‏إظهار الرسائل ذات التسميات الهوية الفردية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الهوية الفردية. إظهار كافة الرسائل

08/06/2022

نحو نسق/بارادايم ديني جديد

 

فكرة هذا المقال اقرب الى تفكير بصوت عال ، أتمنى ان يشارك الأصدقاء والقراء الأعزاء فيه ، وأرى ان الموضوع جدير حقا بالتأمل.

اما الموضوع فهو العلاقة بين الدين والمتدين ، الإسلام والمسلم خصوصا ، وهي مسألة لا تطرح للنقاش الا نادرا ، مع اني أظنها في غاية الأهمية. وهي تزداد غموضا مع زيادة احتكاك التقاليد الدينية بتحولات الحياة الحديثة. 


الصورة الحالية للعلاقة المذكورة ، اقرب الى تنازع صريح أحيانا وضمني أحيانا أخرى ، بين اتجاهين:

** اتجاه سائد في المجتمع الديني ، يدعو الانسان للتسليم بما بلغه عن الله ، من أمر ونهي وقيم وقواعد ، بلا تردد ولا شك ولا نقاش ، لأنه مكلف بطاعة ربه.

** اتجاه يتبلور تدريجيا ، كنتاج لتطور مكانة الانسان الفرد ، وشعوره بذاته المستقلة عن الجماعة. ويتجلى في ميل الفرد لمساءلة موروثه الثقافي والمسلمات الشائعة في محيطه الاجتماعي ، ومن بينها خصوصا ، القيم والاحكام الدينية ، التي يظهر بعضها كقيد على الحرية الشخصية.

 لقد مرت ازمان متطاولة ، ما كان الفرد المسلم فيها غير نقطة في بحر الجماعة ، شخصيته نسخة منها وهويته امتداد لهويتها. اما في هذا الزمان ، فان العالم كله ، يميل للتخفف من ثقل الهويات الكبرى والقوميات الممتدة ، وينظر للافراد كذوات مستقلة ، تشارك في توليف هويتها الخاصة ، كما تساهم في صياغة العالم الذي تعيش فيه.

لم يعرف تاريخ البشرية زمانا كهذا الزمان. لقد تراجع دور الدول والمنظمات الكبرى ، بينما تصاعد دور الأفراد في تطوير الاقتصاد الجديد والثقافة. وينسب الفضل في هذا الى التوسع الهائل لانظمة الاتصال الحديثة ، التي وفرت للافراد من مختلف الطبقات والفئات العمرية ، فرصا متعاظمة للتعرف على ثقافات العالم وتياراته وتحولاته. كما ان تزايد اعتماد العالم على التقنيات الرقمية والذكاء الصناعي ، جعل الافراد لاعبا رئيسيا في انتاج التطبيقات التي يحتاجها هذا الحقل ، وحولهم من أرقام في سجلات المنظمات الصناعية الكبرى ، الى صناع للارقام والمعادلات ، ومشاركين مؤثرين في تطوير اقتصاديات العالم الجديدة. ان المزيد من المعرفة يقود الى المزيد من تقدير الذات والمزيد من الاستقلال.

في تجارب اجتماعية سابقة ، كانت مثل هذه التحولات عاملا محركا للتساؤل حول ضرورة الأيديولوجيا وفائدة الايمان ، وحول علاقة الفرد بمصادر الأيديولوجيا والايمان. كما ان أسئلة مشابهة ، مطروحة بالفعل في مجتمعاتنا. ان كثرة ما يسمع من شكاوى حول ابتعاد الجيل الجديد عن التقاليد الدينية ، مؤشر على تفاقم تلك التساؤلات واخفاق المجتمع الديني في تقديم الأجوبة المناسبة.

في اعتقادي ان ظروف العالم اليوم ، تمثل فرصة سانحة لمراجعة النسق الديني بمجمله ، ولا سيما في اتجاه التحول من العلاقة القائمة على التلقي والانفعال (مثلما اشرت في مطلع المقال) الى علاقة تفاعلية ، تحقق احدى ابرز الغايات التي تستهدفها الرسالات السماوية ، أعني بها مشاركة الناس جميعا ولا سيما المؤمنين ، في إعادة انتاج نموذج للحياة الدينية ، يلائم حاجات العصر والزاماته.

لقد جرت العادة (وترسخت بمرور الزمن) على النظر للدين على انه نسق جمعي ، يتمثل في كيان اجتماعي خاص ، له أيديولوجيا رسمية وقيادة وتقاليد ، وهو محاط بسور يميز بين اهل الداخل واهل الخارج. جوهر فكرة التدين هو الانتماء الى هذه الجماعة.

وقد حان الوقت للانتقال الى نسق/بارادايم جديد ، يتمثل في ثقافة مشتركة جوهرها الورع والتقوى ، أي الخوف من الله والرغبة في العمل الحسن وتجنب الفعل القبيح. نسق يجمع بين بني آدم جميعا ، باعتبارهم مخاطبين بأمر الله ، من دون تمييز بين اهل الداخل والخارج.

