‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتاب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتاب. إظهار كافة الرسائل

16/07/2014

سجالات الدين والتغيير في المجتمع السعودي (كتاب)

يطرح الكتاب اشكالية موقع الدين في الحياة العامة. يناقش ابرز عوامل التحول في ثقافة الشباب السعودي ، وكيف تنعكس على الذهنية الدينية ودور الدين في الحياة الاجتماعية ، كما يدعو الى التفكير في الدين بمنحى تجديدي ينبذ التقاليد الموروثة ، ويؤكد على استيعاب تحديات العصر وحاجات المسلم المعاصر.

مقدمة الكتاب

ما ظننت المجتمع السعودي يعج بهذا الكم الهائل من الاسئلة قبل الاجتياح العراقي للكويت في اغسطس 1990. وما  ظننت ان تبقى تلك الاسئلة دائرة حول نفسها سنوات وسنوات حتى رأيت ما جرى بعد هجوم تنظيم "القاعدة" على نيويورك في سبتمبر 2001.

حين أتامل اليوم في المسائل التي يدور حولها جدل الصحافة المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت ، اجد انها ذاتها المسائل التي اهلكناها جدالا خلال ربع القرن المنصرم. ومع ذلك فلا زلنا ندور حول نقاط البداية نفسها ، وكأننا ما تحدثنا ولا ناقشنا ، او كأننا ندير حوار طرشان ، يقول كل منا ما يشتهي ، فيسمع الاخر فكرة مختلفة ، فيعود الاول الى تكرار ما قال ، فيستعيد الاخر ما كان يود ان يسمعه.

نقاشاتنا لم تؤد الى تطوير الاسئلة ، ولا هي اوصلتنا الى اي جواب. في 2013 قررت وزارة العمل معالجة البطالة المستفحلة بتحميل المشكلة على القطاع الخاص ضمن البرنامج الذي اطلق عليه اسم "نطاقات". مشكلة البطالة لم تبدا اليوم بل كانت واضحة منذ العام 1983وقد اثارت في وقتها نقاشات لم تتوقف حتى اليوم.  وفي ذلك العام ايضا حاولت النساء اقناع الحكومة برفع الحظر المفروض على حقهن في قيادة السيارة ، ونعلم ان المطالبة العلنية بهذا الحق بدأ في نوفمبر 1990 في اطار المظاهرة النسائية المشهورة. لا زلنا ايضا في العام 2014 نناقش الاسباب التي تدعو شبابنا للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة مثل "القاعدة" و "داعش" واخواتها ، مع ان القاعدة ظهرت ونفذت العديد من العمليات الارهابية في المملكة في 1995. ومنذ ذلك الوقت اريقت براميل من الحبر وسمع الناس مئات الساعات من الخطب حول هذه القضية. هذا الكلام عينه يقال عن قضايا التعليم والاصلاح الاداري والقضاء والخدمات العامة وتعزيز الهوية الوطنية وارساء سيادة القانون وعشرات من القضايا الاخرى.

استطيع الادعاء ان كل القضايا المطروحة في المجال العام اليوم ، كانت كذلك قبل عقد من الزمن او عقدين او اكثر. واستطيع الادعاء اننا ما نزال في نفس دائرة الجدل التي كانت قبل عقد او عقدين ، اي اننا لم نقترب في الواقع الى اي حل او تصور عن حل. ولا استبعد ان نعود بعد عشر سنين او عشرين سنة لنجد انفسنا في نفس الدائرة ، ندور حول نفس النقاط ، وكاننا ما زلنا في ثمانينات القرن العشرين او تسعيناته.

نحن ببساطة مجتمع يتسلى بالجدل حول القضايا الحرجة ، وطبيعة التسلية انها قصيرة الامد ، تظهر ثم تكبر فتثير الجدل ثم يظهر غيرها فينشغل الناس بالمسألة الجديدة ، وهكذا. ثم تمر سنين وتعود الازمات غير المحلولة فنتذكر انها اثارت النقاش في وقت سابق ، لكنها تعود – من جديد – الى نفس الدائرة ، وتبقى دون حل. ولهذا السبب فلا زلنا نناقش مسائل انتهى العالم منها  وطواها قبل عقود. 

