وجدت كثيرا من الناس مهتما
بالتحقيق الذي نشرته مجلة المعرفة عن التعليم في ايران ، وأظن هذا الاهتمام دليلا
على الحاجة إلى عرض تجارب التعليم في الاقطار الاخرى ، لا سيما تلك التي اثبت
نظامها نجاحا في تخريج شباب أكفاء ومؤهلين لمواجهة المتطلبات العملية للاقتصاد
المحلي .
المرحوم د. محمد الرشيد وزير التعليم |
ان قراءة هذه المجلة التي
تصدرها وزارة المعارف ، يساعد في تكوين انطباع مختلف عن السياسات التعليمية التي
تريد الوزارة الوصول اليها ، ويمكن الجزم دون تردد ، بان الاجواء العامة في
الوزارة ، قد تغيرت منذ ان حل الدكتور محمد الرشيد وطاقمه فيها ، لكن لا تزال المسافة
بعيدة بين واقع التعليم والمستوى المستهدف ، رغم ان مجلة المعرفة وفرت فرصة لا
سابق لها للتعبير عن ارادة التغيير ، وفي كثير من الاحيان عن اتجاهات التغيير
واغراضه ، وكشفت عن وجود تيار عريض لا يشعر بالرضى عن الأوضاع الراهنة لهذا القطاع
المهم ، ولديه الجرأة والاستعداد للمغامرة بحمل أعباء التغيير .
من نافل القول ان تطور
المجتمع السعودي مرهون بالدرجة الاولى إلى الاطارات التربوية والتعليمية ، التي
يمر بها جميع الشباب قبل دخولهم ميدان الحياة الحقيقي ، فنجاح هؤلاء الناس أو
خيبتهم ، مرجوع في المقام الاول إلى ما تلقوه من تعليم ، قبل ان ينضموا إلى سوق
العمل ، ثم ان أهليتهم للعمل وحمل الاعباء ، هي مفتاح حركة التطور الاجتماعي .
في مختلف اعداد المجلة ، وفي
تصريحات المسؤولين عن قطاع التعليم ، تواجهك انتقادات لطريقة التعليم بالتلقين
والتحفيظ ، ودعوات إلى تنشيط الحوار بين عقل الطالب ومادة الدراسة ، كي يحصل
الطالب على (العلم) حتى لو قصر عن حفظ (النص) .
وأظن ان الفرصة مناسبة الآن ـ وقد
انتهت السنة الدراسية ـ لاعادة انتاج هذه الافكار على شكل برامج عمل تفصيلية ،
فالحقيقة التي لا مناص من ذكرها ان عددا كبيرا من الاداريين والمعلمين ، لا يعرف
كيف يقلع عن طريقة التلقين إلى التعليم ، ذلك لانهم درسوا على هذا النسق ، ومارسوا
العمل سنوات طويلة ، دون ان يخبرهم أحد بان التعليم شيء مختلف عما درجوا عليه ،
ولعل من المفيد عقد ورش عمل في كل منطقة تعليمية يشارك فيها معلمون وخبراء ، لمناقشة
الطرق الحديثة في التعليم ، والاهتمام باستقطاب اكبر عدد ممكن من المعلمين ،
للمشاركة واستعراض الصعوبات العملية التي ربما تعيق سيرورة البرامج الجديدة .
ومن المهم أيضا مناقشة
الطريقة المناسبة للتوفيق بين الطريقة المقترحة والمقررات الدراسية ، التي يجد بعض
المعلمين صعوبة في تجاوزها ، خاصة مع وجود عرف عام يقضي بانهاء المقرر ، بمعنى شرح
كل موضوع فيه ، والتاكد من الطالب قد حفظه ، ثم امتحانه فيه على وجه التحديد ، لا
في النتائج العلمية التي يفترض بالمعلم والمنهج معا ان يساعدا الطالب في التوصل
اليها ، وأظن ان الاشكالية الرئيسية التي تواجه المعلمين تكمن في هذه النقطة
بالذات ، فمعظم المقررات وضعت على خلفية الطرق التقليدية (التلقين).
خلاصة المقال ان أهمية
التعليم توجب تركيز الجهد عليه لتطويره وتطوير مخرجاته ، وأجد ان لدى قادة هذا
القطاع رغبة واضحة في التطوير ، لكننا بحاجة أيضا إلى تحويل النوايا والافكار إلى
برامج عمل .
عكاظ 4 يونيو 1999
بين النهوض العلمي والتخصص العلمي
تدريس العلوم بالعربية.. هل هذا واقعي؟
تطوير التعليم من الشعار إلى المشروع
تعريب العلم ، ضرورة اقتصادية ايضا
تعزيز التسامح من خلال التربية المدرسية
التعليم كما لم نعرفه في الماضي
التمكين من خلال التعليم
الحق أولا
حقوق الانسان في المدرسة
حول البيئة المحفزة للابتكار
دعـــــوة الى التعــــليم الخــــــيري
سلطة المدير
شكوك في العلاقة بين الثقافة والتقدم
صناعة الشخصية الملتبسة
كتب الطبخ هي الاكثر رواجا في معارض الكتب
المدرسة وصناعة العقل
المدرسة ومكارم الاخلاق
معنى ان يكون التعليم العام واسع الافق
مكافحة الفساد بدء من المدرسة
الوطن هو الناس وليس الجغرافيا
يوكل علم ؟ ... يعني مايفيد !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق