عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث العنف. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات
عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث العنف. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

15/12/2009

دور المجتمع الاهلي والدولة في مكافحة العنف الاسري


"ورقة نقاش قدمت في ندوة خاصة عقدتها "هيئة حقوق الانسان" فندق شيراتون - الدمام"

تعالج هذه الورقة "دور المؤسسات الاهلية في معالجة العنف الاسري". وهي تبدأ بعرض ثلاث نقاط تمهيدية تنطوي على تحفظات حول التعريف. ثم تعرض نوعين من العوامل التي تفسر بروز هذه الظاهرة. ضمن العوامل البنيوية اي التي تمكن في التنظيم الاجتماعي نفسه اشرت الى سببين يتعلقان بالثقافة وسبب يتعلق بالقانون. وضمن العوامل المتغيرة اشرت الى ثلاثة اسباب تندرج جميعا تحت عنوان التاخر في استيعاب الحداثة. في نهاية الورقة تعرض الورقة اربعة مقترحات عن الدور الذي يمكن للدولة ان تلعبه لمعالجة المشكلة، ومن بعده ثلاثة مقترحات اخرى عن الدور الذي يمكن للمجتمع الاهلي ان يلعبه في هذا الصدد، وركزت خصوصا على اهمية قيام حركة نسائية للعمل من اجل تحقيق مبدأ "تمكين المرأة".
اشير اولا الى ثلاث نقاط اجدها ضرورية لفهم مسالة العنف الاسري والنقاش فيه، كل من هذه النقاط تنطوي على دعوة للتحفظ في الحديث عن "العنف الاسري" او "العنف ضد المرأة".
 