اعلم ان القرار ليس بيد الناس ، وان صوتهم غير مسموع بالقدر الكافي. وهم – لهذا السبب – معذورون ان عادوا لمناقشة ما فرغت منه المجتمعات الاخرى ، فكل شيء معلق على رف الانتظار. اظن ان ضعف الثقافة السياسية وانعدام الاطار القانوني الذي ينظم المجتمع المدني ، وبالتالي عدم وجود منظمات مجتمع مدني فاعلة، اضافة الى هيمنة رأي واحد وما يعانيه اصحاب الرأي المختلف من عسر وتضييق ، كل هذه الاسباب تقف وراء الحالة التي وصفتها. لكننا مع ذلك بحاجة الى مواصلة النقاش ، حتى لو كان الامل في تأثيره ضئيلا. بحاجة الى تعميق النقاش وتفصيح الاسئلة ودعوة جيل الشباب خصوصا الى المشاركة في هذه النقاشات ، فليس امامنا طريق آخر غير ان نواصل التمسك بالوعي والدعوة للوعي وتعميق الوعي.

يضم هذا الكتاب مقالات كتبت ونشرت في اوقات مختلفة ، تحاول جميعها تفصيح الاسئلة التي تثير الجدل واقتراح مسارات للجدل ، على أمل ان تسهم في تعميق الوعي بقضايا الشأن العام الرئيسية. ليس هدف هذه الكتابة تقرير حلول او اقتراح حلول ، فغاية ما تريده هو تفصيح النقاش وتعميقه.



للقراءة براحة اكبر ، اضغط هنا
لتنزيل الملف ، اضغط هنا

}

مقالات ذات علاقة

·         تجارة الخوف
·         تجريم الكراهية
·         طريق التقاليد
·         فلان المتشدد

07/06/2014

نظرية السلطة في الفقه الشيعي: ما بعد ولاية الفقيه (كتاب)

يناقش هذا البحث مسالة السلطة في الفقه الجعفري ، بغرض التحقق من امكانية عرض نظرية جديدة لشرعية السلطة في الاسلام ، قوامها سيادة الامة على الدولة ، مع الاعتماد بشكل كامل على أدوات ومناهج البحث والمقدمات المتعارفة في الفقه الجعفري بصورة خاصة .

ينقسم البحث إلى ثلاثة ابواب :
الباب الاول : وفيه ثلاثة فصول كرست لعرض فكرة الدولة والسلطة في الفكر السياسي الحديث ، ثم فكرة الدولة في الاسلام ، واخيرا فكرة السلطة عند الشيعة.
 الباب الثاني : يتضمن تحليلا للتطور النظري لمسالة السلطة في الفقه الجعفري بعد غيبة الامام الثاني عشر حتى ظهور نظرية ولاية الفقيه.
 الباب الثالث : يعرض النظرية البديلة التي اقترحتها ، وهو مقسم إلى اربعة فصول تناقش الادلة التي 
بنيت عليها نظرية "ولاية الفقيه" تمهيدا لعرض النظرية البديلة التي يقترحها الكاتب. 

مقالات ذات علاقة




لقراءة الكتاب براحة اكبر : اضغط هنا
التحميل المباشر للكتاب : اضغط هنا
نظرية السلطة في الفقه الشيعي: ما بعد ولاية الفقيه by د. توفيق السيف

12/02/2013

توفيق السيف... جدلية العلاقة بين الواقع المتغير والعقل الفلسفي

بقلم أمين الغافلي
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣
الجامع عند الباحث توفيق السيف هو الاشتغال على جدلية الديني - السياسي في صورتيها التراثية والحديثة. ولئن اتخذ العلاقة بين الإسلام السياسي والديموقراطية في صيرورتها التاريخية موضوعاً في جملة مؤلفاته وكتاباته المتعددة، فإنه اعتبر التسعينات من القرن الماضي نقطة ارتكاز سياسية مهمة في إطار الدائرة الإسلامية الكبرى، تمثلت في المقاربة التحليلية - النقدية لصعود الإسلام السياسي إلى السلطة في أكثر من بلد إسلامي، مع التركيز على التجربة الإسلامية الإيرانية، كونها تجسّد نموذجاً سياسياً جديداً في المدونات الفقهية الشيعية (ولاية الفقيه)، استدعت مزاحمتها للدولة في الفكر السياسي الحديث تنظيرات قانونية وفقهية، صاغتها النخب الإيرانية بكل أطيافها والمنقسمة اجتماعياً وسياسياً ودينياً واقتصادياً.

استعان السيف في كتابه «حدود الديموقراطية الدينية» بنظرية الفيلسوف الأميركي توماس كون في كتابه «بنية الثورات العلمية»، خصوصاً ما يتعلق منها ببارادايم التطور المعرفي - السياسي لاختبار فرضياته البحثية - الاستنتاجية من واقع ملاحظته الدقيقة لسياق التجاذبات والاصطفافات والصراعات السياسية - الدينية التي رافقت الثورة الإيرانية، وصولاً إلى التناقض الكلي الحاد بين التيارين التي أفرزتهما تلك التجربة الثورية، وهما الإصلاحي والمحافظ وانعكاس ذلك التناقض على وضعية المواطن الإيراني السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية ودور ومكانة إيران الإقليمي والدولي.
يعمد السيف إلى التذكير بركائز «البارادايم» الثلاثة، وهي النظام الإطاري شبه المغلق الذي يمنح إتباعه هوية جماعية خاصة تميزهم عن غيرهم، والخط الانكساري الداخلي الذي يرافق النظام الإطاري في تحولاته الفكرية والاجتماعية المهيمنة، والمسار التقدمي المستولد من السقوط المريع للباراديم الأول، نتيجة فائض الإحساس الذي يغمر أتباعه بعجز ذلك «البارادايم» عن حلّ كثير من الإشكالات القائمة.
السيف - في اعتقادي- على قناعة كاملة أن مقومات «البارادايم» أنجع في مقاربتها لجدلية الإسلام السياسي وفلسفة الديموقراطية من الديالكتيك الهيغلي ونتائج الفرضيات السياسية التي توصل إليها في كتابه المذكور دالة على فاعلية تلك المقومات «البارادايمية» في قراءة المشهد الاصطراعي السياسي الإيراني، كما هو متحقق في الواقع الاجتماعي.
لم يكتف السيف بتحديد إمكان تطبيق الآلية «البارادايمية» - وهي التجربة السياسية الإيرانية - بل حدد إطارها الزمني، وهو فوز التيار الإصلاحي بالانتخابات 1997 - 2004م، وبعد تأملي في جوهر «البارادايم» كما فصّله السيف، أعتقد أن لدي مجالاً أن أوسّع استعماله مكانياً وزمانياً، بحيث يغطي دافعية البروز المفاجئ للإسلام السياسي في التسعينات على مسرح الأحداث الشرق أوسطية، واستكمالاً بفوز القومي الإيراني محمد مصدق بالانتخابات الإيرانية 1951، وانتهاء بالمفهوم الجديد والصادم للإمامة، كما صاغته النخبة الشيعية في القرون الأولى، والمرتكز على اندفاعة تفكيكية لللاهوت الشيعي، لجعله أكثر استيعاباً باحتمالية المعنى الروحي للإمامة، وليس الزمني كما جاء في كتاب السيف «نظرية السلطة في الفقه الشيعي».

الاستيعاب المطلق لبارادايم

بالعودة إلى التجربة الإيرانية، فإن الاستيعاب المطلق «للبارادايم» يتطلب رصداً دقيقاً لتطور البنى المعرفية داخل الهياكل التأسيسية للمسار التقدمي - الإحيائي، كونها تمثّل وسيلة في نقد وتعرية الإطار «البارادايمي» الهوياتي - الإيديولوجي المغلق، تمهيداً لكسره عبر تقديم قائمة بأبرز الإشكالات المحورية التي تمسّ الجوانب الحياتية كافة للشعب، والتي فشل ذلك الإطار بحلها، وهذا ما جهد السيف لفعله، فهو يسلّم بأن الفوز الساحق للتيار الإصلاحي في انتخابات 1997م عائد إلى أمرين متلازمَين، هما: فشل نموذج الحكم التقليدي الثوري الذي ساد في مرحلة ما بعد الثورة الإسلامية أولاً، ووجــــود نخبة سياسية في التيار الإصلاحي، أسست لفلسفة سياسية شاملة مستوحاة من الفــكر الــفـلسفي الــسيــاســي الغربي الحديث، تتركز وظيفتها في القطع المعرفي مع كل ما يمت بصلة «للباراديم الثوري» التقليدي المنغلق على ذاته في حيز فقهي ضيق، لم يميز بين الديموقراطية كإجراء والديموقراطية كفلسفة، ذهاباً إلى تفعيل التيار الإصلاحي رهانهم للمشاركة الشعبية، عبر تجذير مؤسسات الدولة في الواقع السياسي - الاجتماعي.
كما يعود جاذبية «باردايم التيار الإصلاحي الجديد» إلى ميزتين جوهريتين افتقدهما «البارادايم الثوري القديم»، تمثّلت الأولى في اتساع حجم الشريحة الاجتماعية المتضررة من «البارادايم الثوري القديم»، وهذا خاص في الشأن المحلي، وتمثّلت الثانية في اشتماله على خطاب سياسي متناغم مع الخطاب السياسي الإقليمي والدولي.
تغييب «البارادايم الثوري القديم» مناقشة قضايا حساسة للجمهور الإيراني كقضية سيادة الشعب (فلسفة الديموقراطية)، وإمكان الاستفادة من العلمانية وتحديد دور الدين في الحياة العامة، وتجذر القانون وعموميته وشكل الاقتصاد الناجع للبلد، أزّم الوضع السياسي الإيراني الداخلي، وزاد من الاحتقان الاجتماعي، فاستثمر نخبة التيار الإصلاحي هذا الوضع، فشرعوا في استيلاد نموذجهم «البارادايمي الجديد»، بشكل يكون قادراً على إعادة بناء العلاقة مع الجمهور السياسي أولاً، لترغيبه في المشاركة الفعالة في الشأن السياسي كضمانة إحيائية لفلسفة الديموقراطية.
تآكلَ «البارادايم الثوري القديم» على قاعدة الاستبداد والاستفراد بالسلطة، والإقصاء الممنهج للخصوم، والفشل في وعوده الكثيرة للجمهور، فبات انكساره حدثاً متوقعاً، فوضعه البائس كان شبيها بوضع الإيديولوجيات الثورية الاشتراكية والقومية التي سادت الأقطار الإسلامية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي التي أصرّت على استبعاد أهم قضية تمسّ حياة الناس ومستقبلهم، وهي الديموقراطية، ما فتح المجال لصعود التيار الإسلامي - السياسي إلى واجهة المسرح السياسي في الثمانينات والتسعينات من القرن ذاته، وإن كان هذا الصعود للتيار الإسلامي موقتاً، كونه حاملاً بذرة انكساره هو الآخر لممانعته العتيدة في القبول بالتعددية والقواعد الديموقراطية.
انطلق السيف من اعتبار النسبة العالية التي حصل عليها التيار الإصلاحي بزعامة خاتمي من أصوات الناخبين في انتخابات 1997م دلالة يقينية واضحة على تحقق ميلاد «البارادايم الإصلاحي»، والأهم أنه - السيف - رصد جدية وصدق ذلك التيار في تلبية المطالب الشعبية والوفاء بالتزاماته التي قطعها على نفسه، فأصبح الشعب يعاين بنفسه تفعيل نخبة التيار الإصلاحي لآلية الاشتغال التأسيسية للقواعد المؤسساتية المتعددة في المجتمع الإيراني، كضمانة لتجذر الفلسفة الديموقراطية الحديثة في المجتمع الإيراني.
ما كان للتيار الإصلاحي أن يفوز بدورتين، لولا قدرته على تجاوز إشكالات سياسية واقتصادية واجتماعية، ورثها من «البارادايم الثوري القديم»، ظلت معطلة ومغيبة لإصرار نخبة «البارادايم» على معالجتها بأساليب قديمة عفى عليها الزمن، إذ بات الشعب بعد فوز التيار الإصلاحي يتداول ويتعايش مع جملة من المفاهيم السياسية الحديثة، كالعدالة الاجتماعية وحرية الصحافة وتشكيل الأحزاب وسيادة القانون واعتماد خطاب سياسي عقلاني داخلي وخارجي.

