مدونة توفيق السيف . . Tawfiq Alsaif Blog فكر سياسي . . دين . . تجديد . . . . . . . . . راسلني: talsaif@yahoo.com
21/05/2013
أزمة العراق وانعدام الثقة
مقالات ذات علاقة
14/05/2013
تدين القرية وتدين المدينة
صدمتني تفسيرات المفكر الجزائري نور الدين طوالبي حين قرأت كتابه "الدين والطقوس والتغيرات". قدم طوالبي مقاربة سوسيولوجية عميقة، مستهدفا تفسير الفوارق بين التدين القروي والتدين المدني، ودرس بشكل مركز أشكال السلوك الديني في القرية والمدينة، سعيا وراء تحديد معنى ووظيفة كل منها، وفهم انعكاسها على حياة المهاجرين من الريف إلى المدن الكبرى.
معظم الذين جربوا الحياة في الجانبين، في القرية والمدينة، يدركون تماما
الفرق بين نمط التدين هنا وهناك. تتسم الثقافة القروية بميل شديد إلى تبسيط وتجسيد
الأفكار، وتهتم بصورتها العامة وحدودها الخارجية دون تفاصيلها. وللسبب نفسه فإن
حياتها الدينية تدور حول التطبيقات الموروثة والمألوفة، وتعرض عن الجدل حول
الأسباب والتعليلات. ساكن القرية أميل للتسليم بأقداره أو بنسق حياة افترضه قدرا
لا ضرورة للفرار منه. بخلاف ساكن المدينة الذي يسعى ـــ غالبا ــــ إلى السيطرة
على قدره، ويدير حياته على وقع المقارنة بين حاله وحال من سبقوه في دروب الحياة.
نمط التدين في المدينة هو انعكاس لنسق حياتها. يسيطر على ساكن المدينة ما
يمكن وصفه بهوس التحول. فحياته اليومية تدور ــــ في جانب كبير منها ــــ حول
تغيير موقعه في سلم المعيشة والتراتب الاجتماعي، انطلاقا من شعور شبه ثابت بعدم
الرضى عن ظرفه الراهن. بعبارة أخرى فهو يمارس نقدا يوميا لجوانب حياته إذ يقارنها
بما يراه أو يظنه أعلى.
هذه حالة ثقافية تتمظهر عند معظم الناس في سياق تقديرهم لظرفهم المعيشي.
لكنها تؤثر أيضا في رؤيتهم لأنفسهم مقارنة بأندادهم، وتؤثر في قناعتهم بالقيم
والأخلاقيات والمعايير التي يتعاملون بها والإطارات التي ينتمون إليها. لا يتعلق
الأمر فقط بمساحة الحرية التي يتمتع بها ساكن المدينة، بل بطبيعة الحياة المدنية
التي تفتقر إلى الطمأنينة والسكون، بقدر ما تتسع فيها مساحات التغيير وبالتالي
الاختلاف والجدل.
قابلية الفرد للتحول رهن بعدد الأسئلة التي يواجهها يوميا، وعدد الخيارات
والاحتمالات التي تطرح عليه كرد على تلك الأسئلة. ومن هذه الزاوية، فإن اتساع
مساحة التواصل مع الآخرين، وتنوع موضوعات التواصل، سيما عبر الوسائل التفاعلية
كالإنترنت، تؤدي بالضرورة إلى تأجيج الجدل الداخلي في نفسه. الأمر الذي يضعه أمام
واحد من خيارين: أما التغيير أو الانكفاء على الذات.
مجتمع المدينة ومجتمع القرية يمثل كل منهما موضوعا مختلفا عن الآخر. وهو
لهذا السبب يتطلب خطابا دينيا ذا لغة مختلفة، بأولويات مختلفة، وطبيعة مختلفة. طرح
التدين المدني على القرية سيوقظ التقاليد القديمة التي يحتمي بها النظام الاجتماعي
القروي. كما أن طرح التدين القروي على سكان المدينة سيحول الدين من فلسفة للحياة
إلى ممارسة طقوسية تمجد الشكل وتغفل المضمون.
