ، يترتب عليه نوع من الالزام للافراد او الجماعة.
استعمال
الفتوى في السياسة ، كما راينا في الازمة المصرية الراهنة ، يضعنا امام اشكال جدي
يتعلق بالقيمة المعيارية للفتوى ، اي قيمتها كتعبير عن القيمة الدينية للموضوعات.
في حالة كهذه نجد انفسنا ازاء ثلاثة تموضعات للفتوى:
الاول
: كونها "راي الدين" ، اي كتقييم للموضوع يتجاوز الجدل الواقعي ، ويعبر
عن موقف مبدئي بحت ، اعلى من موضوع النزاع القائم ومصالح اطرافه. هذا يعني انه
خطاب ينطوي على قدر من الالزام للمتلقي.
الثاني:
كونها "رايا في الدين" ، اي كتصور شخصي للفقيه عن موضوع قائم وموقعه ضمن
منظومة القيم الدينية. الفتوى في هذه
الحالة لا تنطوي على الزام ، فهي اشبه بالارشاد والتوجيه.
الثالث:
كونها موقفا سياسيا ، اي تعبيرا عن مصلحة دنيوية لشخص او جماعة من الناس في ظرف
محدد. وهذه اقرب ما تكون الى البيانات الحزبية ، وان كتبت بلغة دينية او استعملت
نسق الاستدلال المعتاد في الخطاب الديني.
تميل
الثقافة العامة في المجتمع العربي الى كراهية السياسة واعتبارها عالما لا اخلاقيا.
وهي تلح على ضرورة حضور الدين في المجال السياسي ، باعتباره وسيلة لتصحيح السياسة
واعادتها الى العالم الاخلاقي. ويبدو ان الدعاة والحركيين يجيدون الطرق على هذه
النقطة تحديدا ، حين يصورون انفسهم وادوارهم باعتبارها ضرورة لاصلاح العالم
السياسي ، وليس مجرد منافسه على النفوذ والسلطة.
واقع
الامر ان مشاركة الداعية والحزب الديني في المنافسة السياسية ، لا تختلف – في
المضمون – عن مشاركة غيره. قدراته وطبيعة عمله متماثلة ، وما يعد به محكوم ، في
نهاية المطاف ، بحدود الدولة ومؤسساتها واعرافها وقابلياتها.
اذا
كان لي من دعوة هنا فهي للتخفيف من تسييس الدين تحت غطاء تديين السياسة. غلبة
اللغة الدينية على الخطاب السياسي لا تؤدي – واقعيا – الى اصلاح السياسة ، بل ربما
ادت الى افساد الدين.
اخلاقيات السياسة
أكثر الناس يرون السياسة عالما بلا أخلاق. ثمة اشخاص يأخذون بالرأي المعاكس. انا واحد من هؤلاء ، وكذا العديد من الفلاسفة الاخلاقيين وعلماء ...