مدونة توفيق السيف . . Tawfiq Alsaif Blog فكر سياسي . . دين . . تجديد . . . . . . . . . راسلني: talsaif@yahoo.com
27/08/2007
مجتمع الأحرار.. ومفهوم الحرية
13/08/2007
الحرية التي يحميها القانون والحرية التي يحددها القانون
هتلر يخطب في حشد ضخم في 1933 |
لا بد ان جميع القراء قد سمعوا بالعبارة التي يكثر تردادها، وفحواها انه لا توجد حرية مطلقة، وانه لا بد من تقييد الحريات الفردية بالقانون او الاخلاق.. الخ. هذه الفكرة بذاتها كانت موضع انشغال الناس في اوربا في السنوات القليلة التي تلت الحرب العالمية الثانية. قبل الحرب مال معظم مثقفي اوربا الى نموذج الدولة الليبرالية الكلاسيكية، التي لا تتدخل في حياة الناس ولا في السوق الا في اضيق الحدود. لكن هذه الفكرة تراجعت بعد الحرب الى حد كبير بالنظر الى عاملين:
اولهما الدمار الهائل الذي
شهدته مختلف البلدان، مما استوجب جهدا منظما وجمعيا لاعادة الاعمار، وهذا يستدعي
بطبيعة الحال تخطيطا وادارة مركزية لتوزيع الموارد.
اما السبب الثاني فهو تفاقم
الاتجاه الى التخطيط المركزي في اوربا الشرقية والصين، وهو اتجاه حقق في تلك
الحقبة المبكرة بعض النجاحات الملموسة على المستوى الاقتصادي لفتت أنظار
الاوربيين. معظم المثقفين كان واعيا بجوهر المشكلة المطروحة. على احد الجانبين
هناك بلد يحتاج الى اعادة بناء وبالتالي حكومة قوية وقادرة على التدخل.
وعلى الجانب الثاني، كان ثمة قلق من ان القبول
بتدخل الدولة في السوق وفي حياة الناس سوف يحولها الى «غول» عصري، يبتلع الحريات
المدنية ويقيم نظاما تحكميا شديد الوطأة، شبيها بالغول السياسي الذي كتب عنه توماس
هوبز في القرن السابع عشر.
ولم يكن كثير من هؤلاء المثقفين قلقا على حريته فقط، بل
كان قلقا من ان منح الدولة سلطات غير محدودة، قد يدفعها الى الطغيان وربما الدخول
في حروب جديدة، مثلما فعلت حكومة هتلر، التي استغلت سلطاتها المطلقة فورطت المانيا
في حرب ضروس اكلت الاخضر واليابس. ولو لم يكن الامر على هذا النحو لاستطاع المجتمع
الالماني معارضة اتجاه الحكومة العدواني واعاقة انزلاقها نحو الحرب.
كان السؤال الذي شغل الناس يومئذ:
هل نغامر بمنح الدولة سلطات مطلقة لاعادة تنظيم حياتنا
وازالة آثار الحرب ؟. أي: هل نقدم المصلحة المادية الواضحة على الحريات المدنية،
ام نحافظ على هذه الحريات ولو ادى الامر الى تعطيل الاعمار؟. من الواضح ان غالبية
الناس سوف تميل الى الخيار الاول، لان ضغط حاجات الحياة اليومية اشد من ان يقاوم.
لكن المثقفين وقادة الرأي نظروا الى نهاية المسألة وليس بدايتها.
قدم ايزايا برلين حلا بسيطا، خلاصته التمييز
بين مفهومين للحرية سلبي وايجابي. ينطبق المفهوم السلبي للحرية على المساحة الخاصة
بالحياة الشخصية التي يتصرف الفرد فيها وفقا لقناعاته الخاصة ومن دون تدخل احد،
سواء كان شخصيا او قانونيا. من ذلك مثلا حرية التفكير والتعبير والاعتقاد، وحرية
الانسان في العيش والعمل كما شاء طالما لم يزاحم الغير.
طبقا لرأي برلين فان هذا النوع هو التجسيد الابسط
لمفهوم الانسانية، ويعد حرمان الانسان منه انتقاصا من انسانيته. ولهذا وجب ان يحمى
بالقانون لا ان يحدد بالقانون. فلا يجوز اصدار قانون يحد من حريات الناس الشخصية
التي اودعهم الله اياها يوم خلقهم. اما الحرية الايجابية فيتجلى تطبيقها في
المساحة التي يشترك فيها الفرد مع غيره من ابناء المجتمع.
بعبارة اخرى فهي منظومة الحقوق والحريات التي يحصل
عليها الفرد بالاتفاق مع بقية اعضاء الجماعة، وهي لهذا السبب حرية يقررها القانون
وتوضع حدودها بالتوافق والتراضي. قال برلين انه يمكن للمجتمع منح الحكومة حق
التدخل في المجال الثاني شرط التزامها بحماية الاول والامتناع عن اختراقه.
