عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث ابراهيم البليهي. تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات
عرض المشاركات المصنفة بحسب التاريخ لطلب البحث ابراهيم البليهي. تصنيف بحسب مدى الصلة بالموضوع عرض جميع المشاركات

22/02/2024

تفاح الرميحي وتفاح سعد الدين


ابدأ من حيث انتهى استاذنا الدكتور محمد الرميحي ، حين قال بانه "لا يمكن الاحتفاظ بالتفاحة وأكلها في الوقت نفسه". وقد سألت نفسي وأنا اقرأ مقاله البديع  (البيان 19 فبراير) : هل هناك حقا من يريد الاحتفاظ بأي شيء واكله في نفس الوقت. والحق ان المسألة لم تخطر على بالي ولا تخيلتها ، قبل هذا اليوم.

د. محمد الرميحي
 لكن الرميحي يعتقد ان الذين يريدون الانضمام الى قطار الحداثة ، ويريدون – في الوقت نفسه - الاحتفاظ بهوياتهم القديمة ، هم من هذا النوع. والسبب واضح: التقاليد والحداثة ليسا مجرد أوصاف نطلقها على نمط المعيشة ، ولا هي وظائف نضيفها على هذا النمط او ذاك ، كي يعمل بطريقة محددة. بل هي انساق متعارضة ، او "باراديم" بحسب التعريف الذي اقترحه المفكر الامريكي المعاصر توماس كون. البارادايم نمط من العيش متفرد ، اذا وجد في مكان فهو يزاحم اي نمط آخر ، حتى يلغيه او يتلاشى أمامه ، فكأنه يحتذي سيرة الشاعر الشهير ابي فراس الحمداني:

ونحن أناس لا توسط عندنا ..... لنا الصدر دون العالمين أو القبر.

بحسب التصوير السابق ، فان الحداثة ليست مجرد تنويع على نمط معيشة قائم ، ولا هي منظومة وظائف اكثر تطورا ، تضيفها على النمط القديم ، مثلما تغير بطارية السيارة مثلا او عجلاتها او حتى محركها ، بأخرى احدث وافضل أداء. ان وجود الحداثة  يعني – بالضرورة – زوال التقاليد. لا يمكنك رؤية العناصر التي تشكل نمط العيش الحديث ، إلا اذا زالت نظائرها التقليدية. انه كرسي واحد ، يحتله واحد من النمطين ، اما التقليد او الحداثة.

لكن ما علاقة هذا التعارض بأكل التفاح أو الاحتفاظ به؟

يقول الرميحي ان شريحة واسعة من قومنا تريد الحداثة ، لكنها في الوقت نفسه خائفة من هجر التقاليد. فهم مقتنعون تماما بضرورة الانتقال الى الحداثة ، بل ان كثيرا منهم يعيشون في ظلها ، بل ربما شاركوا في بناء أركانها ، لكنهم – في موازاة ذلك – يشعرون بالقلق من احتمال خسارتهم لما اعتادوه في عصر التقاليد. ولهذا فان مشاركتهم في الحياة الحديثة أقرب الى ان تكون وظيفية براغماتية ، بينما تبقى نفوسهم مغروسة في بستان التقاليد ، لا تستطيع مغادرته.

يمكن للانسان ان يعيش على هذا النحو عمره كله: يمارس قناعاته التقليدية الخالصة في وقته الشخصي ، بينما يلتزم بمتطلبات العيش الحديث في وقت الدراسة او العمل. وكان المرحوم د. سعد الدين ابراهيم قد لاحظ منذ وقت مبكر ان الرغبة في الحفاظ على ما يعتقد الناس انه مظهر ديني قد تحول الى نوع من الحياة المزدوجة: نسق حداثي في الصباح (وقت العمل) ونسق تقليدي في المساء (الوقت الاجتماعي). لا نتحدث هنا عن اللباس او السلوكيات التي لها طابع شكلي تظاهري ، بل تلك التي تنم عن قناعات عميقة في نفس الانسان ، قناعة بقيم الحداثة او التقاليد. وقد لاحظ د. سعد الدين محاولات حثيثة من جانب الطبقات الوسطى الحديثة ، لانشاء نوع من تبادل ادوار  بين النسقين ، بحيث يحافظ الناس على الاطمئنان الذي توفره الاعراف والتقاليد الموروثة ، لكنهم في الوقت نفسه يتخلون عن مصادر الانتاج واساليب العيش المرتبطة بتلك الاعراف.

وأشار الدكتور الرميحي في مقاله آنف الذكر ، الى ان كثيرا من العرب يستشهدون بقول من قال ان الصين واليابان حافظتا على تقاليدهما الثقافية والاجتماعية ، في الوقت الذي ذهبا بعيدا في تحديث المجتمع والاقتصاد ، أي انهما – خلافا لرأي الرميحي – اكلا التفاحة واحتفظا بها في الوقت نفسه. لكنه يؤكد ان هذا القول ليس سوى محاولة لتبرير الوقوف عند اطلال الماضي. فيابان اليوم مثل صين اليوم ، تختلف عن ماضيها اختلاف الليل عن النهار.