الاقتصادية : الثلاثاء 04 رجب 1434 هـ. الموافق 14 مايو 2013 العدد 7155
مقالات ذات علاقة
07/05/2013
رأي المجتمع.. وحقوقه
مقالات ذات علاقة
30/04/2013
حياتنا مليئة بالاسرار
سألني أحد الزملاء عن مصير
المليارات التي حصلنا عليها في إطار تعويضات حرب الخليج. نعلم أن المملكة كانت
بين أكثر الدول تضررا بهذه الحرب ، وأن مصلحة الأرصاد وحماية البيئة التي تمثل الجانب
السعودي في لجنة الأمم المتحدة الخاصة بالتعويضات قد تسلَّمت 4.5 مليار ريال على الأقل.
بحثت في موقع المصلحة على الإنترنت ، وفي مواقع مشابهة عن المشروعات
التي صرفت فيها هذه الأموال ، وعما إذا كان قد جرى تعويض الشركات والأفراد الذين تضرروا
بالحرب ، أسوة بما حصل في دول أخرى. لكني لم أجد أي معلومات من هذا القبيل. كما أني
لم أسمع بخطة مماثلة في بلدنا. ولا أعلم إن كان مثل هذا الموضوع قد وضع على طاولة النقاش
أم لا.
وعلى أي حال ، فعدم معرفتي ليس دليلا على عدم وجود شيء. لكن الذي
أثار دهشتي هو عدم وجود أي معلومات عن هذه المسألة المهمة في أي موقع حكومي عام.
فشلي في الحصول على تلك المعلومات حرّك فضولي لمطالعة مواقع رسمية أخرى. بدأت بموقع وزارة التربية باحثا عن مشروع ال 200 مدرسة التي كان مقررا افتتاحها بداية 2012. ونعلم أن الشركات الصينية التي التزمت بالمشروع ، تخلت عن العقد بعد ثلاث سنين من توق
يعه. كنت أبحث عن أي معلومات حول الموضوع في موقع الوزارة ، ولا سيما عن مصير الملياري ريال التي قيل إنها رصدت للمشروع. لكن لم أجد أي معلومات تشبع فضول الباحث.
قادني الفضول أيضا إلى موقع وزارة العمل ، فبحثت عن أي دراسة محكمة
حول البطالة وتحولات سوق العمل السعودية الراهنة والمتوقعة. وبحثت عن أي دراسة حول
الكلفة الاقتصادية والاجتماعية لبرامج الوزارة المثيرة للجدل ، كبرنامج نطاقات وبرنامج
حافز وأمثالهما. ولم تكن النتيجة خيرا من سابقتها.
لا أريد الإشارة إلى موقع هيئة الرقابة والتحقيق التي يرجع أحدث
تقاريرها المنشورة على الموقع إلى عام 1430 (للتذكير نحن الآن في منتصف 1434هـ). وهذا
التقرير ، مثل تقرير العام الذي سبقه يتألف من صفحتين (فقط) عن عمل سنة كاملة. ولا
أريد الإشارة إلى موقع مصلحة الزكاة ، وعشرات المواقع الرسمية الأخرى ، التي يفترض
أن توفر معلومات موثقة لعامة الناس حول أعمال أجهزة الدولة ، حول مشروعاتها القائمة
والمقررة ، وإدارتها للمال العام الموكل إليها ، وحول إخفاقاتها ومبررات الإخفاق ،
وحول خططها المستقبلية.
أشعر بعد تلك الجولة بأن حياتنا العامة مليئة بالأسرار. بعض هذه
الأسرار مقصود لذاته. وبعضها غير مقصود ، لكن يبدو أن الإداريين يكرهون إشاعة المعلومات
أو يخشون أن يأتي من يحاسبهم بناءً عليها. وأميل إلى الظن أن مجتمعنا كله ، عامة الناس
ورجال الحكومة ، لم يألفوا فضيلة الكتابة والقراءة ، ولم يتعلموا قيمة التوثيق وحفظ
المعلومات. هل سنبقى على هذه الحال؟.
23/04/2013
فقر البحوث الاجتماعية
12/04/2013
مكانة "العامة" في التفكير الديني
تراثنا هو خلاصة تجربتنا التاريخية في السياسة وغيرها. وهو مرتبط بوقائع هذا التاريخ اكثر من ارتباطه بالنظرية الدينية في صورتها الاولى او المجردة. ويشكل هذا التراث خلفية ثقافية لكل المسلمين المعاصرين، وليس فقط اعضاء الجماعات الاسلامية. ولذا فان غياب مبدا المشاركة الشعبية ليس قصرا عليها، بل هو مشهود عند كل التيارات الاجتماعية العاملة في ميدان السياسة العربية .