قد يكون من العسير تحديد فاصل دقيق بين
المساحتين، لكن ما يمكن قوله هنا هو ان لكل فرد شريحة من الحريات الاساسية التي
ينبغي احترامها على الدوام وفي جميع الظروف، لانها شرط للانسانية. واظن ان هذا
يوضح المجال الذي يجوز فيه تحديد الحرية من دون ان يعد التحديد طغيانا، وذلك الذي
لا يجوز للمجتمع الاقتراب منه لانه حرم خاص للفرد يفعل فيه ما يشاء، ولا يخضع لغير
رقابة ضميره ومن فوقه رب العالمين.
05/08/2007
السعادة الجبرية: البس ثوبنا أو انتظر رصاصنا
29/07/2007
شرطة من دون شهوات
المجتمع المثالي عند اصحاب اليوتوبيا
او المدينة
الفاضلة هو المجتمع المنضبط ، الذي يعيش اهله تبعا لتخطيط رسمي مسبق ، يشمل
حتى غرف نومهم. انه مجتمع يخلو من العفوية ويخلو من الاهواء الفردية. لكننا نعرف ان
مثل هذا المجتمع غير موجود في العالم الحقيقي. لذلك يقترح اليوتوبيون اعادة تركيب النظام
الاجتماعي على نحو يشبه ما يعرف اليوم بالهندسة الاجتماعية. اي اعادة صياغة التراتب
وتوزيع القوى في المجتمع على نحو يضع كل شيء في مكانه الصحيح ، كما يسهل الرقابة الصارمة
والسيطرة شبه الاتوماتيكية على مسارات الحياة الفردية والعامة.رسم تخيلي للمدينة الفاضلة لفنان غير معروف من عصر النهضة الاوربية-يحتفظ بها متحف بلتيمور
رأى افلاطون -مثلاً- أن على حراس المدينة
الفاضلة (أي أفراد جيشها وشرطتها) ان يتخلصوا من شهواتهم ورغباتهم الشخصية ، فلا يملكون
اموالا او بيوتا خاصة ولا ينشئون عائلات ، كي لا يكتشفوا اسباب الجشع والتنافس والانشغال
بالذات. وتقترح «يوتوبيا» توماس
مور ان لا يمنح مواطنو المدينة حرية السفر.
من
اراد الخروج الى الريف فعليه ان يحصل على رخصة من أمير المدينة تحدد وجهته ومدة سفره
، فاذا تجاوز ذلك عوقب بشدة ، واذا كررها خسر حريته واصبح عبدا. اما «مدينة
الشمس» لتوماسو كامبانيلا ، فتقترح ان يشرف القضاة على العلاقات الجنسية بين
الرجال والنساء ، لضمان الحصول على نسل افضل. واقترح مابلي الغاء الملكية الخاصة كليا
لانها اصل الشرور والحروب والكراهية في العالم.
هناك بطبيعة الحال فوارق وتعارضات بين
نماذج اليوتوبيا المختلفة. نلاحظ ايضا ان نماذج اليوتوبيا المتأخرة قد تأثرت بالنزوع
العام الى احترام الحريات الفردية ، كما لا بد من ملاحظة تأثير التطور العلمي والظرف
التاريخي الذي كتبت فيه على منحى الكاتب وهمومه. لكنها جميعا تكشف عن ميل عام لتنظيم
مركزي شبه حديدي.
وقد
لاحظت ماريا برنيري في «المدينة
الفاضلة عبر التاريخ» عددا من السمات التي تشترك فيها النماذج النظرية للمدن
الفاضلة في مختلف العصور ، الامر الذي يسمح بالقول ان هذه هي السمات الرئيسية المشتركة
للتفكير المثالي او اليوتوبي. من ابرز تلك السمات تقديس الجماعة والرابطة الاجتماعية
والتهوين من شأن الفرد وربما الالغاء الكلي لقيمته ككائن مستقل ، عاقل ، وكفء. ونادرا
ما اهتم اليوتوبيون بما يعرف اليوم بالفروق الفردية ، اي الصفات الذهنية او الخلقية
او البدنية التي تميز الافراد عن بعضهم ، وتمكنهم من تنظيم حياتهم على نحو قد لا يتطابق
مع بقية الناس.
ويتسم التفكير اليوتوبي ايضا بالنخبوية.
فالنظام الاجتماعي-السياسي الامثل عندهم جميعا هو ذلك الذي تتحكم فيه النخبة العليا
، وينعدم فيه دور عامة الناس او يتقلص الى اضيق الحدود. ذلك ان مشاركة الجمهور في السياسة
ستؤدي حسبما رأى الفارابي في «السياسة المدنية» الى تحكم الرعاع في الرؤساء وسيطرة
الاغراض الجاهلية على حياة الجماعة.
