مدونة توفيق السيف . . Tawfiq Alsaif Blog فكر سياسي . . دين . . تجديد . . . . . . . . . راسلني: talsaif@yahoo.com
25/12/2019
هكذا تحدث محمد شحرور
مقالات ذات صلة
تأملات في حدود الديني والعرفي
تجديد
الخطاب الديني: رؤية مختلفة
جدالات
ما بعد شحرور
سؤال الى البابا
في ذكرى محمد شحرور- اسئلة اليوم غير
اسئلة الامس
ما
الذي يجعل محمد شحرور مختلفا وبغيضا أيضا
ماذا يختفي
وراء جدل العلاقة بين العلم والدين
المعنوية ، حيث تلتقي جميع الرسالات
من المناكفة الى النهضة
هكذا
تحدث محمد شحرور
23/12/2020
في ذكرى محمد شحرور- اسئلة اليوم غير اسئلة الامس
مرت علينا هذا الأسبوع الذكرى الاولى لرحيل العلامة محمد شحرور ، المفكر المفسر الذي اطلق موجات ضخمة من النقاش حول مفاهيم استقرت قرونا متمادية.
غرضي ليس تبجيل المرحوم شحرور ، مع انه جدير به. قد يؤدي تمجيد
الاشخاص الى تصنيمهم ، بحيث يمسي عسيرا تجاوز آرائهم. ان قيمة المفكر رهن بما يفتح من آفاق جديدة ، تمكن المتلقي من تجاوز
موقعه في تاريخ المعرفة.
كما لا أنوي تكرار الاراء القيمة للمرحوم ، فهي منشورة ومشهورة.
مايهمني حقا هو تفصيح الفكرة التي ربما لم يصرح بها ، لكنها تلوح للمتأمل بين
السطور او في النهايات غير الواضحة.
لقد اشرت في مقالات
سابقة الى ما ظننته عناصر رئيسية في تفكير المرحوم شحرور ، وبينها باختصار
شديد: أ) ان الحياة تجربة ، و ب) ان الدين
يعالج جانبا من قضايا الحياة ، كما ان العلم يعالج جانبا اخر ، والفن يعالج جانبا
ثالثا ، وكذا الاخلاق والاسطورة. و ت) ان الانسان – كل انسان – شريك فاعل/متفاعل
في تلك التجربة ، في تطوير مساراتها ونتائجها.
ربما أعود الى هذه المسائل في مقالات لاحقة ان شاء الله. لكني
اريد تخصيص ما تبقى من مساحة ، لتوضيح سؤال تكرر كثيرا في الاشهر التالية لوفاة شحرور ، سؤال: كيف
توصل شحرور الى هذه الآراء ، مع ان المئات من مفسري القرآن وعلماء اللغة وغيرهم لم
يقل بها قبله. وهذا يستبطن سؤالا خلفيا فحواه: كيف اترك الآراء المتفق عليها ، الى
رأي لم يقل به غير شخص واحد؟.
في الجواب على السؤال الخلفي ، ادعو للتمييز بين العقل النظري والعقل
العملي. لا ينبغي للإنسان ان يتخلى عما هو مطمئن اليه ، لمجرد انه شك فيه او بدت
له رؤية مختلفة. عليه ان يواصل البحث في المستوى النظري ، حتى يوصله الى نتيجة
قطعية. عندها سيتوقف كي يقرر: هل يتبع قناعته الجديدة ام يبقى على ما استقر عليه
رأي الناس من حوله. هكذا يتعامل الناس مع
أسئلة الدنيا. وفي رايي ان أسئلة الدين لا تختلف عنها.
بالنسبة للسؤال الأصلي ، فالمعلوم ان الزمن شريك رئيس
في تكوين السؤال. فالذين بحثوا عن أجوبة في كلام السابقين وجدوا أجوبة تناسب
تلك الازمان. وقد لا تكون صائبة في هذا الزمان. من ذلك مثلا: لو كنت في العام 50
للهجرة ، وسألت فقيها او صحابيا: هل بيع وشراء البشر واستعبادهم امر معقول
ومناسب؟. سيكون الجواب يومذاك: نعم. لأنه أمر رائج ولم يمنعه الشرع. حسنا.. ماذا
لو وجهت نفس السؤال في هذا اليوم لواحد من عامة المسلمين او نخبتهم ، فكيف
سيجيبونك؟. هل يخبرونك ان استعباد البشر امر معقول ومناسب؟.