الشرق الأوسط الأربعاء - 9 ذو القعدة 1443 هـ - 08 يونيو 2022 مـ رقم العدد [15898]

https://aawsat.com/home/article/3690591

مقالات ذات علاقة

«21» الفردانية في التراث الديني

«22» الهوية الفردانية

أن نفهم الآخرين كما هم لا كما نتصورهم

الانسان الذئب

تأملات في حدود الفردانية

تكون الهوية الفردية

حزب الطائفة وحزب القبيلة

الحق أولا

عن العالم المحبوب

في ان الخلاف هو الاصل وان الوحدة استثناء

القبيلة والطائفة كجماعات متخيلة

كهف الجماعة

كيف تولد الجماعة

المسألة القومية واستقلال الفرد

مكانة "العامة" في التفكير الديني

 

19/01/2022

كثرة المتحدثين وسيولة الأفكار

 

كل تحول اجتماعي تصاحبه سيولة في الافكار والمفاهيم ، تؤثر على عقائد الناس واعرافهم ، وبالتالي مواقفهم الفكرية والاجتماعية.

-        ماذا نعني بالتحولات الاجتماعية وسيولة الافكار؟.

تأمل وضع السعودية اليوم: هل تلاحظ التغير الحاصل في الشخصيات المرجعية ، في تركيب قوة العمل ، في العلاقات الاجتماعية ، مفهوم ومحتوى "وقت الفراغ" ، نوعية القيم الموجهة ، وفي لغة النقاش العام وموضوعاته؟. وهل تلاحظ التغير في منظومات الادارة الوسطى وبعض العليا ، في الادارة الرسمية والقطاع الخاص؟.  انشغالات الناس واهتماماتهم ومواقفهم ومواقعهم؟. اذا كنت تلاحظ هذا ، فانت ترى جانبا مما نتحدث عنه.

يتحول المجتمع حين تتغير طريقة الناس في التعبير عن انفسهم ومواقفهم. وتبعا لهذا تتغير  موضوعات النقاش بين الناس ، في لغتها وفي اتجاهاتها ، من توكيد المألوف والمتعارف الى معارضته وابتداع قيم واعراف جديدة.

حصل هذا في اوائل القرن الجاري مع تعرف جمهور الشباب على الانترنت. وهو يعود اليوم على نطاق اوسع ، مع نضج الجيل الجديد ، لاسيما الذين أتموا تعليمهم الجامعي خلال السنوات العشر الأخيرة ، والذين يتمتعون بقدرة على الوصول الى المعلومات وجرأة على التعبير عنها ، تتجاوز كثيرا ما يملكه الجيل السابق ، فضلا عن الذي قبله.

أما سيولة الافكار ، فتعني كثرتها وتنوع مجالاتها ، وكثرة "المتحدثين في العلن". واريد استعمال هذا التعبير بدل تعبير "المتحدثين في الشأن العام" كما هو متعارف ، لأني أرى للحديث في العلن ميزات تشابه الحديث في الشأن العام ، لكنه اوسع منه وأعمق تأثيرا. الحديث في العلن يعني خروج الفرد من حالة التلقي والانفعال ، الى حالة الالقاء والفعل او التفاعل. وهذا يعادل ما نسميه تبلور "الفردانية" ، أي شعور الفرد بكينونته المستقلة ، وكونه صاحب إرادة مستقلة عن إرادة الجماعة التي ينتمي اليها او يعيش في وسطها. الحديث في العلن قد يشمل أشياء قليلة القيمة او حتى تافهة ، لكنه مع ذلك يعبر عن نزوع استقلالي.

   تكاثر المتحدثين في العلن يؤدي لظهور الافكار المخالفة للسائد ، في كل مجال ، من السائد الديني الى السياسي الى الأدبي والفني والمهني والتجاري.. الخ. وهذا يستثير رد فعل الطبقات المحافظة والمستفيدة من  الاعراف الموروثة ، فتشتبك مع المتحدثين الجدد ، فينقسم المجتمع بين هذا القطب وذاك ، ويزداد تبعا لذلك عدد المتحدثين على الطرفين وعدد الافكار المطروحة ، كما ان الجدل فيها يزيدها عمقا ومتانة ، حيث ان التراكم الكمي يولد تراكما كيفيا ، كما يقال.

 لكن سيولة الافكار ، وظروف التحول ذاتها ، تسبب فوضى عارمة في المفاهيم ، اي اختلاف الصور الذهنية للشيء الواحد بين شخص وآخر. اظن ان كثيرا من الناس قد لاحظ النقاشات التي تشابه ما يسمونه حوار الطرشان ، حين يتجادل اشخاص كثيرون حول مفهوم معين ، ثم يتبين لاحقا ان هذا المفهوم مجرد اسم ، أما صورته الذهنية ومضمونه فمتعدد بعدد الذي يتجادلون حوله.