النقطة الاولى: تتعلق بمفهوم الظاهرة الاجتماعية: نحن نتحدث عن العنف المذكور كظاهرة اجتماعية ونفترض سلفا انها قائمة. هذه الفرضية تحتاج الى اثبات. يطلق وصف "الظاهرة الاجتماعية" على نسق جديد مختلف عن الحالة الطبيعية، ينطوي على تمظهرات وميكانزمات مختلفة، وهو قابل للوصف والتفسير باعتباره منظومة متمايزة. يهمني البدء بهذا التحفظ لان القدر الذي اطلعت عليه من تقارير وتقديرات حول العنف الاسري لا يقوم على بحوث ميدانية كافية ولا يقدم وصفا دقيقا لمفهوم "العنف الاسري"، كما انه يفتقر الى مقارنات رقمية موثوقة. حين نتفق على اننا بصدد "ظاهرة اجتماعية" بالمعنى المذكور، فسوف نحتاج الى علاج خارج اطار الوسائل القائمة. بمعنى ان عجز الاطارات الحالية هو الذي ادى الى بروز وتبلور الظاهرة المفترضة، ولهذا فاننا نحتاج الى معالجتها بوسائل من خارج الاطار الذي سمح لها بالبروز والتبلور.
النقطة الثانية: كل علاقة تنطوي على خشونة او جبر يمكن ان تندرج تحت عنوان "العنف"، لكن مفهوم "العنف الاسري" او "العنف ضد المراة" الذي يدرس في اطار القانون او حقوق الانسان هو ذلك الذي يمكن تصنيفه تحت عنوان الجرم، ويخرج بناء على هذا التصنيف من دائرة العلاقات العائلية ويصبح ضمن اطار ولاية القانون العام. العلاقة داخل العائلة لا تخضع لولاية القانون بل تدار وفقا للمعايير الاخلاقية وتعالج بالارشاد والتوجيه. نفهم طبعا ان هناك اشكالا متعددة للعنف تحدث داخل كل عائلة وحولها لكن لا يمكن تصنيفها كجرم. بعبارة اخرى فاننا نفتقر الى معيار قانوني مثبت يمكن ان نرجع اليه في تصنيف ما يعتبر عنفا اسريا بالمفهوم الذي اشرنا اليه وما لا يعتبر كذلك. افهم ان هذا المبحث جديد في مجتمعنا ولهذا السبب سوف نحتاج الى زمن اطول قبل ان تتكون لدينا قاعدة معلومات حول الموضوع يمكن الاعتماد عليها.
النقطة الثالثة: لا يخلو مجتمع من ازمات داخلية تؤدي الى توتر في العلاقة بين اعضائه. بعض تلك الازمات اعتيادي. لكني اجد ان المجتمع السعودي يشهد منذ بداية العقد الجاري تازما وتوترا في العلاقة يتجاوز الحدود الاعتيادية. واميل شخصيا الى ربط هذا التازم بعامل النمو غير المتوازن وغير المخطط. يؤدي التغيير في الاقتصاد الى ظهور فرص وامكانات جديدة واساليب العيش ومصادر دخل وانماط ثقافة غير مألوفة. هذه المستجدات ليست منظورة ولا معرفة في نظام القيم والاعراف والتقاليد السائدة والتي تشكل اداة لضبط وتسيير النظام الاجتماعي والعلاقات القائمة في اطاره. ولهذا نجد انفسنا امام وضعيات وادوار وهموم وتطلعات واخلاقيات وامكانات متفارقة عن نظام القيم السائد. هذا التفارق يقود الى توتر في العلاقة بين الناس ولا سيما بين الاجيال المختلفة او بين الاطياف التي تنتمي الى ثقافات متفارقة زمنيا او موضوعيا. التوتر ربما يقود الى العنف داخل العائلة او في المحيط الاجتماعي الاوسع.
قد ياتي العنف الاسري داخل هذا السياق. وحينئذ فان تعريفه يتبع التعريف العام ومعالجته تتبع المعالجة العامة. وقد يبرز كظاهرة مستقلة. العنف الاسري كظاهرة مستقلة يعني انه ينتمي من حيث الاسباب او الميكانزمات الى اختلال في العلاقة داخل الاسرة، بغض النظر عن اسباب التازم الاجتماعي العام.
سوف اعرض في الفقرات التالية الاسباب المحتملة للعنف داخل الاسرة، وسوف نلاحظ انها تتقاطع في بعض الجوانب مع التازم العام. اسباب العنف الاسري نوعان: بنيوية ومتغيرة
  العوامل البنيوية:
أ) مفهوم الولاية داخل العائلة ينحو بها في اتجاه السلطة والهيمنة، بمعنى افتراض ان لشخص محدد الحق المطلق في تقرير كيف يعيش الاشخاص الاخرون. الثقافة الموروثة والعرف الاجتماعي يفترض للاب او الاخ الاكبر سلطة على كل اعضاء العائلة الاخرين.
ب) الثقافة العامة في المجتمع العربي تميل الى التركيز على الواجبات والتكاليف وتهمل الحقوق. ينظر الى الفرد باعتباره مكلفا ويطالب باداء واجبات لكنه نادرا ما يخاطب كصاحب حق. اظن ان عددا قليلا جدا من الاباء قد تحدث مع زوجته وابنائه عن حقوقهم عليه وعلى المجتمع والدولة. لكنهم المؤكد انهم جميعا قد حدثوهم بطريقة او باخرى عن واجباتهم. التاديب والتربية في الفهم العام يساوي تفهيم الفرد واجباته ودفعه لادائها. وتجد هذا الاتجاه بعينه في المدرسة وفي خطب الدعاة والتربويين وكذلك في اجهزة الاعلام.
ج) غياب اطار مؤسسي وقانوني للتعامل مع حوادث العنف الاسري: لا نقترح ان يذهب الابناء الى الشرطة كلما حدثت مشكلة في البيت. هذا ليس مفيدا ولا هو ممكن. كما اننا لا نرغب في تمديد ولاية القانون الى داخل البيت. البيت مجال خاص لا ينطبق فيه القانون العام. نفترض ايضا ان العلاقة داخل الاسرة علاقة ود في الغالب وان المشكلات يجري حلها في هذا الاطار دون نقلها الى خارج البيت. لكن من المهم ايضا ان يكون هناك اطار قانوني يعالج الحالات الاستثنائية، مثل المثال الذي عرضناه عن عضل البنت ونحوه. مثل هذا الاطار يقوم على اساس تعريف مضمون الولاية الابوية والافعال التي تعتبر خرقا لها والعقوبات التي تترتب عليها والجهة المكلفة بمعالجة المشكلة واستيعاب الاثار الموضوعية المترتبة عليها مثل انفصال الابن او البنت او الزوجة عن العائلة والمسؤوليات المترتبة على هذا الخ. ويدخل ضمن الاطار المؤسسي تحديد مسؤولية الدولة باعتبارها الكفيل النائب عن المجتمع في حال فقدت الكفالة العائلية، والاطار الذي يستوعب ما يترتب على ذلك مثل دور الايواء الموقت او الطويل الامد الخ.