العنف الرمزي

لم يكن أمام «البارادايم الثوري التقليدي» لتعطيل اندفاعة مشروع التيار الإصلاحي إلا العنف الرمزي والجسدي، فجرى استغلال القضاء لشرعنة هذا العنف الممنهج ضد رموز التيار الإصلاحي من اعتداء جسدي واعتقالات وإغلاق عشرات الصحف والمجلات بدافع إيديولوجي زائف، هو الرغبة في الحد من الانقسامات الاجتماعية والتناقضات السياسية، تحقيقاً للشكل الاندماجي السياسي الديني القسري بولاية الفقيه (الثيوقراطية) الذي يعدّه الباحث ناصيف نصار من أسوأ أشكال الاندماجات السياسية القديمة والحديثة. إنه شكل من أشكال التنظيم اللينيني العنفي المنظم الذي عرفته الأحزاب والقوى السوفييتية المستقلة أبان حكم لينين، هذا الشكل التنظيمي المرعب استدعته الأحزاب الأشتراكية - الثورية والأحزاب القومية - البعثية في الوطن العربي، لتصفية خصومها وبثّ الرعب في المجتمع للاستفراد بالسلطة عبر مأسسة الاستبداد، هذه المأسسة مسؤولة عن انكسار عزة المسلمين وكرامتهم أمام العالم المتحضر.
والسؤال الملح: كيف نجح «البارادايم الثوري التقليدي» في الإطاحة بالتيار الإصلاحي والسيطرة على الوضع السياسي - الإجتماعي مع اقتراب نهاية الفترة الرئاسية الثانية 2004؟ لعل من المفيد أن نستحضر رأي الباحث الفرنسي تري كوفييل في كتابه «إيران الثورة الخفية»، فهو يعتقد أن نجاح الإطاحة بالتيار الإصلاحي عائد إلى سيطرة المحافظين على أقوى الوزارات، وهي الداخلية والاستخبارات والدفاع والمالية، إذ تم تسخير كل إمكانات تلك الوزارات، لتحطيم دعائم التيار الإصلاحي، ويأتي على رأسها البُنى المؤسساتية السياسية الفاعلة. علامات انكسار «البارادايم الثوري التقليدي» عند السيف واقع، تعود إلى اللحظة التأسيسية الأولى للجمهورية حين تخيّل الخميني أن الجمهورية الإسلامية لا تحتاج سوى حكومة إسلامية صغيرة الحجم وبسيطة التنظيم، وأنه لا داعي للمؤسسات التشريعية والقضائية الضخمة، وهذا ما اعترض عليه السيف بكل قوة، كونه يرسخ عبادة رئيس الدولة، ويهمل الدور المتعاظم لمؤسساتها، والدليل على ذلك – بحسب رأيه - هو النقد الحاد الذي وجهه الإصلاحيون بعد وفاة الخميني إلى المحافظين لفائض القهر والاضطهاد الذي وقع عليهم في ظل غياب شبه كامل للمؤسسات التشريعية والقضائية الحيادية الضامنة لحقوقهم المشروعة.
فازت تيارات الإسلام السياسي في التسعينات بمقاعد برلمانية في أكثر من بلد إسلامي، واليوم تفوز بالرئاسة في تونس ومصر، وسيظل الاستبداد المحور الذاتي الفاعل في تفكيك بنية السلطة وكسرها، إذا لم تأخذ تلك التيارات موضوع فلسفة الديموقراطية بكل مقوماتها بجدية تامة.
وظّف السيف (بارادايم توماس كون) في مقاربة التجربة الإيرانية، وأستطيع أن أوظفها في وضعيته الثقافية الذاتية، فكما انكسر «بارادايم التيار الثوري التقليدي» الإيراني بضغط التطور المعرفي العلمي، انكسر «باراديم التيار التقليدي الشيعي» في الخليج للسبب المعرفي نفسه، فلم يعد باستطاعة السيف ومَن سار على خطه من المثقفين القبول بالأدبيات التنظيرية - المعرفية التقليدية التي صاغتها نخبة دينية - فقهية والمشحونة برمزية قداسة ولي الفقيه المطلق لقضايا سياسية معاصرة، وعلى رأسها حدود الديموقراطية، ونوع العلاقة بين الدين والدولة، وموقف السلطة من الحرية الشخصية والقيم الاجتماعية. فالسيف متأكد من كون الإسلام الحركي الشيعي - الذي ينتمي هو إليه - أقدر على فهم جدلية العلاقة بين الواقع المتغير والنص الديني والعقل الفلسفي. تبقى فرضية المشاركة الشعبية الواسعة في القرار السياسي الرهان الأكثر حضوراً في منهجية الفكر الفلسفي السياسي للسيف، كقاعدة استقرارية للدولة، ولعل إصبع سبابة المرأة الحسناء التي وُضعت على غلاف كتابه «حدود الديموقراطية الدينية» تجسّد أفضل تجسيد، مصداق راهنية السيف على تلك الفرضية.