المزاوجة بين التقاليد والحداثة مستحيلة في رأي الرميحي ، وهي محاولة عبثية في رأي د. سعد الدين ، وهذا رأيي ايضا.

الشرق الاوسط الخميس - 12 شَعبان 1445 هـ - 22 فبراير 2024 م https://aawsat.com/node/4869831  

مقالات ذات علاقة

"اخبرني من اثق به..."

إعادة إنتاج التخلف

انهيار الاجماع القديم

بقية من ظلال الماضين

بماذا ننصح أينشتاين؟

تأملات في حدود الديني والعرفي/العلماني

حجاب الغفلة ، ليس حجاب الجهل

الحداثة تجديد الحياة

حول الخمول والثبات على الاصول

الشيخ القرني في باريس

في ان الخلاف هو الاصل وان الوحدة استثناء

القيم الثابتة وتصنيع القيم

المحافظة على التقاليد .. اي تقاليد ؟

مغامرات العقل وتحرر الانسان - كلمة في تكريم الاستاذ ابراهيم البليهي

من الحجاب الى "العباية" 

من العقل الجمعي الى الجهل الجمعي

25/01/2024

عقل العرب ، عقل العجم

"تكوين العقل العربي" هو الكتاب الاول في مشروع د. محمد عابد الجابري الخاص بنقد العقل العربي. وقد حظي بشهرة قل نظيرها ، فطبع 16 مرة ، أولها في 1984.

في تقديمه للكتاب ، تساءل الجابري: هل ثمة فرق جوهري بين العقل العربي ونظيره الاوروبي والافريقي وغيره.

سؤال الجابري هذا يعيدنا لسؤال اسبق ، حول ماهية العقل وجوهره. الجواب على سؤال: ما هو العقل ، مقدمة لازمة لفهم سبب الاختلاف بين ما زعمنا انه عقل عربي وغير عربي ، على فرض ان هذا الاختلاف حقيقي وقابل للملاحظة.

د. محمد عابد الجابري

حسنا.. هل فكرت في حقيقة عقلك ، ما هو ولماذا يختلف بين شخص وآخر ، وبماذا يتمايز بين جماعة/امة واخرى؟.

الواضح ان اختلاف العقول منشؤه اختلاف محتواها ، اختلاف الذاكرة ، وطريقة التفكير والفهم. العقل الذي نتحدث عنه هو مجموعة الأدوات الذهنية التي نستعملها في معرفة الأشياء وتحديد قيمتها. فهل لهذا أهمية في تعريف العقل؟.

في ماضي الزمان اعتقد بعضهم بوجود صلة بين العقل والجغرافيا او العرق. فقالوا ان عقول الساميين تنبذ التعقيد ، بينما يعمل العقل الآري بطريقة مركبة او رياضية ، ولهذا فهو اعمق استيعابا لعناصر الطبيعة وما يربط بينها من خيوط.

نعلم الآن ان تلك الأوصاف لا تتصل بالتكوين البيولوجي للانسان.  كما نعلم أن العقل ليس شيئا ماديا ، بل وصف لعمليات لا مادية معقدة ، تجري في مختلف اعضاء الجسد الانساني بصورة متزامنة ، ولذا لا يمكن القبض على جزء منها وايقاف العمليات العقلية برمتها ، الا اذا توفي الانسان تماما وتوقفت جميع اعضائه عن الحياة.

وقد ذكرت في كتابات سابقة بعض من زعم وجود صلة بيولوجية لعمل العقل ، مثل البروفسور ادوارد ويلسون ، الذي عرض نظريته في كتاب "البيولوجيا الاجتماعية ، التوليفة الجديدة"  وأثار جدلا واسعا جدا ، مع انه قصر مدعياته على جانب ضيق من السلوك الحيواني ، وهو وجود امكانية لوراثة عوامل جينية ، وظيفتها مقاومة فناء الجنس. وهذا من الامور التي سبق طرحها ونقاشها ، لكن التيار العام في علم الاحياء لم يتقبلها.

اقول ان الفوارق بين العقول المختلفة ، ناتج عن اختلاف محتواها ، اي المواد التي يختزنها عقلك وعقلي وعقول الآخرين ، وليس الفارق في حجمه او شبكته الدموية والعصبية وجيناته ، كما زعم مدعو الصلة البيولوجية. ومن هنا فان الفارق بين ما نسميه عقلا عربيا وبين غيره ، هو فارق في محتواه ومخزونه.

اذا صدق هذا الوصف ، فسنذهب للخطوة التالية ، اي: من أين جاء هذا المخزون ، وكيف تكون على هذا النحو الخاص الذي اعطاني هذه الصفات الثقافية والسلوكية ، اي ما نسميه "الشخصية" ، بينما اعطى الآخر القادم من اليابان او أوربا مثلا  "شخصية" مختلفة ، أي صفات ثقافية وسلوكية مغايرة.