واظن
ان هذا التوجه ناتج عن اعتقاد مكين عند المثاليين بان قيم العمل وتعريف المصالح والمفاسد
، سواء على المستوى الفردي او العام ، ليس من الامور العرفية التي يحددها عامة الناس
، بل هي اعمال علمية تختص بها النخبة العالمة او الحاكمة. بعبارة اخرى ، فان هؤلاء
الكتاب لا يرون الفرد عاقلا بما يكفي لتقرير ما هو صالح وما هو فاسد لنفسه او للغير.
كما لا يرون في اجتماع الناس سبيلا سليما
الى تشخيص المصالح والمفاسد. بل يرجعون الامر الى جهة محددة تختص بتحديد وتعريف القيم
والمعايير والمصالح ، وهي ايضا التي تضع القوانين وتلزم الناس باتباعها. هذه الجهة
– التي يمكن ان تكون الحكومة او نخبة المجتمع – اكثر علما وعدلا وابعد عن الاهواء والشهوات
من عامة الناس ، اي اكثر اهلية لاداء تلك الادوار.
يتطلب الامر اذن دولة قوية وقانونا يفرض
من دون تسامح. ومن هنا فان المثاليين لا يعيرون فكرة الحرية الفردية كبير اهتمام. بل
يرون ان سعادة الانسان الحقيقية تكمن في التزامه بالنظام الاجتماعي العام ، وان حريته
تتحقق داخل اطار القانون مهما كان ضيقا. في الحقيقة فان مفهوم الحرية عندهم مقصور على
طاعة القانون وليس الاختيار الفردي الحر. ولعل هذا من ابرز عناصر النزاع بين الدعوات
المثالية والفلسفة السياسية الحديثة.
25/07/2007
اشتم اتاتورك او امدحه، عوامل النصر في مكان آخر
لا بد ان السيد ايمن
الظواهري واتباعه منشغلون الان في اعداد بيانات التنديد بالسيد طيب
اردوغان وحزبه، لا سيما بعد تعهده بالمحافظة على النهج العلماني واشادته بمؤسس
الجمهورية التركية كمال اتاتورك. حقق حزب العدالة والتنمية فوزا كاسحا للمرة
الثانية على التوالي. واصبح اردوغان ثاني رئيس حكومة في التاريخ التركي المعاصر
يحافظ على اغلبية برلمانية في دورتين متتابعتين. وسبقه الى هذا عدنان مندريس، ذي
التوجهات الاسلامية ايضا، في مطلع الستينات.
ركزت الاحزاب العلمانية دعايتها
الانتخابية على تخويف الجمهور التركي مما اسمته باجندة سرية لحزب العدالة
والتنمية، تستهدف خصوصا الغاء العلمانية واحياء التراث العثماني المتخلف. بينما
ركز حزب العدالة على ما حققه من انجازات فعلية على مستوى الاقتصاد والحريات العامة
راهن العلمانيون على الطبقة الوسطى والعليا التي يفترض انها اكثر التزاما
بالعلمانية، لكن هذه الطبقة اعطت اصواتها لحزب العدالة. قطاع الاعمال شهد خلال
السنوات الخمس الماضية ازدهارا لم يسبق له مثيل في العقدين الاخيرين.
والاكاديميون والمثقفون وكبار
الاداريين لمسوا للمرة الاولى الفارق بين العيش تحت سطوة الجيش والمخابرات والعيش
بحرية في ظل نظام سياسي يحتضن الجميع. بالنسبة لهؤلاء واولئك فان الازدهار
الاقتصادي وضمان الحريات المدنية والحصانة الشخصية ضد قمع السلطة هو المعيار
الاساس لصلاح الحكم او فساده. ولعله من سوء حظ العلمانيين ان قادة الجيش قد وقفوا الى
صفهم، وهو امر يذكر الطبقة الوسطى بسنوات الحكم العسكري السابقة.
خلال السنوات الثلاث الماضية كانت
السوق التركية محطة بارزة للاستثمارات الخارجية، التي جاء معظمها من اوربا. وتحقق
هذا بفضل ما فعلته حكومة السيد اردوغان لابعاد العسكر عن الحياة العامة، وتطوير
النظام القانوني وبيئة الاستثمار كي تتوافق مع المعايير الاوربية. حين تولى حزب
العدالة الحكم في 2002، كانت تركيا قد خرجت للتو من انهيار اقتصادي شامل، لكن
الحزب نجح في اعادة احياء الاقتصاد وتوفير فرص عمل جديدة من خلال تشجيع الاستثمار
المحلي والاجنبي. ولهذا اصبح الحزب حليفا طبيعيا لقطاع الاعمال ولعامة الناس على
السواء.