  العوامل المتغيرة
نقصد بالعوامل المتغيرة للعنف الاسري تلك العوامل غير الاصيلة في النظام الاجتماعي او الثقافة. بعبارة اخرى العوامل التي تحدث كانعكاس لتغيرات في داخل الاسرة او محيطها وتؤثر على نفوس اعضائها او على العلاقات بينهم. واظن ان ابرز العوامل هي التاخر في استيعاب الحداثة.
واشيرالى ثلاثة مظاهر منها:
1-تفاقم الفجوة بين الاجيال: في المأثور "الناس بزمانهم اشبه منهم بابائهم". تمايز الاجيال حدث طبيعي يدركه الجميع ويسعى للتكيف معه، سواء كان راضيا عنه او ساخطا عليه. التكيف يقتضي قدرا من التنازل عن قناعات او عادات تشكل نظام الحياة المألوف. هذا ليس مشكلة كبرى، فالناس يعرفونها منذ زمن طويل. لكن الذي حدث في العقدين الاخيرين هو شيء مختلف تماما. التمايز بين الاجيال اصبح متسارعا وصادما لجيل الاباء، بحيث اصبح التكيف في حالات كثيرا امرا عسيرا. ادى العجز عن التكيف الى تفاقم الفجوة الثقافية والقيمية بين الجيل السابق والجديد في الثقافة والاخلاقيات والهموم واولويات الحياة.
الانعكاس الاولي لهذا الحال هو تعسر التفاهم: يحاول الاب الحفاظ على مكانته كرئيس للعائلة، لكن الابناء يحاولون في الجانب الاخر فرض استقلالهم. يحاول الاب تربية ابنائه على القيم والاعراف التي يثق فيها، لكن الابناء يتلقون ثقافتهم وقناعاتهم من قنوات خارج نطاق معرفة الاب، كالتلفزيون والانترنت وشبكات الاصدقاء غير المعروفين للاب الخ.
2-انضمام النساء الى سوق العمل: خلال العقدين الماضيين تحول عمل المراة من حالة استثنائية الى سياق طبيعي في الحياة الاجتماعية. طبقا لدراسة حديثة فان اكثر من ثلثي الفتيات اللاتي تقل اعمارهن عن 20 عاما يعتبرن الانضمام الى سوق العمل هدفا طبيعيا للدراسة ونحو نصف هذه النسبة لا ترى حاجة لاستئذان الاب او الزوج قبل اختيار الوظيفة. وتشير تقديرات اخرى الى ان واحدة على الاقل بين كل تسع نساء سعوديات في المرحلة العمرية بين 25-40 عاما تمارس فعليا وظيفة مدفوعة الاجر. العمل يعني استقلالا نفسيا وفعليا بدرجة او باخرى وشعورا بالذات. وينعكس هذا على شكل تمرد صريح او مكتوم على السلطة الابوية التي قد يمارسها الاب او الاخوة الكبار.
3-انكسار نموذج المجتمع القروي الذي تقوم العلاقات فيه على قاعدة المعرفة المسبقة او القرابة. معظم السعوديين يعيشون الان في المدينة، بل ان نمط الحياة المدينية انتقل الى المجتمعات الريفية، بحيث اصبحت اقرب الى المدن منها الى الريف. مجتمع القرية هو مجتمع العائلة الكبيرة، اما مجتمع المدينة فهو مجتمع الفرد والعائلة الصغيرة. هذا يعني علاقات اجتماعية تتبع نظام قيم مختلفا. تمثل علاقات القرابة والمعرفة السابقة وسائل طبيعية لحماية افراد العائلة وضبط سلوكهم وفق القيم والاخلاقيات المتعارفة والموروثة. اما في المدينة فلا توجد اي وسائل حماية من هذا النوع. رد الفعل العفوي على هذا التطور هو الشعور بالاحباط وتفاقم القلق والميل الى وسائل حماية قهرية او مباشرة قد تصل الى الجبر المادي.
  دور الدولة في معالجة العنف الاسري:
كي تنجح الجهود المبذولة لمكافحة العنف ضد المرأة فان عليها ان تتجه مباشرة الى معالجة الاسباب التي تؤدي الى بروز هذه الظاهرة. هناك دور هام لمؤسسة الدولة وهناك دور مماثل للاهالي.
يتمثل دور الدولة في اربعة جوانب بارزة:
1- بتطبيقه، ولا سيما الشرطة والادارة المحلية والقضاء. وكذلك القوانين التي تحدد المسؤولية عن ضحايا العنف وما يترتب عليه.
2-اعلان الدولة كفالتها لضحايا العنف وكونها مسؤولة عن مساعدتهم على العودة الى الحياة الطبيعية بعد الفصل في المشكلة. وايجاد المؤسسات اللازمة لذلك. تكمن اهمية هذا الاعلان في ان بلادنا تفتقر اجمالا الى الاطارات التي تستوعب ما ينتج عن حالات النزاع غير القابلة للحل مثل دور الايواء الموقت. كما ان الغموض الفعلي في المكانة القانونية للمرأة يجعلها على الدوام طرفا ضعيفا في اي نزاع. وبين امثلة هذه الحالة نشير الى المشكلات المتعلقة بحصولها على الاوراق الرسمية والوظيفة والسكن المستقل والانتقال ومراجعة دوائر الدولة الخ.
3-تملك الحكومة اكبر شبكة للتوجيه والاعلام على مستوى البلاد، وهي الجهة الاقدر فعليا على ايصال التوجيه والارشاد واطلاع الجمهور على اهمية المسالة وما يعتبر جرما يستوجب تدخل القانون. اعتقد ان وضع استراتيجية للتوجيه سيكون مهما جدا. واريد الاشارة خصوصا الى اهمية نشر ثقافة حقوق الانسان من خلال المدارس وقنوات الاعلام والمساجد.