ولو نظرت في كتابات قدامى الفقهاء الذين تعرضوا للشأن السياسي، لوجدتهم ينظرون الى الدولة باعتبارها ملخصة في الوالي. وهم مع دعوتهم الولاة الى الانصاف والرحمة بعامة الناس، اغفلوا الحديث عن موقع الجمهور في النظام السياسي. بل ان كثيرا منهم انكر حق العامة في التعبير عن خياراتهم اذا خالفت الخيارات الرسمية، خوفا من الفتنة، او اختلال نظام الامة .
مفهوم مستورد
09/04/2013
القبيلة والطائفة كجماعات متخيلة
مقالات ذات صلة
02/04/2013
حول الانقسام الاجتماعي
ثمة نوعان من الانقسام في
اي مجتمع:
أ) انقسام
عمودي: حيث يتمايز الناس تبعا لهوية يرثونها من ابائهم ، مثل انتماء الفرد الى دين
او قومية او قبيلة او جنس.
ب) انقسام
افقي: حيث يتمايز الناس تبعا لهوية يكتسبونها باختيارهم ، مثل انتماء الفرد الى
حزب او حرفة او ايديولوجيا.
كل من الاوصاف السابقة يمكن
ان يشكل اساسا لرابطة اجتماعية تميز المنتمين اليها عن غيرهم. فالتمايز على اساس
العرق او القومية او اللون يمكن ان يشكل اساسا لتصور متمايز عن الذات والتاريخ ،
كما هو الحال في القوميين العرب والحركات الكردية وحركات الحقوق المدنية. وكذا
الحال في التمايزات الافقية ، فالتوافق في المهنة او الميول الايديولوجية يشكل
اساسا لاستقطاب سياسي واجتماعي ، كما في النقابات والمجموعات التجارية ، وامثالها.
كانت هذه المسالة هما شاغلا
لدارسي التنمية ، الذين لاحظوا ميل المجتمعات التقليدية للحفاظ على النوع الاول من
الانقسامات. على عكس المجتمعات الصناعية والحديثة التي يميل افرادها للتلاقي
والتجمع على ارضية توافق الافكار والمصالح.
تعتبر دراسة البروفسور
دانييل ليرنر "موت المجتمع التقليدي" واحدة من اهم التجارب العلمية التي
عالجت هذه الاشكالية ، وركزت خصوصا على قابلية "الفرد" للتحرر من قيود
الموروث ، وتجسير علاقات اكثر انفتاحا مع بقية الافراد الذين اتوا من خلفيات
متفاوتة. اهتم ليرنر باشكاليات التنمية والتحديث في الشرق الاوسط ، وقدم ملاحظات
ومستخلصات قيمة ، جعلت كتابه مرجعا رئيسيا في بابه.
وضع ليرنر معيارا رئيسيا
لتقييم استعداد الفرد - نفسيا وثقافيا - لتغيير هويته ، ومن ثم الانتقال من
دائرة العلاقات التقليدية (الانقسام من النوع الاول) الى دائرة العلاقات الحديثة
(الانقسام من النوع الثاني).هذا المعيار هو التكيف (او التقمص=empathy اذا
شئنا ترجمة حرفية) وخلاصته : ان ترى الناس مثلك ، ليسوا نفسك ولا اعداءك ، ثم ترى
نفسك مثلهم ، لست نسخة عنهم ولا عدوا لهم. هذا يؤهلك لربط مطالبك وتطلعاتك الخاصة
بمطالب الاخرين ، وتحويلها من هم فردي الى مشروع مشترك ، سواء كان سياسيا او
ثقافيا او تجاريا او حتى شراكة علمية.
نمط العلاقات القديم اساسه
تقارب عاطفي مسبق. اما نمط العلاقات الحديث فاساسه فهم مشترك ، وتوافق على
الموضوعات ، ولو جزئيا او مرحليا ، بغض النظر عن اصول الافراد وهوياتهم السابقة.
هذا التحول الثقافي/النفسي
ضروري كي نعيد بناء منظومة العلاقات الاجتماعية على ارضية اعلاء قيمة الفرد وتعظيم
الكفاءة والانجاز ، بدل المبالغة في تقدير النسب والانتماء الاجتماعي ، الذي ورثه
الانسان وليس له يد فيه. التكيف او التقمص لا يتطلب – بالضرورة – التسليم باراء
الاخرين او معاداتها. بل يتطلب فقط قابلية روحية لتفهم الاخرين وتنظيم العلاقة
معهم على اساس المصالح المشتركة او التوافقات الجزئية او المرحلية.