لست متشائما من سيولة الأفكار ولا فوضى المفاهيم ، فهي ظرف انتقالي يصعب تفاديه. وأظنه سيوصلنا الى نمط حياة ليبرالي وعقلاني. لكنني أردت لفت نظر القراء الأعزاء للتدقيق في المفاهيم والمسميات التي يسمعونها او يقرأونها ، للتحقق من مطابقتها لتصورهم الذهني عن ذات المفهوم او المسمى. لقد لاحظت هذا بشكل واسع حين كتبت حول العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية ، وعن المسافة بين المصلحة الشخصية والعامة ، لاحظت ان الناس يتحدثون عن العدالة وهم يبررون التمييز بين الناس ، او ينكرون الحرية بدعوى صون المصلحة العامة .. وهكذا.

الشرق الاوسط الأربعاء - 16 جمادى الآخرة 1443 هـ - 19 يناير 2022 مـ رقم العدد [15758]

https://aawsat.com/node/3422476/

 

مقالات ذات علاقة

 

 

استمعوا لصوت التغيير

التعليم كما لم نعرفه في الماضي

حان الوقت كي يتوقف الحجب الاعتباطي لمصادر المعلومات

سجالات الدين والتغيير في المجتمع السعودي (كتاب)

شغب الشباب في اليوم الوطني   

صناعة الشخصية الملتبسة

عالم افتراضي يصنع العالم الواقعي

على اعتاب الثورة الصناعية الرابعة

العولمة فرصة ام فخ ؟

من جيل الى جيل

غلو .. ام بحث عن هوية

الفقر والإحباط والغضب

فلان المتشدد

ما الذي يجعل الانترنت مخيفا للزعماء التقليديين ومحبوبا للشباب ؟

معنى ان يكون التعليم العام واسع الافق

نقد مقولة "التغرير"

النقلة الحتمية : يوما ما ستنظر الى نفسك فتراها غير ما عرفت

هكذا نتغير... مختارين او مرغمين

هوية سائلة؟

وعي المستقبل

 

24/11/2021

هكذا نتغير... مختارين او مرغمين

 

سألني احد الاعزاء عن تأثير التكنولوجيا على الهوية الفردية: ماهي طبيعة هذا التأثير وكيف يحدث ، وهل لنا يد في تحديد اتجاهاته وانعكاساته.

وكنت قد لاحظت في كتابة سابقة ان هذه المسألة تعامل بنوع من الاستخفاف. ولذا فهي لا تدرس بعناية ، ولا تعامل من جانب الباحثين المحليين كتحد جدي أو داهم. هناك أيضا من يحصر المسألة في تأثر الشباب بسلوكيات المجتمعات التي يتواصلون معها ثقافيا ، من خلال الانترنت او الاعلام المرئي او السفر ، ولا ينظر الى التحول الذهني الذي يحفر في العمق .

حسنا. دعنا نضع النقاط على الحروف: من حيث المبدأ نحن لا نتحدث عن تطور تكنولوجي منفرد ، او معزول في جوانب معينة من الاقتصاد. صحيح ان علاقتنا بالتقنية مقصورة على استعمال منتجاتها ، فنحن لا نشارك في انتاجها أو تطويرها. مع ذلك فان هذا الاستعمال لا يجري في فراغ ، بل هو جزء من نمط معيشي/ اقتصادي جديد ، وهو يشير الى قدر من المعرفة بطبيعة هذه التقنية وحدودها ، واستعداد (نفسي) للتنازل عن التزامات ، كانت تبدو في الماضي ضرورية جدا. ومثالها البسيط هو تقبل امتلاك الشاب والفتاة لهاتف خاص لا يخضع لرقابة العائلة ، وهو أمر لم يكن متاحا في الماضي ، سيما بالنسبة للفتيات (الواقع انه لا زال مشكلة وسببا للنزاع في وسط العائلات الاشد تحفظا).

زبدة القول ان التقنية لا تأتي منفردة. فهي تعبير عن تحول حدث فعلا في نفس صاحبها او مستعملها. الى ذلك فهي تفتح الباب امام فرص جديدة ، اي تحولات أخرى ممكنة. ان الذي أمامنا ليس مجرد "شيء" او "سلعة" بل رمز لخيارات حياتية مختلفة عن خيارات آبائنا. الواقع ان آباءنا لم يرفضوا هذه الخيارات ، ولا نعلم كيف سيكون موقفهم منها ، فهم لم يعرفوها ولا هي فرضت نفسها على حياتهم ، كما جرى لنا.