يعمل العقل كمرسل ومستقبل بصورة متوازية. يستقبل المعلومات والمؤثرات والمشاعر ويختزنها ثم يعيد انتاجها في صورة افكار ومواقف وسلوكيات. ومن هنا فانه لا يوجد عقل مستقل عن محيطه. ان الجانب الاعظم من تكوين العقل يأتي على شكل انفعال بالاشياء ، اي شعور بالرغبة او الخوف او السعادة او الالم او الحب او البغض او الدهشة او الاستغراب ، وكل من هذه الانفعالات يحمل معلومة عن العالم المحيط ، قد لا تكون منظمة ، لكنها تتحول حين يستقبلها عقل الانسان الى مخزون منظم ، يستعمله حين يتأمل في عالمه. كل شيء تلقيته بالامس يخدم تفكيري في الشيء الذي اتلقاه اليوم ، وهذا يخدم تفكيري غدا وهكذا.

من هنا فان البيئة المحيطة وما فيها من بشر واشياء وجغرافيا وتجارب ، تتدخل بصورة عميقة في صناعة عقل الانسان ، الذي يعيش فيها ويتفاعل معها. قد يشعر بهذا او لا يشعر ، لكنه على اي حال جزء من هذه الثقافة العامة التي نسميها "العقل الجمعي".

الشرق الاوسط الخميس - 14 رَجب 1445 هـ - 25 يناير 2024م  https://aawsat.com/node/4811716

مقالات ذات صلة

30/11/2023

مجتمع المعرفة لازال هدفا ضروريا

 مضى نحو 40 عاما على نشر  كتاب "تربية اليسر وتخلف التنمية" للدكتور عبد العزيز الجلال. وهو واحد من الدراسات المبكرة التي عالجت بشكل صريح اشكاليات التنمية الاقتصادية في مجتمع الخليج.

صدر الكتاب في اطار النقاشات التي ادارها "منتدى التنمية" ، وهو تجمع سنوي للمفكرين المهتمين بالشأن العام في المنطقة ، تأسس في ديسمبر 1979 ، وتركز نقاشاته على الاسئلة التي تثيرها سياسات التنمية ، وما يتحقق في إطارها.  لقد مضىى على نشر الكتاب اربعة عقود. وبهذا فان البيانات التي اعتمدها في دراسته لواقع القطاع التعليمي ، باتت قديمة. ولا شك ان الحال قد تغير كثيرا  منذ ذلك الوقت. لكن العديد من المستخلصات التي توصل اليها ، وتبناها المنتدى أيضا ، ما تزال صحيحة وهي تستحق المزيد من الاهتمام.

د. علي خليفة الكواري مؤسس منتدى التنمية

لقد قرأت الكتاب منذ وقت طويل ، لكني اشعر بالأنس حين أعود اليه بين حين وآخر. وللمناسبة فهناك عدد قليل من الكتاب الذين يرتاح الانسان إذ يعود اليهم حينا بعد حين ، ولا يمل من تكرار قراءتهم. وأقول – من باب الاستطراد – ان العلامة د. محمد شحرور واستاذنا ابراهيم البليهي من هذا النوع ، بغض النظر عن مقدار ما تتفق معه او تختلف. المهم - في حقيقة الأمر - هو تلك الومضات التي تنقدح في الذهن ، حين تقرأ هذين الرجلين أو حين تقرأ كتاب د. عبد العزيز الجلال.

اني اعود الى هذا الكتاب في اطار دراسة ، قادتني ايضا الى عمل شبيه له من نواح كثيرة ، لكنه يفوقه من حيث سعة الموضوع وعدد الكتاب ومستوى المقاربة ، اعني به كتاب "التحدي امام الجنوب: تقرير لجنة الجنوب" الذي صدرت ترجمته العربية في 1990. وكما يتضح من اسمه ، فالكتاب الذي شارك فيه 25 كاتبا يمثل الرؤية العامة لفكرة الجنوب ، وهو عنوان أريد له ان يصف الاقتصاد السياسي لمجموعة البلدان النامية ، في مقابل "الشمال" الذي يضم الدول الصناعية.

تأسست لجنة الجنوب بجهود مشتركة ، قاد مرحلتها الاخيرة مهاتير محمد ، رئيس حكومة ماليزيا السابق ، واستهدفت وضع رؤية تنموية مشتركة للاولويات التنموية لبلدان الجنوب ، اضافة الى وضع ارضية للتعاون فيما بينها. ونعلم ان هذه اللجنة كانت رد فعل على "لجنة برانت" التي اقيمت في 1980 من اجل وضع منظور مشترك لاقتصاديات الدول الصناعية ، وترأسها مستشار المانيا الغربية يومذاك "ويلي برانت".