4- وضع اطار قانوني لتشجيع ودعم المؤسسات الاهلية التي تعالج مشكلات الاسرة او تساعد على تمكين المرأة. في بلادنا توجد اليوم عشرات من المنظمات الصغيرة التي تقوم بالارشاد الاسري ومساعدة الاسر على حل مشكلاتها، وهي توفر على الدولة ميزانيات ضخمة فيما لو وصلت المشكلة الى الشرطة او القضاء. هذه المنظمات بحاجة الى اطار قانوني يسمح لها بالعمل في ظرف افضل كما يسمح لها بالحصول على التمويل اللازم لاداء مهماتها.
  دور المجتمع المدني
يعتبر المجتمع المدني موازيا ومكملا وفي بعض الاحيان دافعا للدولة. في كل من الادوار الثلاثة التي تلعبها الدولة يمكن للمجتمع ان يتخذ مبادرات تكميلية او مستقلة. لكني اظن ان العلاج الجذري لمختلف قضايا المرأة في بلادنا يكمن في مفهوم "تمكين المرأة" المعروف على مستوى العالم، والذي تتبناه منظمات حقو ق الانسان.
1- تمكين المرأة والحاجة الى حركة نسائية
يستهدف مفهوم "تمكين المرأة" اقرار حقوق المرأة التي عرفها الشرع والقانون لكنها لا تتمتع بها واقعيا بسبب تفاوت في الامكانات المادية او المكانة الاجتماعية او الوضع القانوني او غيرها. في المجتمعات التي لا زالت متاثرة بالتقاليد مثل مجتمعنا تبدو هذه المفارقة شديدة الوضوح. يقر الفقه الاسلامي وقانون البلاد حقوقا واسعة للنساء، ابسطها حقهن في الاستقلال الاقتصادي. لكن هذا الحق على سبيل المثال غير قابل للاستعمال الا في نطاق ضيق بسبب عوامل معيقة قانونية او اجتماعية، معظمها معروف.
يجب ان لا نتوهم بان العنف ضد النساء قابل للحل بمجرد صدور قانون او تبني القضاء او الدولة معاقبة المعتدي. نحن بحاجة الى معالجة جذرية وواسعة النطاق لوضع المرأة في بلادنا. هذا يحتاج الى الكثير من العمل المنظم والتعاون مع الاجهزة الرسمية ومع الاهالي. لهذا فانه يتوقف على قيام حركة منظمة للنساء السعوديات تضم في اطارها جميع النساء الراغبات في العمل من اجل تمكين المراة وحصولها على المساواة في الحقوق والواجبات بالقدر الذي يسمح به الشرع ويتيحه القانون الوطني.
العمل الجمعي المنظم هو الذي يعالج القضايا الكبرى. وامامنا مثال هيئة حقوق الانسان والجمعية الوطنية لحقوق الانسان. خلال السنوات القليلة التي مضت على قيامهما، اصبح مبدأ حقوق الانسان معروفا لدى كافة السعوديين، وحدثت تطورات تستحق الاهتمام والتقدير في عمل الاجهزة الحكومية باتجاه رعاية واحترام حقوق الانسان. نعتبر هذا مهما بالمقارنة مع ما كنا نعرفه قبل اقل من عشر سنين حين كان الناس يتحدثون عن حقوق الانسان باعتبارها شعارا لغزو ثقافي اجنبي وما الى ذلك.
هذه التجربة على حداثتها تشير الى اهمية العمل الجمعي المنظم. ان قضية تمكين المرأة لا تقل سعة واهمية وتعقيدا عن قضية حقوق الانسان، ولهذا فهي تحتاج بالتاكيد الى عمل مماثل واعتقد ان الوقت قد حان كي تسعى نساؤنا لاقامة الاطار الخاص بهن والذي ينبغي ان يستهدف بالتحديد تمكين المرأة ونيلها حقوقها الشرعية والقانونية. ومثلما نجحت هيئة حقوق الانسان والجمعية الوطنية في تشكيل قاسم مشترك للجهود الاهلية والرسمية، فان الحركة النسائية المنشودة سوف تلعب نفس الدور، اي ضم الجهود الاهلية وهي كثيرة لكنها متناثرة، وتنسيقها مع جهود المؤسسات الحكومية.
  2- دور الدعاة والحاجة الى استعادة التفاهم
يمثل الدعاة والمشايخ ثاني اكبر قوة توجيه اجتماعي بعد المدارس. وهم يستمدون هذا التاثير من لقائهم المنتظم بالجمهور العام ومن قدرتهم على ربط ارائهم بالمصادر الدينية التي تعتبر ذات قيمة معيارية عند الجميع. ولهذا فان تعاونهم مع تحرك شعبي او رسمي ضد العنف الاسري سوف يكون ذا نتائج باهرة. لكن علينا ان نكون صريحين فقضية النساء لا تحظى بترحيب بين شريحة واسعة من المشايخ والدعاة. كثير من هؤلاء لديهم شكوك في ان وراء هذا الكلام دعوة غربية او محاولة للافساد او التملص من الالتزامات الدينية الخ، وهم لا يتوقفون عن المجاهرة بهذه الشكوك. واظن ان المسألة تنطوي على قدر كبير من سوء الفهم او سوء التفاهم. نحن بحاجة الى توضيح المسالة للجميع. الدعوة الى حقوق المراة لا تستهدف اكثر من اقرار ما اعتبره الشرع والقانون تحقيقا للانصاف والعدالة.
  3-مؤسسات الارشاد الاسري:
صحيح اننا بحاجة الى قانون يحمي الضعفاء، لكن لا ينبغي ان يكون الرجوع الى القانون اول الطريق، كما لا يصح اعتبار اللجوء الى القانون وسيلة وحيدة. خلال السنوات الماضية تعرفت على عدد من المنظمات الصغيرة يقوم عليها عدد قليل من الناس نساء ورجالا مهمتها الرئيسية هي ارشاد الشباب والشابات المقبلين على الزواج والتدخل لاصلاح ذات البين حين تبرز مشكلات في العلاقة بعد الزواج. اعرف ايضا ان عددا من القضاة المحترمين يطلب من الزوجين عرض مشكلاتهم على وسطاء او محكمين قبل البدء باجراءات الانفصال والطلاق. هذه المبادرات ادت وتؤدي الى الحيلولة دون وصول الخلافات البسيطة الى نزاعات مستعصية. لهذا فانني ادعو الى التوسع في اقامة مثل هذه المنظمات وتخصص بعضها في تقديم المشورة الشرعية والقانونية للعائلات التي تبتلى بنزاعات داخلية. كما ادعو الدولة الى تقديم الدعم المالي والقانوني الذي يكفل لها توسيع عملها والاستمرار فيه.
  15 / 12 / 2009م 