نعلم ان الموضوع لم يتغير ، والاحاديث الحاوية لاحكامه باقية
كما هي. الذي تغير هو الاطار التاريخي للسؤال. ولذا بات يشير الى حقيقة غير التي
أشار اليها سؤال الامس ، مع ان كليهما صيغ بنفس الالفاظ ووجه الى اشخاص متماثلين في
العقيدة.
آمن شحرور ان أسئلة اليوم غير أسئلة الامس ، وكذلك اجوبته. فبحث
عن أجوبة القرآن عن أسئلة اليوم ، بعدما غض الطرف عن أجوبة السابقين ، كما غض
الطرف عما نقله المعاصرون من أجوبة السابقين. من
هنا جاءت آراؤه وتفسيراته غريبة نوعا ما ، لأنها غير مألوفة بالنسبة لأمثالنا
الذين اعتادوا على إسلام الكتب والمدارس. هذا كل ما في الأمر.
الشرق الاوسط الأربعاء - 9 جمادى الأولى 1442 هـ - 23 ديسمبر
2020 مـ رقم العدد
[15366]
https://aawsat.com/node/ 2698201/
مقالات ذات صلة
انقاذ النزعة الانسانية في الدين
تجديد الخطاب الديني: رؤية مختلفة
ما الذي يجعل محمد شحرور مختلفا وبغيضا أيضا
ما ينبغي للتيار الديني ان يخشاه
المعنوية ، حيث تلتقي
جميع الرسالات
23/12/2019
ما الذي يجعل محمد شحرور مختلفا وبغيضا أيضا
||الثورات
العلمية الكبرى تبدأ بنقد الأصول ومساءلة المسلمات ؛ أي إعادة موضعتها كحلقة في
سياق تاريخي وليس نهاية العلم||
توماس كون |
مقالات ذات صلة
انقاذ النزعة الانسانية في الدين
تجديد الخطاب الديني: رؤية مختلفة
ما الذي يجعل محمد شحرور مختلفا وبغيضا أيضا
ما ينبغي للتيار الديني ان يخشاه
01/01/2020
جدالات ما بعد شحرور
21/06/2017
المعنوية ، حيث تلتقي جميع الرسالات
11/01/2023
نقاشات بلا فائدة
لا أرى فرصة للنقاش المفيد بين المدافعين عن النسخة التقليدية من الدين وبين
دعاة التنوير/الحداثة. ينتمي كل من الفريقين الى نظام معرفي وقيمي ، مختلف تماما
عن الآخر. يتمثل دعاة التنوير روح العصر وفلسفته ، وينفتحون على مصادر المعرفة فيه
، بل ربما وضعها بعضهم في مرتبة مساوية لمرتبة الوحي ، لأن العقل
عندهم مصدر مستقل للقيم والتشريع. يعتقد
هؤلاء ان المهمة الكبرى للاسلام المعاصر ، هي تقديم نموذج ايماني قادر على استيعاب
حاجات الزمان وتحدياته ، نموذج قابل للحوار
والتفاهم مع التيارات الروحية والايديولوجيات السائدة في عالم اليوم.
خلافا لهذا فان الفريق التقليدي يرفض كليا فكرة المساواة بين العقل والقرآن في التشريع وإنتاج القيم ، ويعطي المكانة الثانية للسنة النبوية. مكان العقل – عندهم - هو خدمة الكتاب والسنة ، ليس موازيا لهما ولا مستقلا عنهما. أما المهمة الكبرى للمجتمع الإسلامي المعاصر ، فهي حماية أبنائه من تأثير الحضارة الغربية الغالبة. هذا المنظور الدفاعي انعكس على شريحة واسعة جدا من النتاج الفكري والفقهي لهذا الفريق ، فبات ميالا بشدة الى التبرير والدفاع ، بدل النقد الذاتي الضروري للتطور.
هذه المنطلقات تعني ان كلا من الفريقين يفكر بطريقة
مختلفة ، ويتحدث بلغة لا يمكن للفريق الآخر ان يتقبلها ، لأنها تعارض ما يعتبره بديهيا
من بديهيات منهجه. الحقيقة ان الطرفين لا يديران نقاشا معمقا في المباديء الرئيسية
والارضية الفلسفية التي يقف عليها كل منهما ، نقاش ربما أثمر عن تعديل في رؤيتهما
العامة. تبدأ النقاشات دائما في التفاصيل والفروع ، وقد تصل الى المباديء العامة ،
لكنها في الغالب تواصل الدوران حول الفروع.