قدم تقرير "لجنة الجنوب" تصورا موسعا حول مفهوم التنمية الشاملة ، الواجب تبنيه من قبل دول العالم الثالث ، وأولوياته وطرق تنفيذه ومتابعته وتجديده. والذي يهمنا في هذا الخصوص هو المساحة الواسعة نسبيا ، التي خصصها لشرح مشكلات التعليم وتطوير المعرفة والتقنية. وأذكر في هذا الصدد نقطة مركزية مشتركة بين مقاربة د. الجلال وتقرير لجنة الجنوب ، اعني تركيزهما على مجتمع المعرفة ، اي البيئة الاجتماعية الحاضنة للتعليم والاقتصاد. ويؤكد الاثنان على الحاجة لنشر المعرفة والعلم في الوسط الاجتماعي العام ، حتى يتحدث الناس جميعا بلغة العلم ، ويستذكرون قواعد العلم واسماء العلماء. اذا حصل هذا فان عامة الناس سيفكرون في امورهم الحياتية العادية ، بطريقة منطقية او علمية.

ليس المقصود ان يتحدث الناس باللغة الفصحى ، ولا المقصود ان يناقشوا نظريات الفيزياء على العشاء او في المقهى ، بل ان يتفكروا فيما يسمعون او يقرأون ، فان وصلهم خبر عن مسألة علمية ، فهموه وتفاعلوا معه ، وان وصلهم خبر او فكرة غير معقولة رفضوه وانكروه.

في هذه الحالة سيكون المحيط الاجتماعي مساعدا ودافعا للباحث والمبدع ، كما يكون البحر الصافي بالنسبة للسمك. بديهي انه لا يمكن التحول الى مجتمع صناعي ، مادامت الخرافة هي الحاكمة على الثقافة العامة وكان منطق العلم هو الغريب. هذا – ببساطة – الغرض الجوهري للتعليم العام الذي دعا اليه الدكتور الجلال ولجنة الجنوب ، قبل ثلاثة عقود من الزمن ، واظننا لانزال بحاجة الى استذكاره.

الشرق الأوسط الخميس - 16 جمادي الأول 1445 هـ - 30 نوفمبر 2023 م

https://aawsat.com/node/4698826

 مقالات ذات علاقة

 اول العلم قصة خرافية

بين النهوض العلمي والتخصص العلمي

التخلي عن التلقين ليس سهلا

تدريس العلوم بالعربية.. هل هذا واقعي؟

تطوير التعليم من الشعار إلى المشروع

تعريب العلم ، ضرورة اقتصادية ايضا

التعليم كما لم نعرفه في الماضي

التمكين من خلال التعليم

حول البيئة المحفزة للابتكار

كيف نجعل الثقافة محركا للاقتصاد؟

المدرسة وصناعة العقل

معنى ان يكون التعليم العام واسع الافق

يوكل علم ؟ ... يعني مايفيد !

14/12/2022

أسئلة التلاميذ العسيرة


في مقالته "اللامعرفة حين تكون سلطة" (الاتحاد 10-12-2022) عالج المفكر المعروف د. عبد الله الغذامي مسألة اظن ان معظمنا قد سمع بها ، او ربما كان طرفا فيها يوما من الأيام. ذكر الغذامي القصة على النحو التالي: سأل التلميذ استاذه.. من هو اول من كتب الشعر الحر في اللغة العربية؟. فأجاب الاستاذ بأن هذا من الاسئلة التي لا جواب لها ، انه "يشبه سؤال من هو أول شاعر في التاريخ". طبعا ليس هناك من يعرف اول شاعر في التاريخ.

في النظرة الاولى سوف تتقبل جواب الاستاذ ، وربما قلت لنفسك: حسنا... هناك اسئلة لا يمكن لاحد ان يجيب عليها ، ولهذا لا ينبغي ان تطرح. لكن الغذامي يشير الى جانب آخر ، فهو يريد ان يقول للاستاذ: ان كنت لا تعرف الجواب ، فقلها ببساطة.. لا اعرف ، ولا تحول النقاش الى مكان آخر غير ذي صلة بجوهر الموضوع.

ذكرتني هذه بدراسة كتبتها ايام الشباب ، وعرضت في حلقة نقاش فنالت مديحا طيبا من جانب الحضور. وحين جاء دور الاستاذ المعقب ، زادها مدحا لجدة معلوماتها وتحليلها.. الخ. لكنه في التقييم النهائي اعتبرها أقل من المستوى المطلوب ، لأنها ببساطة لم تعالج الفرضية الرئيسية فيها. وشرح هذا قائلا ان كل جزء في الدراسة ممتاز بذاته ، لكنه "غير ذي صلة". هذه العبارة هي التي بقيت في ذهني من تلك القصة. وفي السنوات التالية قرأتها وسمعتها تكرارا. وان اردتم الصراحة فقد صرت مغرما باكتشاف الصلة وعدم الصلة في الجدالات العلمية.

-         حسنا ، ما الذي يبرر طرح هذا الموضوع اليوم؟.

