مدونة توفيق السيف . . Tawfiq Alsaif Blog فكر سياسي . . دين . . تجديد . . . . . . . . . راسلني: talsaif@yahoo.com
08/08/2018
في مستشفى الكفار
04/01/2017
في علاقة التعليم بالتوتر الاجتماعي
24/11/2015
سؤال التسامح الساذج: ماذا يعني ان تكون متسامحا؟
20/09/2015
التسامح وفتح المجال العام كعلاج للتطرف
17/12/2013
الكراهية
مقالات ذات علاقة
عن طقوس الطائفية وحماسة الاتباع
فلان المتشدد
خديعة الثقافة وحفلات
الموت
ما الذي نريد: دين
يستوعبنا جميعاً أم دين يبرر الفتنة
اتجاهات في تحليل التطرف
ابعد من تماثيل بوذا
ثقافة الكراهية
تجريم الكراهية
تجارة الخوف
في انتظار الفتنة
العامل السعودي
غلو .. ام بحث عن هوية
نحتاج إلى قانون يحمي السلم
الأهلي وحقوق المواطن
21/08/2012
في ان الخلاف هو الاصل وان الوحدة استثناء
15/04/2010
وجهات "الخطر" وقهر العامة
الصديق د. عبد
الرحمن الوابلي (الوطن 9 ابريل 2010) عاتب على الشيخ سلمان العودة فكرة
"التكافؤ الثقافي" التي اطلقها في برنامجه التلفزيوني الاسبوعي "الحياة
كلمة" (تلفزيون MBC في 2 ابريل
2010). كان العودة يجيب سائلة حول صحة زواج فتاة سنية برجل شيعي. والمعروف ان بعض
قدامى الفقهاء قد رفضوا التزاوج بين اتباع الاديان والمذاهب المختلفة. وبعضهم ركز
على منع زواج الفتيات اللاتي يتبعن مذهبه من رجل يتبع مذهبا آخر ، لان الفهم
السائد يعتبر المرأة طرفا ضعيفا في العائلة وانها – لذلك – سوف تترك مذهبها الى
مذهب الزوج.المرحوم د. عبد الرحمن الوابلي. انتقل الى رحمة الله في مارس 2016
هذي بطبيعة الحال ليست نصا قطعيا بل اجتهاد توصل اليه
فقهاء سابقون بناء على ما تيسر لهم من معرفة او دليل. لكن الفتوى بقيت متداولة عبر
الزمن حتى وصلت الينا . ولان اكثر فقهائنا يخشون من مخالفة الماضين ، فقد اخذ بها
كثير منهم ، وعارضها بعضهم باجتهاد جديد. الدكتور الوابلي يعارضها من زاوية
المصلحة ، فهو لا يجادل في ادلتها ، بل في ما يترتب عليها . ولعل بعض الناس يجادل
بان المصلحة ليست حجة في الشرع ، او ان المصالح هي ما عرفه الشرع او اهل الشريعة
دون غيرهم ، وبناء عليه يرفض كلام الوابلي ونظرائه.
لكننا نعرف ان المصلحة هي جزء عضوي من مفهوم الحكم
الشرعي لا سيما في المعاملات ، ومن بينها عقد الزواج وسائر العقود. وقد اشتهر بين
الاصوليين ان الاحكام تدور مع المصالح ، فاذا ثبت ان حكما يؤدي الى تعطيل مصلحة
ثابتة للمسلمين ، فان هذا الحكم يصبح محل شك وليس المصلحة التي تعارض معها. من
ناحية اخرى فان تحديد المصالح والمفاسد ليس من الامور التي ترجع الى الفقهاء بل
الى عرف عقلاء المسلمين ، فاذا رأى عقلاء المسلمين ان رأيا فقهيا مثل الراي المشهور
في "تكافؤ النسب" يؤدي الى ضرر
واضح على مجتمعهم ، جاز لهم تعطيله ، لاننا – حسب تعبير الامام ابي حامد الغزالي – "لا نهدم مصرا كي نبني
قصرا".
الوابلي اعتبر راي الشيخ العودة من نوع "وجهات
الخطر" وليس وجهات النظر. اقول ان الحق هو ما قاله الوابلي. لكننا نستطيع فهم
السبب الذي حمل العودة على الاخذ بهذا الراي ، وهو على الارجح الخشية من صدم
المتدينين التقليديين لو افتى باجازة ذلك الزواج ، تقابلها خشية مماثلة من خسارة
جمهوره المتنور فيما لو استند الى الفتوى القديمة التي تجيز منعه. وجود العنصر
الشيعي في المسألة يمثل تحديا خاصا للمفتي ، لان جمهوره الرئيس ، اي التيار السلفي
، لا يتسامح ابدا ازاء علاقة من ذلك النوع الذي سألت عنه الفتاة.
كان على الشيخ العودة ان يصرح بالحكم الشرعي المعروف ،
اي تكافؤ النسب ، ويبدي رايه فيه ، اما بقبوله او رفضه ، او يبين الاراء المختلفة
فيه. اما مقولته عن "التكافؤ الثقافي" فهي مشكلة جديدة لا يصعب التنبؤ
بنتائجها ، وهي قد تؤدي الى نفي احكام شرعية راسخة ومشكلات لا تحصى. دعنا نفترض ان
زوجين يتبعان مذهبا واحدا وينتميان الى قبيلة واحدة ، لكنهما يتفاوتان في التحصيل
العلمي ، او ينتميان الى لغتين مختلفتين ، او بلدين مختلفين ، بعبارة اخرى فانهما
لا يتكافآن ثقافيا .. فهل يمكن للقاضي ان يطلقهما جبرا بناء على هذا الراي كما
يفعل في قضايا تكافؤ النسب المعروفة؟.
نعرف ان الكلام عن "التكافؤ الثقافي" لا يستند
الى اي دليل، وهو – مثل الراي في تكافؤ النسب - يتعارض مع المصالح الثابتة
للمسلمين، لكننا على الاقل نعرف ايضا ان موضوع تكافؤ النسب محدود في المجتمعات
القبلية اما التكافؤ الثقافي فهو واسع وتطبيقه – لو حصل – سيكون مصيبة على
المسلمين.
الانتقال الى الحداثة
بعد جدالات الاسبوعين الماضيين ، قد يسألني القاريء العزيز: لنفترض اننا اردنا التحرر من أسر التقاليد المعيقة للتقدم والتكيف مع روح العصر ومتط...