20/07/2016

مقترحات لدراسة العنف السياسي

دراسة العنف كظاهرة اجتماعية برنامج بحث مفتوح ، نحتاج الى مواصلة العمل فيه ، كي نزداد خبرة بطبيعته ، وكي نستطيع تشخيص العوامل الثابتة والمتغيرة التي تحركه او تحدد اتجاهاته او حجمه.

هناك بالتأكيد بواعث ايديولوجية (دينية خصوصا) وراء بعض اشكال العنف. لكن هذا عامل واحد فحسب. ولا يصح اعتباره علة تامة كما يقول اهل المنطق. الارهاب – كما عرضنا في مقال الاسبوع الماضي – ظاهرة مركبة ، تتشكل بتأثير عوامل عديدة ، وتتطور في مسارات مختلفة ، ثم تنتهي الى تجسيد واحد ، نراه في شكل اغتيالات او تفجيرات او عمليات حربية ، تبلغ ذروتها في احتلال مدن بأكملها ، كما جرى في سوريا والعراق وليبيا.

دراسة الظاهرة تستلزم من حيث المبدأ التخلي عن أي حكم مسبق او رغبة في التبرئة او التجريم. نحن بصدد مشكلة مزمنة تواجه جميع البلدان ، وتخلف خسائر كارثية في الانفس والعمران. ولهذا ينبغي التركيز على تحليل الظاهرة طمعا في تفكيكها ومعالجتها ، وليس البحث عن شماعة نعلق عليها عباءة الجرم. لست متأكدا من امكانية اجتثاث العنف في أي مجتمع. لكننا نستطيع الخلاص من ظاهرة الارهاب السياسي التي يمكن ان تنبعث بين حين وآخر ، بالترافق مع ما يحدث من انكسارات او توترات داخل المجتمع او في محيطه.

الخطوة الاولى لدراسة الظاهرة الاجتماعية هي وصفها السطحي وتحديد علاقتها بالعوامل المحركة: هل هي منظومة افعال مستقلة ام هي انعكاس لأزمات اخرى نشطة في المحيط الاجتماعي ، ازمات اقتصادية او اجتماعية او سياسية او غيرها. هذا تمهيد ضروري لتمييز العنف السياسي في البلدان المستقرة عن نظيرتها المحتلة او تلك التي تشهد حروبا اهلية أو انقسامات حادة. 

كما ان فرضية كون العنف منبعثا عن أزمات بعينها (كصراع الاجيال او تأزم الهوية مثلا) سيوجهنا الى تفكيك البواعث والاسباب في المقام الأول ، وربما نفكر في ممارسي العنف كضحايا يجب دعمهم ماديا ونفسيا للتحرر من تأثير تلك البواعث ، بدل التشدد في معاقبتهم.