الحياة : الأحد 12 فبراير  ٢٠١٣
http://alhayat.com/Details/482085

مقالات ذات علاقة

16/01/2013

(كتاب) الحداثة كحاجة دينية

هذه مرافعة على شكل حوار بين عقلين حول واحد من اهم الاسئلة في واكثرها اثارة للحرج في ثقافتنا الدينية المعاصرة ...
 سؤال: كيف ينهض المسلمون من سباتهم المزمن ، وكيف يعودون الى قطار الحضارة بعدما نزلوا او انزلوا منه.
هي سلسلة من التساؤلات يتلو كلا منها ما يشبه الجواب ، لكنه جواب مؤقت ، اذ لا يلبث ان يثير سؤالا اخر يتلوه جواب اولي وهكذا. فالغرض اذن ليس تقديم اجوبة نهائية. ... هذه المرافعة تحاول اثارة ذهن القاريء ومجادلته ودفعه للتفكير في السؤال.
 في ظني ان تفكيك وتفصيح سؤال النهضة هو بذاته الجواب عليه .

للقراءة براحة اكثر اضغط هنا

25/12/2012

(كتاب) ان تكون شيعيا في السعودية



يعالج هذا البحث مسألة الاندماج الوطني وبناء دولة الامة في المملكة العربية السعودية ، متخذا المسألة الطائفية ، ولا سيما حالة المواطنين الشيعة ، موضوعا للبحث. يعتقد الكاتب ان المسألة بحاجة الى معالجة سياسية. وتحاول هذه الدراسة توفير اساس نظري لهذه المقاربة ، من خلال إعادة تعريف المشكلة وتوضيح العوامل التي ساهمت في تحويلها من مسألة اختلاف مذهبي الى بؤرة توتر سياسي وعامل اضعاف للوحدة الوطنية والاستقرار. 
يقترح الكاتب معالجة من ثلاثة مستويات للمشكل الطائفي، تستهدف اعادة بناء الهوية الوطنية على قاعدة الحقوق المتساوية والاقرار بالتنوع الثقافي.
القيصرية ، من اسواق الاحساء القديمة

فهرس الكتاب:

تمهيد – طبيعة المسالة الطائفية ‏

‏1- النزاع الطائفي باعتباره خلافا فكريا – مذهبيا :‏................................................................................ ‏2‏

‏2- النزاع الطائفي باعتباره منافسة اجتماعية :‏.................................................................................... ‏2‏

‏3- النزاع الطائفي باعتباره صراعا سياسيا.......................................................................................... ‏3‏

الجوهر السياسي للمسألة الطائفية................................................................................................ ‏4‏

اطار البحث في المسألة الشيعية في السعودية................................................................................... ‏6‏

أ) الاثنية- الدينية ‏ethnoreligiousness‏ :‏..................................................................................... ‏6‏

ب) الاثنية – الاقليمية  ‏ethnoregionalism‏ :‏................................................................................ ‏6‏

ت ) الاثنية – الوطنية : ‏ethnonationalism‏ :‏............................................................................... ‏6

الفصل الاول : المسالة الشيعية في الاطار الوطني

الشيعة السعوديون : واقعهم وهمومهم.......................................................................................... 1

العوامل البنيوية وراء التمييز الطائفي.............................................................................................. 8

نمط توزيع السلطة يستثني الاطراف.............................................................................................. 9

الانعكاسات الثقافية للتنمية الاقتصادية........................................................................................ 13

لماذا لم تنتج التنمية مجتمعا جديدا............................................................................................. 13

تمرد على التقاليد وخوف من الحداثة........................................................................................... 15

تعثر محاولات الاصلاح على المستوى الوطني.................................................................................. 16

خلاصة............................................................................................................................. 19

 الفصل الثاني : الخروج من بيت الاحزان :الشيعة من لانكفاء الى البراغماتية السياسية ‏

المحتوى الثقافي للهوية السياسية................................................................................................. 2

الثقافة السياسية للشيعة........................................................................................................... 4

الثقافة الاقلاوية" كاساس للتفكير في السياسة.................................................................................... 8