التكنولوجيا تغير صلب حياتنا. فهي تؤثر بعمق على مصادر المعيشة وعلى طريقة العيش ، كما تلغي مصادر للمعرفة اعتدنا عليها ، وتستحدث مصادر جديدة. هذا يعني – ضمنيا - انها تقطعنا عن أفق تاريخي كنا جزء منه ، وتعيد وصلنا بآفاق جديدة مختلفة. نحن إذن نتحدث عن تطورات متوازية ، تنعكس – قسرا – على حياة كل فرد فيتغير موقعه من الخريطة الاقتصادية للبلد ، لكنه قبل ذلك يغير رؤيته لنفسه وطريقة عيشه ، ويتحقق هذا التغير من خلال مقارنة بين ذاته السابقة وذاته الراهنة ، وعلاقة كل منهما بالأشخاص الآخرين الذين يعرفهم او يسعى للتعرف عليهم.

 انظر الى نفسك والى الاشخاص الذين تتعامل معهم اليوم ، كيف كنتم قبل 30 او 40 عاما: اعمالكم ، مصادر عيشكم ، نطاق علاقاتكم الاجتماعية ، ثقافتكم ، علاقتكم مع آبائكم واخوانكم ، تطلعاتكم ، رؤية كل منكم لنفسه وللعالم المحيط. كل من هذه العناصر يساهم في تشكيل ذهن الانسان ،  أي تشكيل شخصيته او هويته.  

قارن بين اعضاء الجيل الذي تنتمي اليه ، والجيل التالي لكم: الفوارق في مصادر الدخل والقيم الاساسية ، وفي التفكير والتطلعات والمخاوف ، وفي سرعة الانتقال بين الافكار والقناعات.

الفوارق بين الجيلين تعكس التحول في العوامل المؤلفة للهوية ، اي العوامل التي تؤثر في فهم الشخص لنفسه وعالمه.

زبدة القول ان تحول التقنية والاقتصاد يغيرنا بعمق ، لكن ببطء. وهو يحدث لأننا اخترنا الانضمام الى العالم الجديد ، بما فيه من اقتصاد وتقنية ومعارف وقيم.

الشرق الاوسط الأربعاء - 19 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 24 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [15702]

https://aawsat.com/node/3321556/

مقالات ذات صلة

الفقر والإحباط والغضب

فلان المتشدد

استعادة الايمان بالذات

اعادة بناء القرية .. وسط المدينة

تطوير التعليم من الشعار إلى المشروع

الحق أولا

سجالات الدين والتغيير في المجتمع السعودي (كتاب)

شغب الشباب في اليوم الوطني

صناعة الشخصية الملتبسة

غلو .. ام بحث عن هوية

ما الذي يجعل الانترنت مخيفا للزعماء التقليديين ومحبوبا للشباب ؟

المدرسة وصناعة العقل

المدرسة ومكارم الاخلاق

معنى ان يكون التعليم العام واسع الافق

من جيل الى جيل

نقد مقولة التغرير

وعي المستقبل

 

17/11/2021

عالم افتراضي يصنع العالم الواقعي

 

يرجع اهتمامي بعالم الاجتماع الامريكي مانويل كاستلز الى تحليله البارع لمفهوم "الشبكة" ، ودورها المحوري في تشكيل عالم اليوم. وقد تعرفت عليه خلال دراستي لتحولات الهوية الفردية ، ودور انظمة الاتصال الجديدة والصراعات السياسية ، في تفكيك الهويات الموروثة.

يمتاز المفكرون الأذكياء بهذه القدرة الباهرة على التقاط الافكار العميقة ، واستخدامها مفتاحا لمسار او نسق فكري جديد. اميل الى الاعتقاد بأن كاستلز التقط فكرة "الشبكة" من كتابات كارل ماركس. فهي تمثل عنصرا محوريا في تحليل ماركس لنشوء الراسمالية ، ولا سيما في شرحه لدور التواصل الفعال بين قوى الانتاج ، في تكوين فائض القيمة ، ومن ثم اعادة تكوين راس المال ، وهي المعادلة التي اعتبرها مفتاحا لفهم الاقتصاد الرأسمالي.

كارل ماركس

التقط كاستلز فكرة الشبكة ، واتخذها مدخلا لنقاش مبتكر ، حول الصيغ والاشكال الجديدة لقوى الانتاج (التكنولوجيا) ، لاسيما مع حلول الاجهزة الالكترونية محل نظيرتها الميكانيكية في الصناعة والسوق ، خلال الربع الأخير من القرن العشرين.

 احد الاسئلة المحورية التي طرحها كاستلز يتناول العلاقة بين قوى الانتاج والمكان. فقد لاحظ ان موقع الانتاج ، سواء كان مصنعا او مزرعة او سوقا تجارية ، يمثل قيدا على حجم ومستوى التواصل بين أطراف العملية الانتاجية. إذا كنت (في اوائل القرن العشرين) تصنع المحركات في وسط انجلترا على سبيل المثال ، فان وصولها الى اي نقطة في العالم خارج الجزر البريطانية ، مشروط بحجم الناقل (السفينة) وزمن الوصول ، فضلا عن القيود المرتبطة بالأمن والسلامة.