وفي هذا السياق أيضا ينبغي التمييز بين العنف المنظم ونظيره العشوائي او الفردي. في الحالة الأولى نركز على "المنظمة" بينما نركز في الحالة الثانية على البيئة الاجتماعية الحاضنة.

الخطوة التالية هي وضع كافة العوامل المحتملة في مستوى واحد من حيث القيمة. هذا يشمل بطبيعة الحال العامل الايديولوجي البحت ، ازمات المعيشة ، العوامل المرتبطة باضطراب الشخصية ، الجمود الثقافي وعجز المجتمع عن استيعاب الاجيال الجديدة المختلفة ثقافيا وروحيا ، تأزم الهوية الجمعية ، الجمود السياسي وضيق المجال العام ، واخيرا دور المنظمات التي تتبنى العنف ومقدار ظهورها العلني على وجه الخصوص في النشاطات الاجتماعية الاعتيادية.

من المهم في المرحلة التالية عزل المؤثرات الخاملة. فبعض العوامل السابقة قد تكون فعالة جدا في مجتمعات بعينها ، بينما تكون ضئيلة التأثير في مجتمعات أخرى. في خط مواز ينبغي التحقق من موقع كل عامل ضمن السياق الزمني لتطور الظاهرة ككل ، او تبلور "ارادة الفعل الارهابي" عند الافراد والمجموعات الصغيرة.

فيما يخص النقطة الاخيرة ، نعلم ان بعض الارهابيين اختاروا منذ اللحظة الاولى الانضمام لجماعة ارهابية عن وعي مسبق بطبيعتها واغراضها ودورهم فيها. بينما "انزلق" اخرون دون وعي ، ثم تورطوا. في الحالة الثانية نجد ان العامل الايديولوجي (الدين مثلا) يلعب دورا متأخرا ، وقد ينحصر في تبرير العنف وليس في خلق ارادته.

الشرق الاوسط 20 يوليو 2016 http://aawsat.com/node/693641

23/06/2004

الحريات العامة كوسيلة لتفكيك ايديولوجيا الارهاب

خطاب العنف هو ايديولوجيا قائمة بذاتها. وهو  - مثل سائر الايديولوجيات - يستثمر اللغة السائدة ورموزها ، ويعيد ‏انتاجها في قوالب جديدة تبرر اغراضه وتعلي قدره. الايديولوجيا نظام مفهومي - قيمي يميل بطبيعته الى تعميم ‏نفسه ، وادعاء القدرة على تفسير الانسان والاشياء والعالم ، باعتماد نموذج تحليلي صارم يطبق على الجميع .

في المقابل ، يميل التدين المدني المعتاد الى تفسير كل عنصر من عناصر الحياة بصورة موضوعية ، اي من خلال النظر اليه ‏كموضوع خاص له معاييره وادوات التفسير الخاصة به. ولهذا يقال بان الايديولوجيا حجاب الحقيقة . لانها ‏ببساطة تصور الواقع على نحو افتراضي يخالف حقيقته. ونجد ابرز تمثلات هذا في منظور دعاة العنف ‏لمواطنيهم ، فهؤلاء لا يظهرون في ادبيات المجموعات الايديولوجية كشركاء واخوة ، بل كعلمانيين ومتغربين ‏ومبتدعة.. الخ ، اي كأعداء. على رغم ان شراكة الوطن لا تسمح بغير علاقة الشراكة ، والا كان المصير هو انهيار ‏السلام الاهلي وطغيان العنف المتبادل.‏

تعيد الايديولوجيا بناء ذهنية الفرد الذي يقع تحت تاثيرها ، فتحوله من فرد مدني ، او – حسب تصوير الفلاسفة ‏‏- كائن مدني بطبعه الاولي ، الى فرد ايديولوجي يهتم بالحدود التي تفصله عن الغير ، اكثر من اهتمامه بالمشتركات ‏التي تجمعه واياهم. ذهنية الفرد هي منظومة القيم والمفاهيم التي على ضوئها يصف الفرد نفسه لنفسه، ‏ويحدد المسافة بينه وبين الغير. تتشكل هذه المنظومة بتاثير عوامل مختلفة اجتماعية وثقافية واقتصادية. تاثير ‏الايديولوجيا على الذهنية يتحدد في اعادة ترصيف تلك المكونات وربطها بمعايير الايديولوجيا نفسها ، وعندئذ ‏فان الفرد يتناسى المعايير الموضوعية في تقييم علاقته مع الغير، اي يغفل كون هذا الغير حسن الخلق امينا ‏مهذبا متعلما ناجحا ، ويركز على موقفه من تلك الايديولوجيا الخاصة ، اي مع او ضد. ‏

