مضى عقد كامل على اعلان سعد اباد في
اكتوبر 2003 الذي اطلق اول مفاوضات جدية بين
ايران والغرب . لكن الاتفاق فشل ، كما فشل اتفاقان مماثلان في بروكسل وباريس في
العام التالي. خلال هذه الفترة عقد الطرفان تسع جولات من المفاوضات المكثفة ، ولدت
انطباعا قويا بان ايران لن تتراجع عن المطالب التي وضعتها على الطاولة في سعد اباد
، مهما يكن الثمن. الاصرار الايراني ، والعقوبات الغربية الشديدة جعلت تلك
المفاوضات اشبه بتدريب على العبور من خطوط النار. في نهاية المطاف اثبت المفاوضون الايرانيون
انهم ملوك اللعبة الدبلوماسية ، حين يقتضي الامر الحصول على ما يعتبره الطرف الاخر
مستحيلا.
لا بد بطبيعة الحال من الاشارة الى
تغير الظروف في المنطقة ، من الازمة السورية ، الى عودة الاصلاحيين للحكم في ايران
، ولا ننسى بالطبع حاجة الولايات المتحدة للتوافق مع ايران قبل خروجها المرتقب من
افغانستان في 2014. لكن هذه الظروف ما كانت لتثمر لولا كفاءة السيدة اشتون ، فقد وظفتها
بذكاء بالغ. واشير خصوصا الى نجاحها في جمع وزيري خارجية ايران والولايات المتحدة
، للمرة الاولى خلال ما يزيد عن عشرين عاما.
وصفت اشتون في الاعلام البريطاني
بالسيدة الغامضة ، بسبب قلة حديثها للصحافة. ولعل قلة الكلام وكثرة التفكير ، هي
التي مكنتها من اجتراح حلول مبتكرة ، اثمرت عن التزام ايران بنسبة خمسة بالمائة
كسقف لتخصيب اليورانيوم ، بعدما نجحت فعليا في بلوغ نسبة 20 بالمائة. واقتناع المجموعة
الغربية بتخفيف العقوبات الاقتصادية ، فضلا عن السماح بتسييل 8 مليارات دولار من
الارصدة الايرانية المجمدة في بنوكها ، كدليل ملموس على جديتها في انجاح
الاتفاق.
انجاز اشتون هذا ، سوف يضمها بالتاكيد الى
قائمة ابرز النساء اللاتي لعبن ادوارا محورية في السياسة الدولية ، خلال القرن
الواحد والعشرين ، جنبا الى جنب مع هيلاري كلينتون ، كوندوليزا رايس والمستشارة
الالمانية انجيلا ميركل. هذا يثير سؤالا جديا حول مصداقية الادعاء التقليدي بعدم كفاءة النساء للقيادة وصناعة الحلول على
مستوى عالمي. ترى هل يمكن القول ان سيدات كهؤلاء اقل كفاءة من نظرائهن الرجال؟.
http://www.aleqt.com/2013/11/26/article_802792.html