اختلف الامر تماما في أواخر القرن العشرين. حيث باتت الاجهزة "الالكترونية" قاطرة التطور التقني على مستوى العالم. هذه الاجهزة الصغيرة الحجم الخفيفة الوزن ، تعمل بشكل رئيسي في معالجة البيانات ، وليس الحركة الميكانيكية للاجزاء. ومع وصولنا الى عصر الانترنت ، فقد أمست البرامج والتطبيقات "البيانات/السوفتوير"  قوة الانتاج الرئيسية في كل أجزاء الاقتصاد ، من المصارف والمؤسسات المالية الى المصانع الى انظمة الاتصال والنقل ، الى التعليم والصحة والاعلام والترفيه.. الخ.

لاحظ كاستلز ان قوة الانتاج الجديدة (البيانات) ليست مشروطة بالمكان ولا تحتاجه ، مثلما كان الحال في عهد الاجهزة الميكانيكية. كل ما تحتاجه قوة الانتاج هذه هو "مساحة" للتدفق ، مساحة يمكن صناعتها أو تطويرها في العالم الافتراضي. ومن هنا فان المسافات لم تعد ذات اهمية أو تأثير. اذا كنت تستطيع الدخول على شبكة الانترنت في الرياض مثلا ، فانت قادر على التواصل مع اي شخص لديه حساب على الشبكة في ساوباولو او لوس انجلس او نيودلهي ، حتى أصغر مدينة في قلب سيبريا. المسألة لا تنحصر في التواصل الشخصي ، بل بات بالامكان القيام بعمل كامل في عالم يسمونه افتراضيا ، لكنه يصنع العالم الواقعي. الشبكة تحولت الى نسيج هائل الحجم ، يماثل العالم الحقيقي. كما ان قوى الانتاج لم تعد محصورة في اطراف السوق ، بل بات كل شخص في العالم جزء من شبكة المعلومات ، فاعلا او متفاعلا او منفعلا.

على هذه الارضية ، تساءل كاستلز: كيف يؤثر هذا التحول على مفهوم الدولة ، وعلى الرابطة الاجتماعية وهوية الفرد؟.

انتبهت اليوم الى سؤال لم اجده عند كاستلز ، يتناول العلاقة بين اتساع الاعتماد على سلاسل البيانات المشفرة (البلوكشين) ، وبين الضمور المتوقع لدور الدولة كضامن للملكية الخاصة. البلوكشين يلغي الحاجة الى "كاتب العدل/الشهر العقاري" وسجلاته ,، فهل سيؤثر هذا على مفهوم الدولة وادوارها؟.

الشرق الأوسط الأربعاء - 12 شهر ربيع الثاني 1443 هـ - 17 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [15695]

https://aawsat.com/home/article/3307956/

مقالات ذات صلة

النقلة الحتمية : يوما ما ستنظر الى نفسك فتراها غير ما عرفت

هل تعرف "تصفير العداد"؟

ما الذي يجعل الانترنت مخيفا للزعماء التقليديين ومحبوبا للشباب ؟

حان الوقت كي يتوقف الحجب الاعتباطي لمصادر المعلومات

استمعوا لصوت التغيير

على اعتاب الثورة الصناعية الرابعة

معنى ان يكون التعليم العام واسع الافق

العولمة فرصة ام فخ ؟

التعليم كما لم نعرفه في الماضي

 

13/10/2021

نموذج مجتمع النحل

 

اظن ان مفهوم "بناء الدولة" مألوف لدى غالبية دارسي العلوم السياسية ، وربما غيرهم ايضا. وفيما مضى كنت أحسب أن محور هذه الفكرة ، هو اقامة جهاز اداري متماسك وفعال ، كي يستثمر مصادر قوة الدولة او يعيد تأهيلها او يخلق مصادر جديدة.

لكن استاذي البروفسور جون كين ، كان مرتابا جدا في هذه الفكرة. وهو يقول ان النظام الاجتماعي الذي يقام على هذا الاساس ، أقرب الى هرم مقلوب ، يعتمد ثباته على القوة الشخصية للزعيم. خذ مثلا جوزف ستالين (1878-1953) الذي اعاد بناء الاتحاد السوفيتي بعد الحرب العالمية الثانية ، وحوله الى دولة عظمى. خذ أيضا مثال ماوتسي تونغ (1893-1976) الذي حول الصين من بلد يموت مئات الالاف من سكانه بسبب الجوع في كل عام ، الى بلد هو الاسرع نموا في العالم. ويمكن ان نضرب مثلا بادولف هتلر ، والعديد من الزعماء الأقوياء الذين نجحوا في احداث تحولات عميقة جدا في بلدانهم ، خلال فترة قصيرة.