الواقع ان قصة الدكتور الغذامي وجهت انتباهي لقصة أخرى شائعة عندنا ، وهي استنكار الاسئلة التي يصعب الاجابة عنها ، أو تلك التي لها امتدادات ذات طبيعة جدلية. وكنت قد ناقشت الاستاذ عدنان عيدان ، وهو خبير متقدم في حوسبة اللغة العربية ، حول سبب انحدار الكثير من نقاشاتنا نحو العنف اللفظي ، وانزلاقها للتنديد بالاشخاص بدلا من نقد الأفكار ، فأرجعها الى ضآلة المخزون اللغوي عند غالبية المواطنين العرب ، الامر الذي يجعلهم غير قادرين على التمييز بين المحمولات المختلفة للتعابير والمصطلحات. ويعتقد الأستاذ عيدان ان اي خريج جامعي ينبغي ان يكون قادرا على الحديث والنقاش ، لمدة لا تقل عن نصف ساعة ، من دون تكرار الكلمات او الجمل ، او وضعها خارج سياقها الصحيح. وضرب مثلا بمن يتعلمون لغة اجنبية واضطرارهم الى استعمال نفس الكلمات مرات عديدة في محادثة واحدة ، الامر الذي يكشف ضعف مخزونهم من المفردات او كونه غير نشط.

مع تقديري لرأي الأستاذ عيدان ، فالذي أميل اليه هو ان النمط الثقافي السائد عندنا ، لا يهتم كثيرا بالبناء المنطقي للفكرة ، ولا يعتني بايضاح النسبة بينها وبين الأفكار المماثلة او المختلفة ، قدر اهتمامه بالجانب البياني الذي يركز على جماليات العرض ، كما يكثر استعمال الشعر والشواهد التاريخية واللغة الدينية ، لتعزيز الأثر النفسي للكتلة اللفظية ، بغض النظر عن صلتها المنطقية بالواقع ، او صلة الشواهد المذكورة بجوهر الفكرة التي يدور حولها الجدل.

أضيف الى ذلك ، ان نظام القيم السائد يميل بشدة للربط بين صفة التهذيب وبين السمع والطاعة. بالنسبة لغالبية الآباء والمعلمين ورجال الدين ، فان الولد المهذب هو الولد الذي يصغي جيدا ويطيع ، بعكس الولد العنيد او القليل التهذيب ، الذي سمته التشكك وكثرة الجدال في كل مسألة. يجري تطبيق هذه المقولات لسنين طويلة ، ولذا لا نستغرب ان وجدنا الشباب غير قادرين على خوض نقاش هاديء لمدة طويلة ، أو وجدناهم يكرهون كثرة الأسئلة ، ولا سيما العسير منها ، مثل سؤال الغذامي سابق الذكر.   

الشرق الأوسط الأربعاء - 20 جمادى الأولى 1444 هـ - 14 ديسمبر 2022 مـ رقم العدد [16087]

https://aawsat.com/node/4042001/

مقالات ذات صلة

من الظن الى اليقين ، ثلاثة مستويات للمعرفة

التسامح ، او قابلية العيش مع الغريب

بماذا ننصح أينشتاين؟

مغامرات العقل وتحرر الانسان - كلمة في تكريم الاستاذ ابراهيم البليهي

في ان الخلاف هو الاصل وان الوحدة استثناء

من العقل الجمعي الى الجهل الجمعي

في ان الخلاف هو الاصل وان الوحدة استثناء

فلان المتشدد 

وجهات "الخطر" وقهر العامة

02/11/2022

العرف العام وبناء العقلاء

ثمة مفاهيم تبدو للوهلة الأولى في غاية البساطة. لكنها تنكشف عن تعقيد غير متوقع ، حين توضع امام نقائضها ونظائرها. تحدثت في الأسبوع الماضي عن "العقل الجمعي" محاولا تمييزه عن مفهوم الحشد او ذهنية القطيع/سلوك القطيع. وكان الداعي لهذا التمييز ، هو الخلط المتكرر بين المفهومين ، حتى من جانب كتاب وخطباء ، يفترض فيهم تجنب الخلط بين المفاهيم ، سيما حين يؤدي الى تعقيد ثقافي او أخلاقي غير مستحب.

من ذلك مثلا ظن بعض الناس ان "العقل الجمعي" مساو لتلاشي شخصية الفرد وضياع العقلانية. وهذا ظن لا يخلو من مبالغة. لكن ما يهمني في هذا المقام هو مراجعة اصل الفكرة ، أي مفهوم الجماعة ، حيث بدا لي أنه يستعمل على وجهين متعارضين: في بعض الأحيان تذكر الجماعة باعتبارها موضع الحق والوحدة والطريق الوسط ، أي انها معاكسة لحالة الخروج عن الجادة (الباطل) والتنازع والتطرف. وفي أحيان أخرى تذكر الجماعة كقرين للجمود والتأخر والارتهان للماضي (أي ما يجب التمرد عليه).