تجري الأمور عادة على النحو التالي: يطرح
التنويريون/الحداثيون فكرة صادمة للعرف السائد ، مثل تشكيك المرحوم د. محمد شحرور في
مشروعية تعدد الزوجات وتفسيره الجديد لآيات
الإرث. وكلا الفكرتين تعارض حديا الموروث الديني ، بما فيه أحاديث تنسب للنبي ، واجتهادات
كبار الفقهاء ، من قدامى ومحدثين.
ردا
على هذا ، يقدم المدافعون عن الموروث الديني مرافعات تعيد التذكير بأصول
فكرتهم ، وتنفي سلامة الاجتهادات المذكورة ، كما تشكك في أهلية صاحب الفكرة
للاستدلال والتوصل الى احكام أو حقائق شرعية.
لا تناقش هذه الردود أدلة التنويريين ، بل تستعين
بنفس الأدلة التي سبق استعمالها في دعم الرؤية الموروثة. لكن التنويريين يعرفون
هذه الرؤية وقد رفضوها سلفا. وهكذا نجد أنفسنا امام الحالة التي تسمى أحيانا حوار
الطرشان: كلا الطرفين يطرح أدلة يرفضها الثاني من حيث المبدأ ، فلا يناقشها. فكان
الطرفين يتحدثان في عالمين مختلفين ، لا احد منهما يسمع قول الآخر.
الواقع اننا نتحدث فعلا عن عالمين فكريين متمايزين ،
لكل منهما ارضيته ومبرراته الفلسفية ومنطلقاته وفرضياته وأدوات نقده ، وهو مختلف
تماما عن العالم الآخر. ولهذا لا توجد قاعدة معيارية واحدة او ميزان علمي مشترك ،
يمكن الاعتماد عليه في الموازنة بين الرأيين أو أدلتهما. هذه يشبه المقارنة بين قصيدة
عربية وأخرى انجليزية... هل تراه ممكنا؟. بالطبع لا ، لأن القصيدتين تنتميان الى
عالمين مختلفين في الصور والتعبيرات والسياق ، بحيث لا نستطيع القول ان هذه افضل
من تلك او اجمل او اصح.
-
هل ينبغي ان
نأسف لاستحالة اطلاق حوار يؤدي الى توحيد
التيارين ، او تقليل الخلافات بينهما؟.
في رأيي ان الأمر لا يستدعي الأسف. من المفيد ان
ننظر للجانب الحسن في الجدالات الساخنة. ان محاولة كل من الطرفين فرض رأيه ، سوف تدفع
الطرف الآخر الى تقوية استدلالاته وتعميق الأفكار المطروحة للنقاش. لو سكت الجميع
حفظا لوحدة الموقف ، فسوف لن يستفيد أحد. المناقشة هي التي تولد رؤى جديدة ، تعلم
الناس وتوسع آفاق المعرفة.
الأربعاء -
18 جمادى الآخرة 1444 هـ - 11 يناير 2023 مـ رقم العدد [16115]
https://aawsat.com/home/article/4091671/
مقالات ذات علاقة
تجديد الخطاب الديني: رؤية مختلفة
الحداثة كحاجة
دينية (النص الكامل للكتاب)
حول المسافة بين الدين والمؤمنين
في ذكرى محمد شحرور- اسئلة اليوم غير اسئلة
الامس
ما الذي يجعل محمد شحرور مختلفا وبغيضا أيضا
ماذا يختفي وراء جدل العلاقة بين
العلم والدين
المعنوية ، حيث تلتقي جميع الرسالات
النقد الأخلاقي للتراث: مجادلة أولى
الوحدة الاوربية "آية" من آيات الله
02/05/2018
تجديد الخطاب الديني: رؤية مختلفة
مصطفى ملكيان |
مقالات ذات علاقة
اخلاقيات السياسة
أكثر الناس يرون السياسة عالما بلا أخلاق. ثمة اشخاص يأخذون بالرأي المعاكس. انا واحد من هؤلاء ، وكذا العديد من الفلاسفة الاخلاقيين وعلماء ...