جوزف ستالين

يعتقد البروفسور كين ان هذا النموذج الباهر ، قصير الأمد. البناء الذي أقامه ستالين تفكك وانهار خلال خمسة عقود. ونموذج ماوتسي تونغ نجح اقتصاديا ، لكنه حول المجتمع الصيني الى شبه معسكر مترامي الأطراف. ولذا سرعان ما تنكر له خلفاؤه.

مشكلة هذه النماذج تكمن في ايمانها بمثال "مجتمع النحل" حيث يسود النظام الكامل الشامل ، الذي لا يتخلف عنه أحد. واقع الامر انه لا يمكن تنظيم الحياة الاجتماعية ، استنادا الى مثال مجتمع النحل ، ولا وفق "كاتالوج" او دليل الاستعمال ، كالذي يأتي عادة مع المكائن. هذا وهم كبير ، سبق ان تحدث عنه دعاة اليوتوبيا ، لكنه مستحيل التحقيق ، حتى في حده الأدنى.

تعمل المكائن بطريقة ميكانيكية ، فحركتها مشروطة بعامل خارجي ، وحدود انفعالها ثابتة لا تتغير. السيارة مثلا ، سرعتها محددة ب 200 كم في الساعة ، وهذا لن يتغير لو ضاعفت كمية الوقود او  غيرت السائق او الطريق. بخلاف البشر الذين يعملون بطريقة ديناميكية ، أي ان جانبا كبيرا من تفاعلهم يحدث في داخلهم ، على نحو يتجاوز تاثير العامل الخارجي.  ولهذا فان غالب المخترعين لم يتعلموا عند مخترعين مثلهم ، بل هم الذين ابدعوا ، لانهم اتخذوا ما تعلموه منصة للقفز في عوالم جديدة ، ولم يقفوا عند حدود ما تعلموه.

  كافة القادة الكبار تحدثوا عن "بناء الانسان" باعتباره رهانا اصيلا وأوليا لنجاح التنمية وتحقيق النهضة الشاملة. لكنهم في التطبيق انصرفوا الى التعامل مع الانسان كاداة انتاج. لهذا تراهم يتحدثون غالبا عن "واجبات" المواطن ومسؤولياته ، وليس حقوقه الأولية والمنفصلة عن انتاجه.

ليس ممكنا ان نحول البشر الى مكائن انتاج. وحتى لو افترضنا حصوله ، فكم من الناس يتحملون التحول الى آلات ، وكم من الوقت سيتحملون هذا الدور ، وما هو الثمن الذي يطلبونه في المقابل؟.

هذا نموذج مكتوب عليه الاخفاق. وقد جربه اليابانيون في الفترة بين الحربين ، وجربه الروس أيضا بعد الحرب الكونية الثانية. لكن فشله حتمي. ان السبيل الوحيد الذي جربه العالم وثبت نجاحه هو نموذج المواطنة الطبيعية المتساوية ، حيث يعطي الناس بقدر ما يأخذون ، من دون ان تفرض عليهم اية أوهام ايديولوجية او غيرها. في حالة كهذه سيأخذ الناس حقوقهم ويؤدون واجباتهم بصورة تلقائية. ان التلقائية في الحياة هي النتاج الطبيعي للشعور بالامان والثقة في المستقبل وفي المحيط الاجتماعي. ونعلم ان هذا هو الظرف الذي يتولد فيه الابتكار والابداع الضروري لنهوض الوطن.

الشرق الاوسط الأربعاء - 7 شهر ربيع الأول 1443 هـ - 13 أكتوبر 2021 مـ رقم العدد [15660]

https://aawsat.com/node/3242776/

مقالات ذات علاقة

«21» الفردانية في التراث الديني

«22» الهوية الفردانية

أن نفهم الآخرين كما هم لا كما نتصورهم

الانسان الذئب

تأملات في حدود الفردانية

تكون الهوية الفردية

تلاميذ ارسطو

الحق أولا

عدالة ارسطو التي ربما نستحقها

عن العالم المحبوب

في ان الخلاف هو الاصل وان الوحدة استثناء

القبيلة والطائفة كجماعات متخيلة

كيف تولد الجماعة

المسألة القومية واستقلال الفرد

مكانة "العامة" في التفكير الديني

 

03/02/2021

المسألة القومية واستقلال الفرد

 

قصة القومية والوطنية ، ومعظم الجدالات الدائرة حولها ، هي قصة المسافة بين نظامين اجتماعيين: نظام يقدس استقلال الفرد ، ويتجسد الآن في التيار العام لليبرالية ، في مقابل نظام يقدس الجماعة ولا ينظر للفرد الا من زاوية انتمائه اليها. وهو نظام يجسده -  ولو على نطاق مصغر - القول الشائع عندنا "وش ترجع؟" ، وهو سؤال معناه: الى أي جماعة تنتمي؟. ويقال عادة بقصد تحديد المسافة بين السائل ومن يتلقى السؤال.