بعبارة أخرى فان الثقافة العربية الحديثة ، تنطوي على التباس في مفهوم الجماعة وعلاقة الفرد بها ، وكذا الدور الحياتي والوظيفة المفهومية التي يشغلها كل منهما في النظام الاجتماعي.

بيان ذلك: ان ثقافتنا الموروثة – مثل سائر الثقافات القديمة – تميل لإعلاء مكانة الجماعة. وهو ميل عززه تأكيد الفكر الديني على الوحدة والانسجام ، وتصوير الجماعة كنظام عضوي ، له دور محوري في التجربة الدينية. ان تحليل السياقات التي استعمل فيها مفهوم الجماعة في النصوص التراثية ، يحمل على الاعتقاد بان المفهوم يشير في غالب الأحوال الى ما نسميه الآن "التيار العام" أي الأكثرية العددية المعلنة (اود التأكيد على وصف المعلنة ، لتمييزها عن الأكثرية العددية الحقيقية ، حيث انها غير متحققة ، لكونها صامتة او مهملة او مقهورة ، كما هو حال المسلمين الجدد والنساء اللاتي لم يكن رايهن معتبرا ضمن حساب الأكثرية والاقلية).

اخذا بعين الاعتبار هذا التمهيد ، أود الإشارة أيضا الى ان المقارنة بين الأكثرية والأقلية ، ليس اصيلا في ثقافة المسلمين. لم يكن ثمة ما يطلق عليه أقلية. ولذا لم يكن ثمة أكثرية أيضا. لقد جرى التعبير عن الكثرة والقلة بوصفين: الجماعة والخارج عن الجماعة ، الذي يطلق عليه أحيانا الشاذ ، بمعنى المتمرد. وفي هذا السياق اشتهر الحديث المنسوب للنبي "عليكم بالجماعة ، فان يد الله على الجماعة". وزاد عليها بعض الرواة "ومن شذ شذ في النار". والظاهر انها ليست جزء من الحديث.

هذا التحليل يضع راي الجماعة في موقع "العرف العام". اني أحاول هنا تقريب العرف العام/راي الجماعة الى ما يسميه الفقهاء "بناء العقلاء/عرف العقلاء" ، أي احكام العقل ، أو القيم التي تلقى على الافعال من جانب عقلاء العالم ، أيا كانت اديانهم وازمانهم.

أرى هذا التقريب/التعريف ضروريا لجعل الثقافة العربية والإسلامية تتقبل المشترك الإنساني ، أي ما توافق عليه عقلاء البشر ، وتضيفه الى نسيجها الخاص كي يمسي جزء منها ، حتى لو كان في الأصل منسوبا الى ثقافات الأمم الأخرى. لابد من الإشارة هنا الى ان حديثنا كله يتعلق باطار العمل والقيم الاجتماعية التي تنظم العلاقة بين الناس. اما مجال العلم فبعيد عن هذا كله. ان الرأي العلمي للفرد والجماعة سواء ، لا يعلو احدهما الاخر ولا يلغيه. وقد اشرت في مقالات أخرى الى ان مفهوم الاجماع وتقديم رأي الجماعة ، يستهدف وضع قاعدة لعلاج الاختلاف في الراي المتعلق بقيمة عمل ما ، ولا يستهدف الموازنة بين الأدلة العلمية.

الشرق الأوسط الأربعاء - 8 شهر ربيع الثاني 1444 هـ - 02 نوفمبر 2022 مـ رقم العدد [16045]

https://aawsat.com/node/3964226

مقالات ذات صلة

 

بماذا ننصح أينشتاين؟

بين العقل الجمعي وسلوك القطيع

التعصب كمنتج اجتماعي

الخوف من التغيير

في ان الخلاف هو الاصل وان الوحدة استثناء

في معنى التعصب

القبيلة والطائفة كجماعات متخيلة

كهف الجماعة

كيف تولد الجماعة

مغامرات العقل وتحرر الانسان - كلمة في تكريم الاستاذ ابراهيم البليهي

من العقل الجمعي الى الجهل الجمعي

26/10/2022

بين العقل الجمعي وسلوك القطيع

لم اجد موقفا فارغا لسيارتي في ذلك المساء الشديد الرطوبة ، فأوقفتها أمام متجر كبير ، وجدت موقفه فارغا تماما. هرع البواب الي وهو يشير الى لوحة (الموقف مخصص لزبائن المعرض). ابتسمت له ودخلت المتجر. وجدت مديره على مكتب قرب الباب. اخبرته انني استأذنه لايقاف سيارتي امام محله. لكني اريد -أيضا – تقديم نصيحة. ابتسم المدير بمكر  ، فحدثته عن فكرة "العقل الجمعي" ، وخلاصتها ان من مصلحته دعوة السائقين لايقاف سياراتهم امام متجره ، حتى لو كانوا زبائن للمتاجر المجاورة ، لأن الناس اذا رأوا السيارات متزاحمة امام محله ، فسيظنون ان لديه ما يستحق المسارعة بالشراء ، ربما جودة البضاعة او الخدمة ، وسيأتيه الكثير من وراء هذا الوهم. أما اذا رأوا موقف السيارات فارغا ، فسيتخذونه دليلا على ان "البضاعة قديمة" او ان "الأسعار عالية" او أي سبب يبرر الاعراض عن الشراء منه.