من الانكفاء الى المعارضة الجذرية............................................................................................... 11

من الجذرية الى البراغماتية: صدمة 2003‏...................................................................................... 14

 الفصل الثالث : البعد الاقليمي للمسألة الشيعية في المملكة

تأثير التحولات الاقليمية: الثورة الاسلامية في ايران.............................................................................. 4

تاثير الخارج والارتياب في الخارج................................................................................................... 6

سقوط البعث العراقي : اختلال موازين القوى.................................................................................... 9

الخلاصة............................................................................................................................ 11

الفصل الرابع : العامل الديني في النزاع الطائفي ‏

دور الدين/المذهب في الحياة السياسية السعودية.............................................................................. 2

الشيعة في المنظور الديني السلفي.................................................................................................. 7

الشيعة في المنظور السياسي السلفي............................................................................................... 9

الفصل الخامس : جهود المصالحة ‏

مفاوضات 1993‏.................................................................................................................... 2

ما بعد سبتمبر 2001: الحراك الاصلاحي الوطني................................................................................. 5

وثيقة "شركاء في الوطن"‏............................................................................................................ 7

مؤتمر الحوار الوطني................................................................................................................ 8

تطور النقاش مع الحكومة........................................................................................................ 13

خلاصة :‏............................................................................................................................ 15

الفصل السادس: الاقليات والهوية : كيف تتحول عوامل التنوع الى خطوط انقسام في المجتمع الوطني ‏

توليف الهوية على المستوى الفردي:‏............................................................................................. ‏4‏

توليف الهوية على المستوى الجمعي : مجتمع الاقلية........................................................................... ‏7‏

المقاربات النظرية  لمسألة الاقلية................................................................................................. ‏9‏

خلاصة............................................................................................................................. ‏14‏

الفصل السابع : الجوهر السياسي للمسألة الطائفية : دور الدولة  في اطلاق او تثبيط التوتر الطائفي ‏

الجوهر السياسي للمسألة الطائفية................................................................................................ 1

دور الدولة  في اطلاق او تثبيط التوتر الطائفي.................................................................................... 1

تراث فقير............................................................................................................................ 2

واقع الحال في العالم العربي: دولة الحاكم......................................................................................... 5

مواطنون لا رعايا.................................................................................................................... 6

توازن القوى داخل النظام الاجتماعي كضرورة للعدالة: مقاربة جون رولز..................................................... 7

الشروط الاجتماعية للانشقاق..................................................................................................... 9

لماذا يتخذ الانشقاق السياسي إطاراً مذهبيًّا/ طائفيًّا؟.......................................................................... 11

الخلاصة:‏........................................................................................................................... 13

الفصل الثامن : استراتيجية الاندماج الوطني ‏

اشكاليات مفهوم الوطن و المواطنة في الثقافة السياسية السعودية........................................................... 2

تطور مفهوم الوطن المعاصر...................................................................................................... 4

لماذا لم تتطور فكرة الوطن ومبدأ المواطنة في بلادنا............................................................................ 4

الاول: اشكالية الثقافة التقليدية................................................................................................... 5

الثاني: الانشغال ببناء الدولة على حساب بناء الامة.............................................................................. 5

الثالث : تعارض مفهوم الوطن مع مفهوم الامة القديم......................................................................... 6

دولة الامة............................................................................................................................ 8

مصير الهويات الفرعية.............................................................................................................. 9

الاتجاه القديم : الدمج القسري.................................................................................................. 10

الاتجاه الجديد: الدولة التعددية................................................................................................. 11

الاندماج الوطني.................................................................................................................... 12

 

الفصل التاسع : معالجة المسألة الطائفية ‏

ثلاثة مسارات........................................................................................................................ 2

المسار القانوني - السياسي.......................................................................................................... 2

تجريم التمييز........................................................................................................................ 4

دور المجتمع المدني................................................................................................................. 5

المسار الاقتصادي................................................................................................................... 5

المسار الثقافي........................................................................................................................ 7

تراث الفرقة.......................................................................................................................... 9

رحلة البحث عن الذات

  قلت في الاسبوع الماضي ان كتاب الاستاذ اياد مدني " حكاية سعودية " ليس سيرة ذاتية بالمعنى الدقيق ، وان بدا هكذا. وسألت نفسي حينئذ...