خطورة خطاب العنف تكمن في قيامه على ايديولوجيا لبست رداء الدين. وأقول انها لبست رداء الدين لان ‏الناس لم يكونوا كفارا فاسلموا ، بل ان التدين اتخذ نموذجا خاصا ، يمكن تمييزه بوضوح عن التدين الاجتماعي ، ‏الذي كان متعارفا قبل اوائل الثمانينات الميلادية. في هذا النموذج يجد الانسان نفسه مسوقا الى تحديد هويته ‏، انطلاقا من معايير الايديولوجيا التي تركز على تعريف الاخر كعدو ، وهذا هو الفارق الجوهري بين فكرة الولاء ‏والبراء الايديولوجية ونظيرتها الدينية.‏

تفكيك خطاب العنف يبدأ بتفكيك الايديولوجيا التي توفر له المبررات ، وتحمله الى عقول الناس وقلوبهم . ‏تكشف تجارب العالم ان تفكيك الايديولوجيا لم يكن مهمة شاقة. سهولتها تكمن في اتكالها على صور افتراضية ‏عن الواقع ، ولهذا فان الخطوة الحاسمة لتفكيكها ، تتمثل في كشف الواقع امام الناس ، بمن فيهم اولئك الذين ‏يحتمل ان يقعوا تحت تاثيرها. ليست ايديولوجيا الارهاب التي نواجهها اليوم اكثر قوة وتماسكا من الايديولوجيا ‏الشيوعية في اوربا واسيا . لقد تفككت هذه الايديولوجيا خلال زمن قياسي ، حينما توفرت الفرصة للتعددية ‏الثقافية وحرية التعبير ، والغيت القوالب القسرية التي تقيد السلوك الاجتماعي للافراد. ينطوي المجتمع على ‏امكانات ثقافية هائلة ومتنوعة ، يمثل كل منها تحديا جديا لخطاب العنف . كما يمثل – من زاوية اخرى – احد ‏وجوه الواقع الذي تنكر ايديولجيا الارهاب وجوده . ‏

تحرير السلوك الاجتماعي من قيود التقاليد والايديولوجيا ، سوف يؤدي هو الاخر الى اشاعة الخطاب الذي يؤمن ‏بالحياة المدنية الطبيعية ، ويميل الى التساهل مع الذات والغير . وطبقا للدراسات المتوفرة عن تجارب التحول ‏الاجتماعي في بلدان مختلفة ، فان ازالة القيود المفروضة على الحريات الاجتماعية ، قد ادت مباشرة الى تعاظم ‏الامل في المستقبل وازدياد الثقة في النظام الاجتماعي. وكلا العاملين ، الامل في المستقبل والثقة ، يلعبان دورا ‏معاكسا تماما لما تبشر به ايديولوجيا الارهاب ، فهما يعززان الميل الى التصالح والتساهل ويضعفان جانب ‏المنازعة في شخصية الفرد . واظن ان جانبا كبيرا من التوتر النفسي الذي يستثمره الارهابيون ، هو ثمرة لضيق ‏مساحة الحريات الاجتماعية. ولهذا فان اطلاقها سيكون الخطوة الاولى لاعادة غول العنف الى قمقمه.‏


31/01/2007

تجربة التعامل مع العنف بين العلم والسياسة


يبدو ان موجة العنف التي شهدتها البلاد في السنوات القليلة الماضية قد انحسرت واصبح بالامكان دراستها وتوثيقها كتجربة تنطوي على كثير من الدروس. بعض الذين درسوا تلك الموجة اعتبروها حدثا عارضا لا علاقة له باي عامل فعلي في النظام الاجتماعي او استراتيجيات العمل السائدة. وعلى هذا الاساس فهم يصنفون اعمال العنف تلك كحوادث فردية، فهناك دائما احتمال ان يقدم فرد ما على عمل غير متوقع لاسباب او دوافع تخصه وحده ولا يمكن التنبؤ بها.
ثمة رأي اخر يميل الى اعتبارها انعكاسا كاملا لتطورات خارجية، فهي لا تستمد وجودها من أي عامل محلي، ولا يمكن ان تستمر في الحياة من دون ذلك العامل الخارجي. الذين يقولون بهذا الراي يخلصون الى ان الوسيلة الوحيدة لمعالجة هذه المشكلة تكمن في الردع الفوري على المستوى الداخلي والعمل الدبلوماسي لتحييد العوامل الخارجية. الرأي الثالث الذي تبناه كثير من الكتاب في البلاد ينسب تلك الموجة الى تركيب من العوامل المحلية والخارجية، كما يميز بين البيئة المنتجة للعنف وبين عوامل فردية تجعل شخصا بعينه مرشحا للمشاركة فيه دون بقية الناس.