الجدل حول مكانة الفرد قديم في الفلسفة. وربما يكون قد بدأ مع مقولة أرسطو الشهيرة "الانسان حيوان اجتماعي" ، أو "حيوان سياسي" كما  ذكر في مكان آخر. ومقصود هذا الفيلسوف الكبير ، ان فضائل الانسان وقابلياته لا تتبلور ولا تنمو خارج الجماعة. ومن ذلك مثلا ان اللغة والقابلية للكلام ، هي صلة الوصل بين الفرد وعالمه ، فبقدر استعمالها ينشط عقله وتزداد قدرته على فهم العالم. ولو اعتزل العالم وعاش في صحراء ، او نشأ بين حيوانات الغابة ، فقد ينمو متوحشا او شبيها بالمتوحشين ، ولن يكتشف الطريق الى الكمال الإنساني.

لهذه الفكرة مكان محوري في نظرية ارسطو السياسية ، ولاسيما توصيفه لمفهوم المجتمع والمدينة ، وجوهر الرابطة التي تربط بين أعضائها. لقد ركز ارسطو على محور التكليف. فقرر ان المجتمع الفاضل هو الذي يقوم كل عضو فيه بواجباته ، ولا يطالب بتغيير دوره او مكانته ، لأن قيامه بواجباته يسهل على الاعضاء الآخرين اكتساب المعرفة والفضائل.

بموجب هذه الرؤية فان الفرد لايقرر هويته ولا مكانه الاجتماعي ، بل "يجد نفسه فيه". ولكي تسير الأمور على النحو الصحيح ، فان عليه أداء الواجبات التي يقررها النظام الاجتماعي ، كي يمسي مستحقا للهوية والمكانة والحماية ، التي يمنحها المجتمع لأعضائه.

وقد انتقلت هذه الفكرة بدون تعديل تقريبا ، الى التفكير الإسلامي في العصور المتقدمة ، ومنه الى الإسلاميين المعاصرين ، الذين وجدوا فيها تصورا يلائم الاعتقاد القائل بأن الايثار اسمى الفضائل ، وان اصدق معانيه يتجسد في قيام الفرد بأمر الجماعة ، حتى لو لم يحصل على شيء في المقابل.

أما في العصور الحديثة فقد تراجعت هذه الرؤية. وبرزت بدلا عنها الرؤية الليبرالية ، ولاسيما في نسختها الفردانية ، التي تركز على استقلال الفرد ، وكونه حرا في اختيار حياته والاطار الاجتماعي/الثقافي او العقيدي الذي يود ان يحمل هويته. العلاقة التي تقوم بين الفرد والجماعة هنا اختيارية الى حد كبير. يمكن للفرد ان يستمر فيها او يتخلى عنها ان شاء. كما انها علاقة تفاعلية. حيث يتاثر الفرد بالنظام الاجتماعي ، ويؤثر فيه ، كما يساهم في تطوير الهوية الجمعية او حتى إعادة صياغتها.

ان مكانة الفرد هي الفارق الرئيس بين الرؤيتين. في الرؤية القديمة الفرد مجرد تابع للجماعة ، يحمل هويتها ويتبنى مواقفها ، كي يحصل على الحقوق التي تقررها الجماعة لاعضائها. اما في الرؤية الحديثة فان الفرد هو محور الجماعة ، وهو عضو فيها باختياره ، لكنه يملك الحق في التخلي عنها او تعديل شروط علاقته معها والهويات الأخرى التي يريد ان يحملها في مجاورة الهوية الرئيسية.

واظننا جميعا نلاحظ ان النسخة الأيديولوجية للقومية والاممية ، تهتم بالتضحية الفردية من اجل الجماعة ، وتصنفها بين ارفع القيم ، لكنها نادرا ما تتحدث عن حقوق الافراد على النظام وحقهم في تغييره ، او التخلي عنه باختيارهم.

الشرق الأوسط الأربعاء - 21 جمادى الآخرة 1442 هـ - 03 فبراير 2021 مـ رقم العدد [15408]

https://aawsat.com/node/2781366

مقالات ذات علاقة

«21» الفردانية في التراث الديني

«22» الهوية الفردانية

اشكالية الهوية والتضاد الداخلي

الاقليات والهوية : كيف تتحول عوامل التنوع الى خطوط انقسام في المجتمع الوطني

أن نفهم الآخرين كما هم لا كما نتصورهم

الانسان الذئب

تأملات في حدود الفردانية

تكون الهوية الفردية

تلاميذ ارسطو

حزب الطائفة وحزب القبيلة

حول الانقسام الاجتماعي

عدالة ارسطو التي ربما نستحقها

مكانة "العامة" في التفكير الديني

 

 

13/12/2017

الاموات الذين يعيشون في بيوتنا (الجذور)