الاقتصادية 2
ابريل 2013 http://www.aleqt.com/2013/04/02/article_744113.html
مقالات
ذات علاقة
ثمة نوعان من الانقسام في
اي مجتمع:
أ) انقسام
عمودي: حيث يتمايز الناس تبعا لهوية يرثونها من ابائهم ، مثل انتماء الفرد الى دين
او قومية او قبيلة او جنس.
ب) انقسام افقي: حيث يتمايز الناس تبعا لهوية يكتسبونها باختيارهم ، مثل انتماء الفرد الى حزب او حرفة او ايديولوجيا.
كل من الاوصاف السابقة يمكن
ان يشكل اساسا لرابطة اجتماعية تميز المنتمين اليها عن غيرهم. فالتمايز على اساس
العرق او القومية او اللون يمكن ان يشكل اساسا لتصور متمايز عن الذات والتاريخ ،
كما هو الحال في القوميين العرب والحركات الكردية وحركات الحقوق المدنية. وكذا
الحال في التمايزات الافقية ، فالتوافق في المهنة او الميول الايديولوجية يشكل
اساسا لاستقطاب سياسي واجتماعي ، كما في النقابات والمجموعات التجارية ، وامثالها.
كانت هذه المسالة هما شاغلا
لدارسي التنمية ، الذين لاحظوا ميل المجتمعات التقليدية للحفاظ على النوع الاول من
الانقسامات. على عكس المجتمعات الصناعية والحديثة التي يميل افرادها للتلاقي
والتجمع على ارضية توافق الافكار والمصالح.
تعتبر دراسة البروفسور
دانييل ليرنر "موت المجتمع التقليدي" واحدة من اهم التجارب العلمية التي
عالجت هذه الاشكالية ، وركزت خصوصا على قابلية "الفرد" للتحرر من قيود
الموروث ، وتجسير علاقات اكثر انفتاحا مع بقية الافراد الذين اتوا من خلفيات
متفاوتة. اهتم ليرنر باشكاليات التنمية والتحديث في الشرق الاوسط ، وقدم ملاحظات
ومستخلصات قيمة ، جعلت كتابه مرجعا رئيسيا في بابه.
وضع ليرنر معيارا رئيسيا
لتقييم استعداد الفرد - نفسيا وثقافيا - لتغيير هويته ، ومن ثم الانتقال من
دائرة العلاقات التقليدية (الانقسام من النوع الاول) الى دائرة العلاقات الحديثة
(الانقسام من النوع الثاني).هذا المعيار هو التكيف (او التقمص=empathy اذا
شئنا ترجمة حرفية) وخلاصته : ان ترى الناس مثلك ، ليسوا نفسك ولا اعداءك ، ثم ترى
نفسك مثلهم ، لست نسخة عنهم ولا عدوا لهم. هذا يؤهلك لربط مطالبك وتطلعاتك الخاصة
بمطالب الاخرين ، وتحويلها من هم فردي الى مشروع مشترك ، سواء كان سياسيا او
ثقافيا او تجاريا او حتى شراكة علمية.
نمط العلاقات القديم اساسه
تقارب عاطفي مسبق. اما نمط العلاقات الحديث فاساسه فهم مشترك ، وتوافق على
الموضوعات ، ولو جزئيا او مرحليا ، بغض النظر عن اصول الافراد وهوياتهم السابقة.
هذا التحول الثقافي/النفسي
ضروري كي نعيد بناء منظومة العلاقات الاجتماعية على ارضية اعلاء قيمة الفرد وتعظيم
الكفاءة والانجاز ، بدل المبالغة في تقدير النسب والانتماء الاجتماعي ، الذي ورثه
الانسان وليس له يد فيه. التكيف او التقمص لا يتطلب – بالضرورة – التسليم باراء
الاخرين او معاداتها. بل يتطلب فقط قابلية روحية لتفهم الاخرين وتنظيم العلاقة
معهم على اساس المصالح المشتركة او التوافقات الجزئية او المرحلية.
مقالات ذات علاقة
اخلاقيات السياسة
أكثر الناس يرون السياسة عالما بلا أخلاق. ثمة اشخاص يأخذون بالرأي المعاكس. انا واحد من هؤلاء ، وكذا العديد من الفلاسفة الاخلاقيين وعلماء ...