على أي حال فهذه الاراء وكثير من الاراء الاخرى التي طرحت خلال السنوات القليلة الماضية، وكذلك السياسات والاجراءات الحكومية، والمبادرات الاهلية، تشكل في مجموعها ارضية مناسبة لتحويل مسألة العنف الى موضوع للبحث العلمي بغرض اكتشاف جميع العوامل التي انتجته او يمكن ان تنتجه في المستقبل، العوامل المتوفرة فعلا او المحتملة. وكذلك اكتشاف البيئة او البيئات الاجتماعية الاكثر اهلية لتوفير القوة البشرية لجماعات العنف. واخيرا دراسة الوسائل الكفيلة بالتصدي له كحدث طارئ ثم معالجته كمظهر لعلة او مرض ذي جذور، وهذا يتضمن دراسة السياسات الرسمية المكرسة للتعامل مع هذا النوع من الاحداث وتوجيه المجتمع ومؤسساته، ومساعدتها في ابداع وسائل العمل الاهلية الضرورية لاستيعاب وتحييد هذه المشكلة فور وقوعها

ثمة سببان وراء هذه الدعوة، سبب علمي وسبب سياسي. بالنسبة لبلد نام مثل المملكة فان تطوير الانتاج العلمي يتخذ في المقام الاول صيغة «اعادة انتاج العلم ضمن شروط البيئة المحلية» ويتحقق هذا من خلال التطبيق النقدي للمقولات النظرية العامة او المستخلصة من تجارب سابقة محلية او اجنبية على الحدث او الظاهرة بغرض اكتشاف صحة او خطأ تلك المقولات، ومدى ملاءمتها لهذه المشكلة او هذه البيئة بالذات، الامر الذي سيقود بالضرورة الى تعديلها او استبدالها بغيرها او ابتكار مفاهيم وقواعد نظرية جديدة كليا.

 في هذا الاطار فان عددا كبيرا من الباحثين سيعالجون مختلف الجوانب التي تشترك في تشكيل الحالة او الظاهرة، كل من زاوية اختصاصه او بناء على المدرسة النظرية التي يميل اليها. وبالنظر الى خلفيتهم الثقافية والاطار الاجتماعي الذي تدرس فيه المسألة فان الناتج العلمي سيكون محليا لكنه متواصل مع النتاج العلمي المتوفر في العالم. مثل هذه التجربة ستكون من غير شك اضافة بارزة الى البحث العلمي المحلي وقد تشكل منطلقا للعديد من البحوث في مجالات مقاربة

اما السبب السياسي، فهو يشير الى حاجتنا لوضع سيناريوهات عمل مسبقة التجهيز. سيناريو العمل هو عبارة عن اجراءات محددة تستند الى دراسات موضعية تربط بين النظرية المجردة وظروف العمل المتوفرة في الواقع، أي الامكانات المادية وغير المادية والحدود القصوى لما يمكن فعله ضمن اطار اجتماعي او سياسي محدد. ما يفرق بين سيناريوهات العمل وبين البحوث العلمية البحتة هو اهتمام الاولى بالتطبيق الفعلي، مقابل تركيز الثانية على فهم الحالة او الظاهرة بغض النظر عن الامكانيات المتاحة لعلاجها.

نحن بحاجة الى وضع سيناريوهات مختلفة للتعامل مع الظروف الطارئة لاسباب كثيرة، من ابرزها حاجتنا الى احتساب الكلفة التفصيلية للتعامل مع تلك الحالات. من المفهوم ان التخطيط العام يستهدف دائما تحديد المشروعات المراد القيام بها سلفا لتوفير الاموال والقوى البشرية والاطار القانوني والتمهيد الاعلامي والاجتماعي وغير ذلك مما يحتاجه المشروع لضمان انجازه في الوقت المحدد. يمثل التنبؤ ووضع الاحتمالات وسيناريوهات العمل المقابلة لها مرحلة متقدمة في مجال التخطيط، اذ انه يدرس حالة غير قائمة او مقررة بالفعل، لكنه – من خلال هذه الدراسة – يحولها من مجهول الى معلوم، فيتعامل معها عند وقوعها باستعداد كامل كما لو كانت حدثا معروفا، محددا ومنتظرا.

مثل هذا المستوى من التخطيط سوف يوفر على الادارة الحكومية والمجتمع مؤونة التجريب وربما اللجوء الى حلول غير مدروسة، بما تنطوي عليه من كلف غير ضرورية.
زبدة القول ان تجربة المجتمع السعودي مع العنف تمثل موضوعا جديرا بدراسات اوسع مما جرى حتى الان، واملي ان يتحول الى منطلق لتطوير اساسي في حقل البحوث الاجتماعية، وهو حقل لا يزال فقيرا في بلادنا.

عكاظ 31  يناير 2007  العدد : 2054

تعريف مختلف للوعي/ تحييد صنم القبيلة

بعد الحديث عن الثقافة في الأسبوع الماضي ، حان وقت الكلام عن "الوعي". واحسب ان كثيرا من الناس يفترضون – من حيث المبدأ – ان كل مثقف...