ثمة مئات من التجارب القديمة والجديدة ، تؤكد ان الناس يميلون لفعل أشياء بعينها ، لأنهم رأوا أناسا كثيرين يفعلونها قبلهم. ولهذا فمن الأفضل للتاجر ان يعمل على خلق هذا الإيحاء ، ولو بمثل اتاحة موقف سياراته لكل عابر.

وقد لاحظت خلطا متكررا بين مفهوم "العقل الجمعي" ومفهوم قريب منه ، يسمى "سلوك القطيع". ينسب المصطلح الأول الى اثنين من العلماء الفرنسيين ، هما غابرييل دي تارد (1843-1904) وغوستاف لوبون (1841-1931). ولعل بعض القراء الأعزاء قد اطلع على كتاب لوبون "سيكولوجية الجماهير" ، وهو للمناسبة كتاب شهير ، تكررت طباعته في اللغة العربية ، لكنه فقد الكثير من مكانته في الوسط العلمي.

اما مصطلح "سلوك القطيع" فلا اعرف من صاغه. لكن الفكرة ذاتها ، ظهرت في رواية للكاتب والاسقف الفرنسي فرانسوا رابليه ، نشرت حوالي العام 1564. ويصف الكاتب نزاعا على ظهر سفينة ، بين بطل الرواية "بانورج" وتاجر أغنام شرس الطباع ، كان يسافر على متن السفينة نفسها ، مع قطيع من أغنامه. يقول الراوي ان بانورج اشترى اكبر الخراف حجما بسعر عال ، افرح قلب التاجر. لكنه في لحظة غيظ ، وقف امام قطيع الاغنام ثم دفع الخروف الى البحر ، وتنحى جانبا. وخلال لحظات ، تحرك خروف آخر الى حافة السفينة وألقى بنفسه في البحر ، وتبعه ثالث ورابع ، وهكذا فعل جميع الخراف.

بعد ثلاثة قرون ، تحدث علماء عن السلوك الجمعي للحشود ، حيث يحتجب العقل ، وينساق الافراد وراء بعضهم دون تفكير او تساؤل عما اذا كان ثمة هدف يستحق العناء ، او ربما مخاطرة تستحق ان يحسب حسابها قبل مواصلة السير.

أسلفت القول ان كثيرا من الناس يخلطون بين "سلوك القطيع" وبين "العقل الجمعي" أو "عقل الجماعة" كما اسماه لوبون. ان سلوك القطيع ينم عن حراك ميكانيكي نوعا ما ، يبرز فيه الجهد البدني ، بينما يضعف الجهد الذهني ، حتى يصبح الانسان أشبه بقارب يتقاذفه الموج ، دون أن يبذل أدنى محاولة لاستعادة السيطرة على حركته ومسار حياته.

اما في حالة "العقل الجمعي" فنحن نشير غالبا الى فعل إرادي للتماثل مع الجماعة. وهذا يشمل حتى تلك الأفعال التي يظنها المرء خاطئة ، او غير ضرورية ، او غير عقلانية. لكنه – مع ذلك – يمارسها ، كي لا يصنف خارج الخط العام. لعل الأزياء الشخصية هي أبرز  الأمثلة على هذا المسلك. فقد لا يكون الانسان مقتنعا بلبس الثوب الأبيض او الغترة والعقال مثلا ، لكنه يلتزم بلبسها ، تحاشيا للتمايز عن الجماعة.

هذا مثال بسيط ، اخترته لانه واضح جدا. لكن ثمة أمثلة بالمئات ، نستطيع رؤيتها في حياتنا وحياة الاخرين ، من طريقة الكلام الى الاكل وطرق التعامل مع الغير ، فضلا عن تفصيلات المظهر الشخصي ، وحتى اختيار نوع الثقافة والمهنة.