فوجيء اليكس هيلي بالترحيب الهائل الذي حظيت به روايته "الجذور" حين نشرها في 1976. تصويره المفجع للمآسي والآلام التي عاشها السود في الولايات المتحدة ، تنطوي على اتهام مباشر ومحدد ، فحواه انه يتوجب على المجتمع والدولة الامريكية ، اتخاذ المزيد من الاجراءات الضرورية للخلاص من ارث التاريخ المعيب. 
تاثر هيلي بموقف مالكوم اكس ، داعية الحقوق المدنية الشهير ، وفحواه اننا نحتاج لمعرفة تاريخنا كي نتصالح مع الحاضر. خيالات الماضي وأحزانه وما ورثناه من اسباب للريبة والقلق ، لا تعيننا على صنع حاضر يليق بنا ولا مستقبل يعكس قدراتنا. علينا ان نعرف ذلك التاريخ المؤلم ، ثم نتجاوزه.
"الجذور" ليست دراما خيالية ، فهي مبنية على تاريخ حقيقي ، جمع هيلي شتاته ، وقدمه من خلال ما يشبه سيره شخصية لكونتا كينتي ، الشاب الذي خطفه تجار العبيد من قرية على ساحل افريقيا الغربي عام 1776، وبيع الى مزارع امريكي في ميريلاند  ، ثم بيعت ابنته ، وكان اليكس هيلي واحدا من احفادها.
بيع من الرواية نحو 6 ملايين نسخة ، وترجمت الى 35 لغة رئيسية. كما حولت الى مسلسل تلفزيوني شاهده الملايين حول العالم. في تلك السنوات ، تساءل كثير من النقاد: ما الذي يجعل الناس مغرمين بالعودة الى التاريخ؟. هل لأننا نستمتع بالشعور بان البشرية قد نجحت في تجاوز ظلمات الماضي ، أم اننا نحاول التعرف على ذواتنا العميقة من خلال البحث عن تحولاتها القديمة.
هذا السؤال يتمتع بأهمية اكثر في المجتمع العربي ، لأننا بساطة لانتعامل مع التاريخ كتجربة ثقافية. ان تاريخنا جزء من حياتنا اليومية. فهو يسهم بنصيب وافر في تشكيل رؤيتنا لأنفسنا وللعالم الذي نعيش فيه. وكان صديق لي يقول ان علاقتنا بالتاريخ اكثر من معرفة: "نحن نحمل اجساد اسلافنا على اكتافنا. نعيش معها ونستمع اليها ، وقد نتحدث اليها أحيانا".
 اظن ان الشوق للتاريخ يتأثر بواحد من أربعة دوافع. بعض الناس يذهبون للتاريخ مثلما يزورون المتاحف ، غرضهم المعرفة او الاستمتاع بتجربة حياتية مختلفة عما اعتادوه. وثمة من يزور التاريخ سعيا للخلاص من مشكلات راهنة ، لكن جذورها ممتدة للماضي. من ذلك مثلا مطالبة الأرمن للحكومة التركية بالاعتذار عما قيل انه إبادة جماعية نفذها العثمانيون في 1915 ، ومطالبة الجزائر ودول افريقية للحكومة الفرنسية بالاعتذار عما جرى من فضائع خلال الحقبة الاستعمارية. يريد هؤلاء الخلاص من ذكريات التاريخ البغيض ، من خلال اعتذار يشكل نوعا من المصالحة الاخلاقية بين الظالم والمظلوم.
ثمة من يذهب للتاريخ محاولا "اعادة تصنيع" هوية قابلة للاستعمال في الصراعات السياسية الراهنة. ولهذا المنحى علاقة جوهرية بمفهوم الامة والهوية الجامعة ، وفق المجادلة العميقة التي قدمها بنديكت اندرسون في كتابه المرجعي "مجتمعات متخيلة". اخيرا فهناك من يذهب للتاريخ هاربا من الاقرار بعجزه عن مواجهة تحديات الحاضر ، أو لأنه غارق في ثقافة الماضي بقدر يجعله منقطعا تماما عن الحاضر. ولذا فان مجاورة الاموات تشكل انسه الوحيد ، يعيش تاريخهم ويتحدث بلغتهم ويستعيد قصصهم ويلبس أزياءهم.
لا بد ان بعضنا قد تعرف على واحد من هذه الدوافع الاربعة في نفسه او في الاشخاص الذين يعرفهم. على اي حال فان سؤال العلاقة بين الماضي والحاضر في جوهره ، سؤال ترتيب للمكانة: من يحكم من ، هل نتحكم في تعاملنا مع تاريخنا ام نحن خاضعون لهذا التاريخ.
الشرق الاوسط  25 شهر ربيع الأول 1439 هـ - 13 ديسمبر 2017 مـ

الطريق السريع الى الثروة

  يبدو ان المعلوماتية تتحول بالتدريج الى اسرع القطاعات نموا في الاقتصاد الوطني لكل بلدان العالم تقريبا. (في 2021 بلغت قيمة سوق المعلوماتية ...