لم ينجح حزب العدالة بسبب طابعه
الاسلامي. ولو كان الامر كذلك لنجح حزب السعادة، الاقوى تمثيلا للتيار الديني،
والذي يضم ابرز الشخصيات الاسلامية التركية، ولا سيما رفاق نجم الدين اردكان
وتلاميذه.
صوت الاتراك لحزب العدالة لانه نجح
في تقديم حلول ملموسة لمشكلات حياتهم اليومية، ولانه نجح في تامين حرياتهم المدنية
التي طالما خرقها النظام الامني الشديد القسوة. وليس من شك ان الطابع الاسلامي
العام للحزب كان له دور مساعد، فالناس يقدرون الرجال المكافحين من اجل مبادئهم،
والذين لم يكلفوا انفسهم عناء التزلف الى قادة الجيش كما اعتاد اسلافهم من رجال
السياسة.
الفوز الكاسح لحزب العدالة والتنمية
درس بليغ للحركيين والدعاة الاسلاميين: الديمقراطية هي الطريق الامثل لخدمة
الاسلام. خدمة الاسلام قد تتحقق بزيادة عدد المصلين في المساجد، لكنها ستكون اعمق
وابلغ اثرا اذا اصبح قائدا لمسيرة مجتمع كامل كما هو الحال في تركيا. جرب
الاسلاميون طرقا عديدة، مثل الثورة على الطريقة الايرانية، والانقلاب العسكري على
الطريقة السودانية والحرب الاهلية على الطريقة الافغانية والعنف الاهوج على طريقة
القاعدة وروافدها، ويظهر الان واضحا ان التجربة التركية هي الاكثر سلامة.
نجحت هذه التجربة لانها تخلت عن
التقاليد القديمة وما يلحق بها من قيم ومعايير، والتزمت بالحداثة في قيمها المؤسسة
ونظام علاقاتها واهدافها وادوات عملها ومعاييرها. الديمقراطية والقبول بالتعدد
والمنافسة، والالتزام بالكفاءة والانجاز كارضية للمكانة، والتعويل على المصلحة
المادية لمجموع الشعب كمحور للعمل، والانفتاح على العالم وتشبيك المصالح معه،
والتطوير التدريجي للاهداف والوسائل، وقبول النقد.
هذه كلها قيم الحداثة التي
ينبغي لنا جميعا ان نتعلم درسها. سواء تعلق الامر بعمل سياسي او باصلاح اجتماعي
فاننا نحتاج الى نموذج جديد، غير هذا الذي رافقنا طوال القرون ولم نفلح معه، ولم
يفلح في اي مكان. التجربة التركية تشير بكل وضوح الى فضل نموذج الحداثة السياسية
على سواه. وهي تدعونا الى الاعتبار ان كنا نرى في دروس التاريخ عبرة.
- « صحيفة عكاظ » - 25 / 7 / 2007م
-
22/07/2007
المدينة الفاضلة
18/07/2007
العامل السعودي
المسجد الاحمر-لال مسجد |
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20070718/Con20070718125906.htm
لمعلومات عن احداث المسجد الاحمر في يوليو 2007، انظر الجزيرة.نت
http://www.aljazeera.net/home/Getpage/f6451603-4dff-4ca1-9c10-122741d17432/f1b9bf1c-a2a1-4459-8ac9-2c869f2b4ef2
مقالات ذات
علاقة
إشارات على
انهيار النفوذ الاجتماعي للقاعدة
اعلام القاعدة
في تظاهرات عربية
تحولات
التيار الديني – 5 السلام مع الذات والسلام مع العالم
عن طقوس
الطائفية وحماسة الاتباع
فلان المتشدد
خديعة الثقافة
وحفلات الموت
ما الذي نريد:
دين يستوعبنا جميعاً أم دين يبرر الفتنة
اتجاهات في
تحليل التطرف
ابعد من تماثيل
بوذا
ثقافة الكراهية
تجريم الكراهية
تجارة الخوف
في انتظار
الفتنة
كي لا نصبح لقمة
في فم الغول
تفكيك
التطرف لتفكيك الإرهاب-1
تفكيك
التطرف لتفكيك الارهاب-2
الحريات العامة
كوسيلة لتفكيك ايديولوجيا الارهاب
العامل السعودي
11/07/2007
اقتراحات ثمينة لتطوير وزارة العمل وتحسين أدائها
اخلاقيات السياسة
أكثر الناس يرون السياسة عالما بلا أخلاق. ثمة اشخاص يأخذون بالرأي المعاكس. انا واحد من هؤلاء ، وكذا العديد من الفلاسفة الاخلاقيين وعلماء ...