الشرق الاوسط الأربعاء - 1 شهر ربيع الثاني 1444 هـ - 26 أكتوبر 2022 مـ رقم العدد [16038]

https://aawsat.com/node/3951636

مقالات ذات صلة

بماذا ننصح أينشتاين؟

التعصب كمنتج اجتماعي

في ان الخلاف هو الاصل وان الوحدة استثناء

في معنى التعصب

القبيلة والطائفة كجماعات متخيلة

كهف الجماعة

كيف تولد الجماعة

مغامرات العقل وتحرر الانسان - كلمة في تكريم الاستاذ ابراهيم البليهي

من العقل الجمعي الى الجهل الجمعي

15/07/2020

بماذا ننصح اينشتاين



ما وصل الينا من علوم المسلمين الاوائل ، كان في الاصل ميراثا وصلهم من أمم أخرى سبقتهم. ثم تعلم الاوروبيون من علوم العرب وطوروها. حتى وصل الدور الينا ، فتعلمنا بعض ما انتج الاوروبيون من معارف.
هذه طبيعة المعرفة. يتفاعل البشر من خلال الترجمة والسفر والعمل المشترك والنقاش والتعاون في تطوير الافكار والمشروعات ، بل كل عمل ينطوي على تفاعل بين فكرتين ، فينتج فكرة ثالثة جديدة.
البرت اينشتاين الضاحك غالبا (1879-1955)
سمعت الافكار السابقة في نقاش حول الدور المحتمل للطلبة المبتعثين ، في نقل "روح الحضارة" من المجتمعات التي درسوا فيها ، الى مجتمعنا. بعض المتحاورين أبدى تفاؤلا ، ومال آخرون الى التشاؤم. لكني وجدت النقاش بذاته مثيرا للاهتمام ، لأن المشاركين فيه كانوا جميعا من الطلبة المبتعثين ، ويتضح من نقاشهم ادراك تام للفارق بين دراسة علم ما واكتشاف روح العلم او روح الحضارة.
نعلم ان مئات الالاف من الطلبة العرب قد درسوا في الجامعات الغربية خلال العقد الحالي ، او شاركوا في برامج علمية او تدريبية في اطارات مماثلة.
ترى ما هي احتمالات ان يساهم هؤلاء في اطلاق نهوض حضاري ، او نقل روح الحضارة التي مكنتهم من تعلم شيء كان مفقودا في بلدانهم؟
لقد وجدت معظم المتحاورين متشككا في هذا. وهم يقولون ببساطة ان الذين عادوا سينفقون وقتا غير قليل في البحث عن وظائف ، ثم تستهلكهم دوامة الحياة الجارية ، فينسون ما فكروا فيه في سنوات الدراسة ، ويكتفون بما يفعلون اليوم.
وشعرت بالأسف وانا اسمع هذا التصوير. فقد كان مخيبا للأمل بقدر ما كان واقعيا . نعلم انه واقعي لأننا رأيناه عند آلاف الطلبة ، الذين تخرجوا من الجامعات المحلية والاجنبية في سنوات سابقة. هؤلاء لم يكونوا اقل طموحا ، ولا أقل رغبة في بناء وطنهم. ثم ان عددا منهم قد حصل على الفرصة التي يسعى اليها ، فاقترب من مركز القرار او بات جزء منه. لكن التغيير الذي احدثه كان ضئيلا. فهل كانت العلة فيه ام في المجتمع ، ام في عوامل اخرى غير هذا وذاك؟.
راود ذهني تفسير الاستاذ ابراهيم البليهي ، الذي يدعي اننا عاجزون عن تقليد الامم المتحضرة ، فضلا عن منافستها ، لسبب واحد هو شعورنا بالاستغناء عن الآخرين. يتخذ هذا الشعور صورا متعددة ، من بينها المبالغة في تصوير قيمة موروثنا العلمي او تاريخنا السياسي والديني ، او حتى واقعنا الراهن.
واقع الحال أننا مثل بقية الأمم ، لدينا نقاط قوة ونقاط ضعف. ونعلم لو صارحنا انفسنا ، بان نقاط ضعفنا أكثر ، لأن المعيار اليوم ليس عندنا بل في الغرب. معايير القوة والتقدم والعظمة هي المتعارفة في الغرب وليس غيره.
يقول البليهي ان الواحد منا لو التقى  البرت اينشتاين ، ابرز علماء العصر ، لبادر في التنظير عليه وتعليمه. اني اجد هذا متجسدا في عجزنا عن الاستفادة من بعضنا البعض ، واصرار كل واحد فينا على ان يكون معلم الآخرين ، من الأهل والاغراب ، بل رأيت من يعلم الامريكان كيف ينتخبون زعماءهم.
أحاول ان لا اقتنع بهذا الرأي. لكني اجد كل يوم من يبالغ في تصوير الواقع ، كما يبالغ في انكار نقاط الضعف ، بينما ينشغل في تفاصيل عيوب الآخرين ونواقصهم. قد لا يكون هذا المثال معبرا عن الواقع بأكمله. لكن لا شك ان تكراره سوف يؤكد شعور "الاستغناء" ، ولو التقينا اينشتاين لربما حدثناه عما ابدعه اسلافنا في الفيزياء.
الشرق الاوسط الأربعاء - 24 ذو القعدة 1441 هـ - 15 يوليو 2020 مـ رقم العدد [15205]

الطريق السريع الى الثروة

  يبدو ان المعلوماتية تتحول بالتدريج الى اسرع القطاعات نموا في الاقتصاد الوطني لكل بلدان العالم تقريبا. (في 2021 بلغت قيمة سوق المعلوماتية ...